مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري .. بناء للإنسان من خلال الإسكان
بدأ مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري كفكرة إغاثية لمن تهدمت بيوتهم أثناء هطول الأمطار على مدينة الرياض، تلقفها فكر الأمير سلمان بن عبد العزيز الإبداعي وركز على تنمية الإنسان من خلال الإسكان، تجاوز المشروع أفكاره الإغاثية أو الإسكانية إلى إبداع ثقافي وفكري وتنموي حول الإنسان الفقير الذي فقد السكن الملائم وحولته هموم الحياة ومشاكلها إلى خارج إطار المجتمع الذي هو جزء منه، من خلال إخصائيين اجتماعيين ونفسيين ومدربين تحول الساكن في هذا المشروع إلى مبدع ومنتج بشكل اقتصادي لافت حول الأب والأم والشباب والشابات إلى منتجين حاليين وقادمين وعمل كمرحلة مؤقتة للساكن فيها يتغلب المشروع من نفسه ويتدرب ويتجاوز مرحلة الفقر بالعلم والتدريب والمساعدة.
التقت "الاقتصادية" نخبة من العاملين في مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري لتسليط الضوء على فكرة المشروع التنموي غير مسبوق فكانت هذه الندوة:
كيف بدأت فكرة مشروع الأمير سلمان الخيري؟
المسعود: سبب إنشاء المشروع من المؤكد أنه مرتبط بسبب معين أو الأدق مرتبط بعدة أسباب ولذا أصبح سببا ملحا في عام 1413هـ، هطلت أمطار غزيرة على مدينة الرياض وعلى أثر هذه الأمطار سقط عدد من البيوت خاصة في جنوب مدينة الرياض وتظهر عدد ليس قليل بسبب هذه الأمطار خاصة البيوت الخربة والطينية وسيئة البناء، وكما لا يخفى على الجميع أن ديننا الإسلامي يحث المسلمين على أن يكونوا كالجسد الواحد، ما إن رأوا هذه الكارثة إلا وهبوا لدراسة هذه المشكلة، وذهبوا لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة ـ رحمه الله ـ وعرضوا عليه المشكلة التي وقعت وطلبوا حلا لها. سماحة الشيخ كتب للأمير سلمان بن عبد العزيز ورد فيه "نرغب من سموكم جمع رجال الأعمال وتطلبون منهم التبرع ويشترى بيوت لهؤلاء المتضررين". درست هذه الفكرة بعد الاستقرار بعض الشيء في الأجواء وكنت الفكرة، وفي عام 1417هـ. تم تفعيل هذا الأمر، حيث كتب للأمير سلمان بن عبد العزيز أن هناك حاجة ملحة لمساكن تناسب الفقراء والمحتاجين تقيهم من الحر والقر. كون الأمير سلمان على أثر هذا الموضوع لجنة لدراسة هذه الفكرة، وكانت اللجنة برئاسة الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وله جهود طيبة في الاجتماع مع هذه اللجنة، وعرضوا أن هناك مشروعا يحوي هذه الفكرة، واحتضن الأمير سلمان هذه الفكرة بعد عرضها عليه ووافق على ذلك وعلى أثر هذا كون مجلس إدارة المشروع الذي سمّي مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري، وكان أول اجتماع في منزل الشيخ محمد الجميح - عليه رحمة الله، كان في الحقيقة اجتماعا حافلا حضره عدد كبير من رجال الأعمال وشرحت هذه الفكرة وبينت حاجة المجتمع إليها وكان هناك تجاوب وتسارع من رجال الأعمال لدعم المشروع، وأعتقد أن المبلغ المتبرع به منهم في تلك الليلة وصل إلى 30 مليون ريال في وقتها، ولا بد أن ينسب الفضل لأهله، ومن العوامل القوية الذي