مسؤولون خليجيون: الملك عبدالله كان له دور ريادي في وحدة الخليج
أشاد عدد من المسؤولين الخليجيين بالدور القيادي الفريد الذي لعبه الملك الراحل خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز خلال فترة توليه حكم المملكة العربية السعودية، التي امتدت نحو عشرة أعوام، وأكد دبلوماسيون، أن الملك عبدالله كان يؤلمه أي خلاف يحدث في البيت الخليجي، وكان يبادر بحله والصلح بين الأطراف، إذ كان يرفض تدخل أي جهات خارجية لتحديد مصلحة الخليج، كما عبروا عن حزنهم العميق لفقدان الأب الحنون، وأبدوا تفاؤلهم بالدور الذي سيكمله أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال لـ"الاقتصادية" القنصل العام للكويت في جدة ومندوبها الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي صالح الصقعبي، "إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – طيب الله ثراه – كان له مواقف لا تنسى، وهو رجل صاحب حنكة، ومواقفه لا تنسى، ويحزننا كأمة إسلامية فقدانه، خصوصا في ظل ما تمر به المنطقة من ظروف حساسة، إلا أن إرادة الله لا يمكننا الاعتراض عليها، بالرغم ما نشعر به من ألم الفراق".
وتابع، "الملك عبدالله رجل له مكانته الخاصة على مستوى العالمين العربي والإسلامي، والمستوى الدولي من خلال القضايا والمبادرات التي دائما يطرحها، وما لا شك فيه أنه مثل خلال فترة حكمه وزنا ثقيلا في الساحة الدولية".
وأكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإخوانه، سينهجون النهج نفسه الذي رسمه الزعماء الأوائل في منطقة الخليج، "ونحن كدول خليجية وعربية مطمئنون ومتأكدون من قدرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإخوانه، في تقديم كل ما يمكن لرفع اسم ومكانة السعودية".
وفي تعليقه على مسألة إعلان دولة الكويت الشقيقة الحداد على وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أوضح القنصل أن الكويت دولة خليجية وتشعر بمرارة ما يحدث في المنطقة، وتشارك دول الجوار أفراحها وأحزانها.
من جانبه، لفت الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- كان حريصا على وحدة الصف الخليجي ولمّ الشمل، وتعزيز التضامن العربي والإسلامي، لدرء المخاطر الكبيرة التي تحيط بأمتينا العربية والإسلامية، لافتا إلى أن وقوفه مع مصر يعد تعزيزا للدور المهم الذي كان يضطلع به الملك عبدالله على المستويين العربي والدولي.
وأعرب الأمين العام عن بالغ الحزن والأسى لهذا المصاب الجلل الذي أحزن شعوب دول مجلس التعاون والأمتين العربية والإسلامية لما للفقيد الراحل من محبة صادقة وتقدير عظيم ومكانة كبيرة ترسخت في القلوب لما قام به من أدوار بناءة وما بذله من جهود حثيثة ومخلصة لنصرة قضاياها ورفعة شأنها ودعم نهضتها ومسيرتها التنموية، مؤكدا أن دول مجلس التعاون أثبتت - بعون من الله تعالى - ثم بحكمة قادتها، ووعي وتلاحم شعوبها، إنها قادرة على تجاوز كل الصعاب التي واجهتها عبر مسيرتها المباركة لأكثر من 30 عاما، داعيا الله تعالى، أن يحفظ بلادنا وقادتنا وشعوبنا، وأن يديم علينا الأمن والاستقرار والازدهار.
من جانبه، عبّر إياد أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، عن بالغ الأسى لوفاة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- مؤكدا أنه -وإن رحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى دار البقاء- فإن جلائل الأعمال التي قدمها ستبقى ذكراها حية نابضة في القلوب، وستسجل مآثره في سجل الخالدين.
وتابع، "وسيذكر له مواطنوه أعماله الجليلة التي قدمها لوطنه وتمثلت في عشرات المشاريع الكبيرة التي أسست لبنية تنموية قوية جمعت بين بناء الوطن ورفاهية المواطن، كما سيذكره العالم الإسلامي والمسلمون في شتى بقاع الأرض لما أنجزه من توسعات تاريخية للحرمين الشريفين وما وجه به من أعمال إسلامية جليلة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ساهمت بجلاء في تيسير أداء مناسك الحج والعمرة".
وأشاد الأمين العام بسعيه الحثيث، رحمه الله، للتواصل المذهبي بين أبناء الأمة الإسلامية وتوجيهه بإنشاء مركز في المدينة المنورة ما يؤكد على حرصه على وحدة الأمة الإسلامية، إضافة إلى مسارعته بمد يد العون والمساعدة للمحتاجين والمتضررين والمنكوبين من أبناء الأمة الإسلامية فهي تنوء عن الحصر، كما ظلت قضية المسلمين المركزية والقدس الشريف نابضة في قلبه طوال حياته رحمه الله وقدم لها الكثير من العون والدعم.