أعضاء في «الشورى»: استثنائي في محاربة التطرف والإرهاب

أعضاء في «الشورى»: استثنائي في محاربة التطرف والإرهاب

وصف أعضاء في مجلس الشورى، الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بأنه رجل استثنائي في محاربة التطرف والإرهاب، وتكريس الإسلام المعتدل، واتفقوا جميعا في حديثهم لـ"الاقتصادية" على أن الملك الراحل نجح في مواجهة الإرهاب فكرياً وأمنيا، وأظهر الصورة المعتدلة والسمحة عن الإسلام، وكشف صور التشويه التي تعمدت الحركات المتطرفة نشره عن الإسلام، ووصفوا الملك عبدالله بأنه كان صريحاً وصادقاً مع شعبه والعالم، وصلباً وقاسياً في التعامل مع ملف الإرهاب.
وقال الدكتور زهير الحارثي عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى، إن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، كرس جهده في نشر الإسلام المعتدل، مشيداً بفكرة الملك عبدالله في تبني حوار الأديان، وطرح مبادرات عدة لإظهار الصورة الحقيقية للإسلام. وأشار الحارثي إلى أن الملك ـــ رحمه الله ـــ كانت له نظرة ثاقبة ونافذة في مواجهة التطرف والإرهاب عبر تعاون دولي، وكان دائم التأكيد على أنه لا يمكن مكافحة الإرهاب إلا بتعاون دولي.
وأضاف الدكتور الحارثي، أن من يتابع خطوات الملك عبدالله يرى أن أغلب قراراته تكرس مفهوم صورة الإسلام المعتدل وإظهار الإسلام بصورة حقيقية ومواجهة صور التشويه التي تعمدت الحركات الراديكالية والمتطرفة تشويهها، وأستذكر أبرز جهود الملك عبدالله في ذلك بإنشاء المجمع الفقهي ومركز الحوار بين الأديان وتأسس مركز الإرهاب في هيئة الأمم المتحدة ودعمه
بـ 100 مليون دولار، وعدة مبادرات أخرى، مضيفاً أن الملك عبدالله كان يؤمن بأن الشريعة الإسلامية السمحة قادرة على إيصال الصورة الحقيقية للعالم، والتأكيد للعالم أن السعودية دولة معتدلة تؤمن بالتسامح والتعايش وهذه هي الرسالة التي أكدها دائماً الملك الراحل.
وأوضح الحارثي أنه عُرف عن الملك عبدالله أنه صريح وصادق ومحب لأمتيه العربية والإسلامية، وينفذ ما يمليه عليه ضميره.
من جهته، قال الدكتور عبدالله العسكر عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى، إن عبدالله بن عبدالعزيز نجح في القضاء على الإرهاب أمنياً وفكرياً، وتجني السعودية الآن ثمار هذا الجهد العظيم لحفظ الأمن والأمان والرفاهية والتنمية المستدامة والقضاء على كل ما يهدد هذه المنجزات.
ووصف العسكر، الملك عبدالله، بأنه كان أمة في رجل، فكان يمتاز بصلابة ومتانة وتماسك في الحق إلى جانب معرفة تراكمية ضد الإرهاب بأنواعه المتعددة. وقال إن الملك الراحل كان رجلا يعرف بثاقب بصيرته البعد الذي يمكن أن يصل إليه الإرهاب، وكان يؤكد في خطاباته ومقابلاته على ضرورة مواجهة الإرهاب بكل قوة، وأنشأ مراكز داخلية وخارجية للتعامل مع الإرهاب بما يستحق ودفع بقوة إلى اتخاذ قرار من قبل الأمم المتحدة بتجريم الإرهاب، وعمل على الحرب على الإرهاب فكرياً من خلال إنشاء عديد من المراكز والمحاولات الفكرية التي تمثلت في مناهج الدراسة وبعض القضايا الفكرية التي يقوم بها المجتمع المدني السعودي لمكافحة الإرهاب، ودائما ما أكد على المؤسسات الدينية للوقوف مع مشروع الملك عبدالله لمكافحة الإرهاب.
وأكد الدكتور العسكر أن الملك عبدالله كان لا يقبل التبرير أو التساهل في قضايا الإرهاب أو أي قول وعمل وكرر تحذيراته لزعماء العالم العربي والعالم أجمع وعلماء الدين الإسلامي للتصدي للإرهاب بكل قوة.
بدوره، قال الدكتور حامد الوردة عضو مجلس الشورى، إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز حمل على عاتقه ملف الإرهاب منذ توليه الحكم، وأدرك أهمية مكافحته فكريا وأمنيا، وحذر زعماء العالم في المؤتمرات الدولية، من خلال سفرائهم في المملكة، ووجه رسالة صادقة صريحة لأصدقائه بالغرب بأن الإرهاب قادم ويحتاج إلى مكافحة دولية، واستضافت المملكة مؤتمراً عالمياً لمكافحة الإرهاب، ودعا فيه إلى إنشاء مركز دولي لأجل ذلك.
وأضاف الوردة أن صرامة الملك عبدالله لم تكن تتعارض مع حرصه على إبراز سماحة ديننا الحنيف وتقبله للآخر، فبعد نجاح سياسته في محاصرة الإرهاب والتطرف، وبصورة متزامنة انتقل إلى خطوة حضارية مرموقة في التسامح الديني والثقافي وذلك بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في النمسا جعل نبراسه التسامح الديني بين أتباع الديانات السماوية، وهي خطوة نالت استحسان العالم وباركها ممثلو الديانات السماوية.
واختتم الدكتور الوردة تصريحه بأنه بقدر فجيعتنا العظيمة وحزننا على فقد هذا القائد الصالح العادل رجل التنمية البشرية والاقتصادية الحديثة، إلا أن ما يخفف هذا المصاب الجلل هي سلاسة انتقال الحكم دون وجود مظاهر أمنية استثنائية أو صخب، وأضاف أنه لا توجد سلاسة في انتقال حكم كما حدث هنا.

الأكثر قراءة