ساعد بشكل كبير على سرعة قيام المشروع رجل الأعمال الشيخ عبد العزيز الموسى ـ أطال الله في عمره ووفقه، حيث سارع في التبرع بالأرض التي أقمنا عليها المجمع الأول فانطلق المشروع في حي سلطانة. ومن أول الأعمال، كتب الأمير سلمان للمقام السامي بطلب أراض تخصص للمشروع، لكن الدورة الإدارية، تأخرت، ووجود الأرض أمامنا سارع بالتنفيذ وبدأ المشروع فعلا، وللأمير سلمان أياد بيضاء ولمسات رائعة في دفع المشروع للأمام وتسارع تنفيذه وخروجه إلى حيز الوجود، بعد أن كان فكرة تخاطب أو تساور رجال الأعمال، ولم تنفذ، ولا أنسى كذلك رجل الأعمال محمد الجميح وابن أخيه محمد بن عبد العزيز الجميح، حيث كانا من قبل يلحان بضرورة وجود منازل تؤوي هؤلاء الفقراء، حيث الإيجار كما يعلم الجميع من أكثر الأمور التي ترهق كواهل الفقراء أكثر من المأكل والمشرب فيها أهون منه، ومعظم الفقراء لا يزيد دخل أحدهم على ألفي ريال وربما أقل من ذلك، وهناك التزامات الحياة الكثيرة غير المأكل والملبس والسكن، وأصبح للفقير يأمل أن يأتيه شيء من المشروع يغير حياته بشكل جذري فيستقر وترتاح نفسه ويأخذ في العطاء ومشاركة المجتمع في كل نشاطاته، وللحقيقة إن نظرنا إلى الفقير نظرة سلبية وكيف تأمل من الفقير مشاركة المجتمع وكاهله مثقل بالديون و... والحاجة الملحة لإيجاد مساكن لفئة أوجبت علينا ...
ولو ترك الفقراء في تلك البيوت الخربة التي اضطروا إلى سكنها لسقطت عليهم ولذهبوا ضحايا لفقرهم، وهنا تتضح أهمية مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري وأتمنى استشعار كل رجال الأعمال لأهمية مثل هذه المشاريع الخيرية وقد أنشأ المشروع 500 وحدة والحاجة أضعاف ذلك، حيث العدد المتقدم لنا الآن يفوق ستة آلاف متقدم، ونحن من هذا المنبر الإعلامي الكبير نناشد رجال الأعمال دعم المشروع فهو من المجتمع وله ونحن في أول الطريق.
الشويعر: الشيخ يصعب الزيادة على ما قاله لكن ليس هناك شك أن الفكرة رائدة وخيرة لخدمة فئة كثيرة وكبيرة من أبناء مجتمعنا المحتاجين وهم في أمس الحاجة لمد يد العون والمساعدة كي يندمجوا في المجتمع وكل إنسان يسعد بتفاعله مع المشروع وتقديم جزء من العمل الخيري، إذ حث ديننا الإسلامي السمح على العطاء والبذل من أجلهم والسعي لإسعادهم وفك كربتهم من خلال مثل هذا المشروع الرائد.
الحسين: فكرة إنشاء المجمعات السكنية فكرة قائمة في الكثير من الدول سبقت المملكة في إنشاء جمعيات سكنية للأسر المحتاجة، والسعودية قامت بفكرة سابقة بإنشاء مجمعات سكنية من ضمنها مشاريع توطين البادية قام بها الملك عبد العزيز ـ رحمه الله، وكان لها أثر طيب في توطينهم وتثقيفهم وتعليمهم أمور دينهم، وأيضا كان لها دور ملموس في عملية تطويرهم المهني والاجتماعي، لكن بداية فكرة المشروع معالجة مشكلة وقعت في المجتمع. ومدينة الرياض عند تحولها إلى مدينة كبيرة جدا يسكنها كثير جدا من الأسر وكثير من الفقراء، أصبحت منطقة جذب، فالمشروع يعالج مشكلة الأسر في مدينة الرياض التي هي بحاجة ماسة للسكن، إضافة لبرامج تنموية تساهم بتحويلهم من أسر فقيرة إلى أسر منتجة ومعتمدة على نفسها.
الرومي: أحب أن أضيف لما تفضل به المسعود لنشوء المشروع كفكرة إغاثية إلا أن المشروع أصبح يقوم على فكرة تنموية، وخاصة لما تعامل المشروع مع فئة الفقراء، وانكشف مدى الحاجة للسكن، ولعلي أشير بهذا إلى الرقم العالمي الذي يقول إن المسكن
يستهلك 35% في المائة من دخل الأسرة، وإذا حسبت على مستوى الرياض نجد ثلاثة آلاف وهو حسب ما يقال إنه الحد الأدنى لخط الفقر، إن صحت التسمية وهو خط غير رسمي تحدث عنه بعض العلماء أن من دخله أقل من ثلاثة آلاف يستحق الزكاة وهذا الرقم اعتمده المشروع، حيث الأسرة التي دخلها في العام 36 ألفا لو أخذنا منها 35 في المائة منها لوجدنا أنه يدفع 12 ألفا للسكن وهذا في مدينة الرياض، خاصة أن حجم الأسرة الفقيرة يميل إلى الارتفاع فإننا نجد أن هذا الرقم عاجز عن توفير سكن والمتبقي من الدخل لا يفي بمتطلبات الحياة الأخرى، ووجدنا في النهاية أن السكن يمثل ثقلا كبيرا جدا على كاهل الأسرة ورب الأسرة، وبالتالي بدأ المشروع يستقبل الطلبات فانكشف له أن الحاجة لا تمس فقط الأسر التي تهدمت مساكنها بسبب الأمطار، وإنما هناك أسر أخرى تسكن في مساكن ليست مهدمة ولكنها غير مناسبة، على سبيل المثال تلك الأسر التي تسكن في أماكن ضيقة مثلا أسرة تسكن في غرفة ومطبخ فقط، ولعل زيادة الملك عبد الله المشهورة إلى بعض المنازل كشفت هذا الجانب، حيث هناك أسر تعيش كما ذكر الملك ـ حفظه الله ـ في حينها أن المطبخ وغرفة النوم واحدة، هذا الجانب حول الفكرة إلى تنموية حيث حين نظر القائمون على المشروع إلى مدى القدرة على تلبية تلك الشريحة من المجتمع التي لا يستهان بها وجدوا أن القدرة ضعيفة وما زالت بعيدة عن تغطية كل الحاجات الماسة، وتحولت الفكرة إلى ماذا نستطيع أن نقدم للأسر من خلال أن يكون سكنهم في المشروع مرحلة انتقالية للأسرة حتى تتم معالجة المشكلة الأساسية التي تعاني منها الأسرة.
الحمادي: الفكرة على مستوى العالم موجودة وليست جديدة لكن الجديد الذي أضافه المشروع هو تركيزه على الجوانب التنموية، وأضيف إلى ذلك أن نسبة 35 في المائة من دخل الشخص السعودي أو المواطن تذهب للإيجار و50 في المائة من دخل الفقير يذهب إلى إيجار المسكن وفق الدراسات الحديثة التي صدرت في المملكة، وهذا جانب مهم جدا في الموضوع، واستقبلنا أعدادا كبيرة جدا عندما سمعوا عن المشروع وعند قيامه، وبعد نزولي مع الباحثين في الميدان وجدنا الحاجة ملحة جدا، لوجود مساكن لفئة من الناس لأسباب ضيق المساكن لديهم وسوئها والبعض منها آيل للسقوط، وهم مضطرون للسكن فيها، ومن أهم حفظ كرامة الفقراء والأسر نقلهم إلى المساكن صالحة يستطيعون العيش فيها، لذلك نشأت فكرة المشروع لتغطية هذا الجانب.
ما أساليب معالجة الفقر لدى مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري؟
المسعود: جعلنا هناك قاعدة ننطلق منها في هذا المشروع، وهذه القاعدة تقول بناء الإنسان من خلال الإسكان، وقلنا أيضا يجب علينا أن نهتم بالساكن قبل السكن وبعده، وبحمد الله صار لدينا يقظة قبل وصول الساكنين إلى المشروع، حيث إن تجميع هذه الفئة إن لم يكن هناك رقابة ومتابعة وتنمية وتعليم وتثقيف وتدريب وتطوير يمكن أن يأتي يوم، كما كنا ننادي، بإنشاء مجمعات سكنية ننادي بإزالتها لاحقا كما حصل فعلا في أمريكا وأوروبا بعد أن خسروا ملايين كثيرة، أصبحت بؤرة للفساد وقاموا بإزالتها. نحن في مشروع الأمير سلمان بدأنا من حيث انتهى الآخرون، معنا مشاركون على مستوى أساتذة ومشرفين حيث بدأنا نجمع سلبيات وإيجابيات في المساكن في العالم كله سواء في الغرب أو الشرق، بالإمكان أن نتلافى السلبيات في أمرين مهمين، الأول الجانب الإنشائي، فنلاحظ أن المساكن الخيرية التي أخذت في التوسع الرأسي فشلت بمعنى الكلمة، لماذا "لأن داخلها مفقود وخارجها مولود" فلذلك هناك أناس كثيرون ينادون: لماذا لم تضعوا من 5 إلى 10 أدوار وهذا أوفر لكم ماديا. ونحن نعرف أن سلبية هذا الأمر كبيرة جدا ولا نفكر في التوفير المادي على حساب أمور كثيرة وبالتالي نخسر المشروع بالكامل بعدم نجاحه ، فلذلك جعلنا كل عائلة مستقلة بوحدتها من الشارع إلى المنزل ولا يحتك أي اثنين مع بعضهما، والطبقة فقيرة ولو وجدت هناك احتكاكات لا قدر الله يمكن تبدأ مشكلة صغيرة وتنتهي بشكل كبير لا نستطيع السيطرة عليها.
وعلى الجانب الآخر، الأمر الأساسي والوسيلة الحقيقية للخروج من دائرة الفقر قضية التعليم، أنا لديّ اعتقاد جازم لا أشك فيه أن الشخص لا يرضى أن يكون عالة على غيره ويكون عالة على المجتمع والآباء والأمهات الذين وصلوا إلى سن الستين والسبعين، ربما لا ندركهم لكن نركز على أبنائهم ولذلك جعلنا إدارة خاصة للجانب التعليمي لمتابعة الطلاب المتسربين من الدراسة نعيدهم إليها والضعاف منهم في تحصيله العلمي نضع لهم دروسا خصوصية والذي لم يدخل المدرسة ندخله إليها، والبعض من الطلاب والطالبات نلحقهم بمدرسة أهلية على حساب المشروع، لماذا؟ لننظر إلى مدى تجاوب هؤلاء في حال وجود رعاية خاصة. المدارس الحكومية تقوم بدور لكن غير الدور الذي تؤديه المدارس الأهلية الأكثر شمولا بالخدمة التعليمية، ما يساعد على تطورها وعدد الطلاب في المدارس الخاصة أقل من الحكومية فيكون اهتمام المدرس بالطالب أكثر تركيزا، ووجدنا نتائج باهرة عند العناية بالطالب الذي قدم من بيئة فقيرة، هذا إيمانا من مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري بأهمية التعليم، ومن فاته القطار يلحق بجانب العلم المهني الجانب التدريبي حيث يلحق بأحد المعاهد التدريبية لأخذ خبرة يستفيد منها في تعلمه مهنة. نحن مقبلون على خطط شاملة وجيدة، حتى المرأة الكبيرة تدرب على عمل صناعات المجتمع في أمس الحاجة لها لتكون منتجة.
ما المعايير التي تطبقونها وتعملون من خلالها على تنمية الأفراد وتثقيفهم وإلحاقهم بالأعمال كل حسب قدراته؟
المسعود: سؤال في محله وفي غاية الأهمية، بلا مبالغة لدينا موظفون يعرفون الأسر كما يعرفون أولادهم، حيث يعرف هذا البيت من يسكنه وكم فيه من ولد وبنت ومن يدرس وغيره ومستواهم التعليمي، وقبل أن ندخل في كثير من البرامج لدينا استبيان نوزعه على الساكنين ومن يرغب في هذا البرنامج، ثم تفرغ هذه المعلومات ومن خلالها تتم مساعدة الفقير، هناك مقولة تقول لماذا تخسرون على البناء في المجمعات؟ لماذا لا تتم مساعدة الفقير ويسكن هو بطريقته؟ ولو عملنا هذا الأسلوب يبقى إلى ما شاء الله فقيرا، لأن الفائدة الجمة إضافة إلى السكن البرامج المطبقة ترعاه بشكل كامل.
ولو فعلنا ذلك نكون قد اهتممنا بالإنسان ماديا وأهملنا المعنى والعلم والتدريب والتثقيف له, هذا التجمع ساعد على وضع إدارة كاملة لهم تساعدهم وتتابعهم وتؤهلهم وتدربهم, نحن في المشروع نركز بشكل كبير على الجانب التثقيفي للإنسان, حيث هناك فريق يعمل كخلية نحل من أجل ساكني المشروع، زرنا كثيرا من المجمعات محليا وعربيا وعالميا, لنستفيد من تجارب الغير, فمثلا هناك برامج ستطبق لتدريب النساء لعمل المعجنات والشابورة والبسكويت والأكلات الشعبية عموما واتفقنا مع عائلات متخصصة في مناطق القصيم وغيرها لتدريب نساء في المشروع للاعتماد على أنفسهن وجلب دخل جديد لهن, من مجموعة الأعمال مثل آخر على ذلك صناعة النسيج سجادة مثلا لا تكلف 200 ريال كمواد خام تباع بألفي ريال حيث يتعلمن صنعة غالية الثمن، ونسعى إلى محاربة ومعالجة الفقر بالطرق المناسبة لجعل كل أفراد الأسرة عاملين ومنتجين ولدينا تكامل في هذا الجانب حتى تغتني الأسرة حتى الأسرة نفسها تستأذن وتغادر المشروع بعد وصولها إلى مرحلة الإنتاج والثقافة ولكن كثيرا من الأسر لا تعرف كيف تكسب, مثلا المعمول لا يكلف ريالا واحدا أو ريالين كمواد خام, ويباع بأكثر من عشرة ريالات, خاصة إذا سوق بطريقة جيدة وغلف تغليفا مناسبا ووضع بطريقة صحية, أضف إلى ذلك أنه عن طريق الصندوق الوطني والجهات الداعمة نؤمن لهم الأفران والأدوات اللازمة لتلك الصناعات الصغيرة بحيث لا تجلب الأسرة سوى الدقيق، ولدينا أيضا خطط لتسويق إنتاجهم وتطويره, ومن خلال هذه الخطط سنصل بإذن الله, إلى نتائج طيبة لمعالجة الفقر.
الشويعر: المعالجة الصحيحة لظاهرة الفقر تكمن في التشخيص الصحيح وتلمس الأسباب الحقيقية المؤدية للفقر التي يعانيها بعض أفراد المجتمع وبالتالي معالجتها. ويبدو أن القائمين على مشروع الأمير سلمان وقفوا على الشيء الصحيح, اختيار المسكن للعائلة الفقيرة في المشروع بشكل متكامل، وكذلك الاهتمام بتعليم أبناء العائلة وتنمية هذه الأسر بشكل كامل لاندماجها في المجتمع بالنسبة للحرف التي يتعلمها الإخوان من فئة الفقراء ويقوم المشروع بتسويق منتجاتهم، واقترح إنشاء سوق صغيرة في المجمع, وتعمل له دعاية وإعلان وبعدها سيتوافد الناس للحي بغرض الشراء منهم.
الحسين: المشروع له دور كبير في معالجة الفقر، ومجرد أن نسكن شخصا في الإسكان الخيري ونوفر عليه تكاليف السكن وقد تكون نقلته من حالة الفقر إلى حالة أكثر أمنا ماليا, لا نختار إلا أسرة قابلة للنمو والتطوير خلال عدد معين من السنوات ومن ثم تنتقل إلى خارج المجمع، وليس المشروع سكنا دائما. النقطة الثالثة تعالج الحالة النفسية للساكنين ويعمل تأهيل نفسي واجتماعي لهم بحيث يكون الفرد قابلا للتعليم، والسنوات المستهدفة في المشروع وهي من خمس إلى سبع سنوات بعدها من المفترض أن تكون لديه القدرة العملية والمالية على الاعتماد على نفسه, والطلاب المتسربون من التعليم يحرص المشروع على إرجاعهم إلى الدراسة لأن بداية الفقر هي الجهل, المشروع لديه مجموعة من البرامج التنموية التي تسهم, بإذن الله, في تقليل الفقر والحد من انتشاره وهي برامج تدريب, تأهيل, وتوظيف.
الرومي: أبرز قضية مهمة في معالجة الفقر أن المسكن في المشروع ليس قضية إيواء أو تمليك, إنما توفير المسكن للفقير فترة مؤقتة تتاح له خلالها فرصة للاستفادة من برامج مصممة لخدمة الفقير, هذه البرامج منها ما هو موجه لقضية تعالج أسباب الفقر إذا كان بسبب عدم وجود فرصة عمل, فإنه موجود برنامج يعمل على توفير فرص عمل للفقير من خلال أن يكون المشروع واسطة بين الفقير الذي يبحث عن عمل وبين الجهات الأخرى, سواء كانت حكومية أو خاصة, وهذا الموقف من المشروع يقوم أيضا على ما لدى الفقير من قصور في هذا الجانب أي إذا كان الفقير يحتاج إلى تدريب يقوم المشروع بتدريبه من خلال التدريب المتاح في المجتمع أو من خلال توفير ما يتناسب معه, وصندوق تنمية الموارد البشرية يتبنى ومتحمس جدا للتعاون معنا, والجهات الخاصة مثل أسواق العثيم ومطاعم هرفي والشركات الأخرى, الشركات التي في الرياض كلها متحمسة لإيجاد الفرصة لهذا الفقير.
هل هذا يعني أنكم قضيتم على البطالة في المشروع, وبالتالي الفقر؟
الرومي: هذا صحيح, لكن الإشكالية تأتي من الشخص نفسه هل هو جاهز للعمل؟ بالنسبة لنا في المشروع لا نأتي بالفقير ونقول للشركات وظفوه بل لدينا برنامج تأهيل نفسي واجتماعي, من أسباب الفقر مثلا قد يكون لديه مفاهيم خاطئة تجاه العمل لا يقبل بمهن معينة ويتطلع إلى مهن أخرى قدرته لا ترقى إلى هذا المستوى, فنحن إما أن نعمل على تغيير أفكاره تجاه المهن التي يرى أنها مهن سلبية لا تتناسب معه، نحاول أن نعالج هذه القضية وإذا شعرنا بزوال هذه النظرة السلبية أتحنا الوظيفة له, أو من خلال أن نرتقي بمستواه في الفرص المتاحة، مثلا طلبت إحدى الجهات عشرة أشخاص وليس بالضرورة أن لدينا عشرة جاهزين لأنهم يمرون خلال برنامج معين فنحن لا نهتم بالكم على حساب الكيف, وإنما نقول تأنوا وأعطونا فرصة نؤهلهم لكم, فنحن لا نسلم لهم إلا أشخاصا نفترض أنهم جاهزون ومثل ما يقولون "يبيضون الوجه".
كيف التأهيل لديكم ومن يقوم به، أنتم أم جهات أخرى؟
الرومي: بالنسبة إلى التأهل النفسي والاجتماعي يتم من خلال المشروع غالبا لأن هناك متخصصين موجودين في المشروع لكن إذا كان التأهيل مهنيا فإننا نستعين بالجهات الأخرى معاهد ومراكز وحتى الشركات الكبرى, حيث تتيح برامج تدريبية فنحن نستفيد منها لأن سياسة المشروع ألا يكرر البرامج الموجودة في المجتمع, أي فرصة لا يكررها بل يستثمرها فقط فيكون واسطة بين الفقير وبين تلك الجهة التي توفر تلك الفرصة سواء فرصة تدريب أو عمل, هذه قضية أساسية في معالجة الفقر, وهناك نقطة مهمة أنه أصلا من خلال وجود الفقير في مجمع سكني ووجود إدارة تشعر الفقير بأن له مرجعية، أنت تسكن في هذا المجمع تحت شروط معينة, وهذه الشروط أن يكون لديك الاستعداد بأن تنهض بنفسك وتساعدها, نحن فقط نعمل معك على مساعدة نفسك, فإذا لم يكن لديك هذا الاستعداد فبقاؤك في السكن مشكلة, فهذه حقيقة تدفع الأسر والقائمين على تلك الأسر إلى أن يشعروا بالمسؤولية تجاه أنفسهم لأنه لا يوفر الحياة وأنت نائم, هذا مربوط بجديتك وبعملك, فنحن نقول إذا أنت عاجز نساعدك وإذا أنت بحاجة إلى الوقت نعطيك من الوقت الكافي لكن إذا لم يكن لديك الاستعداد نهائيا ولا تريد أن تتعاون للنهوض بنفسك فليس لك فرصة لدينا.
الحمادي: أنا الحقيقة أريد أن أعرج على قضية تطرق لها بعض الإخوان وهي اختيار الساكنين وهذه مرحلة من أهم المراحل التي نبني ونعول عليها الكثير, لو تخيلنا أن هرم المجتمع وطبقاته الغنية والفقيرة والمتوسطة, بعض من الأخيرة دخلت مع الفقيرة, لأن لديهم طاقات معطلة ولم يتم الاستفادة منها، وضمت إلى الفقيرة وتستفيد من الجمعيات الخيرية، المشروع يقوم بفكرة استثمار هذه الفئات التي انضمت إلى الفقراء ويفترض أنهم ليسوا من تلك الفئة فأتى المشروع ليسد هذه الفجوة، وعمل المشروع عمل تكاملي مع المؤسسات القائمة في المجتمع سواء كانت حكومية أو أهلية أو خيرية ولسد تلك الثغرة، ونعتني كثيرا بقضية اختيار الساكنين فبناء على ذلك لدينا إخصائيون اجتماعيون يقومون بعد استقبال الطلبات وينزلون ويدرسون الأوراق للمتقدمين ويطبقون الشروط ومن انطبقت عليه يتم قبوله حسب الأولويات والإمكانيات.
والإخصائيون يطلعون على وضع الأسر هل فعلا تستطيع هذه الأسرة أن تستفيد من الخدمات التي لدينا أو الأفضل أن تبقى مكانها وتستفيد من دعم الجمعيات الخيرية، الذين لديهم طاقات معطلة ونستطيع استثمارها أو تبنيها لمدة وفترة زمنية محدودة بإمكاننا الموافقة على طلبهم واستقبالهم في المشروع ومن ثم إسكانهم فيه، بعدها تأتي قضية البرامج الفكرة التنموية للمشروع هي إيجاد مسكن يعطي نوعا من الاستقرار، أنت لا تستطيع أن تنمي وتطور أسرة ليس لديها استقرار في المنزل ومهدد بالطرد من المنزل، كيف يستطيع أن يهتم بأبنائه ويقول لهم استمروا في المدارس وينقطعون عن المدرسة، ولا يلقي لهذا بالا، لأن هذا ليس أكبر مشاكله الآن ولا ينظر للأمر بأهمية كبرى، كل التركيز ينصرف إلى حاجته الفعلية والآنية مثل الأكل والشرب والسكن، وبعد حل هذه الأمور ينظر إلى من حوله ولمشاكله الأخرى، ولدينا برنامج المساعدات التنموية يهدف إلى "ساعد نفسك نساعدك"، إذا أنت تستثمر طاقاتك وأبناؤك مستمرون في المدارس إذا احتجت للمساعدة نساعدك حتى نبقيهم في المدرسة لا يتوقف أحدهم عن الدراسة بحجة أن ليس لديك الدخل المادي، فهذه فكرة برنامج المساعدات التنموية "طور نفسك ونقف معك" كذلك لدينا برنامج الخدمات التربوية، ولكن أركز على ماذا نفعل داخل هذا البرنامج يتم فيه حصر الطلاب في المدارس وتكريم المتفوقين وتدريب أولياء الأمور على كيف تتابع ابنك في المدرسة، حيث يفتقر الكثير من أولياء الأسر المتوسطة فما بالك بالفقيرة لطرق متابعة أبنائهم في المدارس، كذلك نقف معهم كتفا لكتف ولا نحملهم لا نحمل الهم عنهم ولا نقوم فقط بالزيارات ونهمل أولياء الأمور، هدفنا أن ننمي عند ولي الأمر كيف يتابع ابنه في المدرسة وليس فقط نحن نتابع عنه، لا نريدك أنت تتعلم لأنك ستخرج من المشروع وتتابع أبناءك بنفسك، ونهدف بشكل أساسي لرفع ثقافة الأسرة وربها وكيف ينتشلها من الفقر وكيف يستفيد من القدرات والطاقات المعطلة داخلها، واستثمار جميع الطاقات من الأبناء والبنات لرفع دخولهم إلى مستوى جيد، ونهتم بمعالجة المتأخرين دراسيا ولدينا إخصائيين اجتماعيين ودائما نؤكد في لقاءات مع أولياء الأمور ونطرح عليه سؤالا: ماذا تواجه من مشاكل؟ إذا لدى ابنك تأخر دراسي تذهب إلى الإخصائي الاجتماعي في المشروع وتستشيره وممكن يأتي الابن نفسه لمراجعة الإخصائي وهو بدوره يتابع مع المدرسة، وهو بدوره يساعد ولي الأمر في المتابعة في المدرسة لدراسة أسباب التأخر الدراسي ومساعدته على تجاوز ذلك، ونعلمه إذا كان يجهل كيف يتصرف مع ابنه إذا غاب عن المدرسة أو انقطع مرة أو مرتين، ومن الأولويات إعادة المنقطعين عن الدراسة، بعد دراسة حالتهم بالكامل سواء يعاد إلى مقاعد الدراسة بشكل صباحي أو مسائي حسب سنه، وإذا لم يستطع إكمال التعليم يتم إدخاله في معاهد تدريبية مهنيا إذا لم يفلحوا في إعادة المنقطع عن المدرسة، وعمره كبير، بعد ذلك ندخله البرنامج الثالث وهو التأهيل والتدريب.
هل كل هذا العمل لديكم أم للجامعات والمعاهد ووزارة التربية والتعليم دخل في ذلك؟
الحمادي: كل هذا في إدارتنا الداخلية ولدينا متخصصين في علم الاجتماع ومستشارين ولدينا عاملين في المشروع من تخصصات الدكتوراة والماجستير وجميع هذه البرامج تحت إدارة وإشراف مشرفين تربويين وإخصائيين اجتماعيين وباحثين، وبرامج الإصلاح الأسري يساند هذه البرامج على تغيير الفكر إلى فكر صحيح لا يقبل إلا العمل والإنتاج، عندما تعرض عليه التدريب والتوظيف بمبلغ 1500 ريال وهو جالس بلا عمل يأخذها من الجمعيات الخيرية، فالمعادلة الاقتصادية هنا مختلة، ويوازن هذا بأن يوضح له أن الإسلام أصلا يحثك على كسب العيش، أي 1500 ريال من كسب يدك خير من أن تأخذها من صدقات الجمعيات أو الأفراد، أنت من خلال هذا العمل تبني في نفسك وأسرتك حب العمل، والاستقرار الأسري مهم، بل حيوي لاستقرار العمل واستمرار البرامج، ووضعنا برنامج إصلاح أسري لدينا، وغالبا تنتشر سلوكيات في أوساط الفقراء نعالجها من خلال برامج الأنشطة الثقافية مثل قضية النظافة وغيرها، ولدينا قسم نسائي يطبق عمل الإخصائيين الاجتماعيين نفسها، ويقمن بجهود كبيرة جدا، ويبذلن جهودا كبيرة جدا في هذا الجانب وفي تدريب واستثمار طاقات الشابات من خلال البرامج المقدمة من الإخصائيين الاجتماعيين في المشروع.
مداخلة المسعود: لفتة بسيطة جدا، شاب لدينا في المشروع تم تعيينه في شركة في الملز، فكانت وسيلة النقل "سيكل" ينطلق من المجمعات حتى عمله وسرق هذا "السيكل" فبدأ السير من سلطانة إلى الملز وبراتب 1200 ريال، إذا عالجت الاتكالية لديه وغرست حب العمل لدى الإنسان سيعمل بجهد وإخلاص وتفان وسيتخلص من الاعتماد على الغير وسيدبر نفسه.
كيف تغلب المشروع على مشكلة تجميع الطبقة الفقيرة وحل إشكالياتها وما رؤية الأمير سلمان في هذا الجانب؟
المسعود: إذا نظرنا إلى قضية تجميع الفقراء تغلبنا على مشاكلها منذ البداية في التصاميم حيث لا يتلقي فرد من عائلة بآخر أثناء المرور بل كل وحدة مستقلة بذاتها وبكل منافعها. والأمر الآخر العين الساهرة لم نترك الناس وحدهم بل هناك من يعمل 24 ساعة في المجمع لمراقبة المجمع على مدار الساعة حيث هنا الوقاية خير من العلاج, أنا موجود هنا فإذا لديك شيء غير جيد ستحاسب عليه, عملنا منذ البداية لحل الأخطاء التي وقع فيها الآخرون, وقمنا بالتثقيف, والتدريب, والمراقبة, وعدم الاحتكاك جعلت بفضل الله أن المشكلات في المشروع لا تذكر ولا نزكي أنفسنا، والمشكلات لا تتجاوز 2 في المائة من مثيلنا، المجمع الأول لدينا فيه 800 شخص منذ بداية عام 1423 ـ 1424هـ إلى اليوم لم تصل إلى عشر مشكلات وهذا عمل نموذجي ولله الحمد، ورؤية الأمير سلمان تولدت لديه القناعة التامة من خلال احتكاكنا به في هذا المشروع حيث قناعات الأمير أنه إذا كان المشروع سيتولاه رجال مخلصون سيكتب له النجاح ولو استمع الأمير لبعض الاقتراحات من بعض رجال الأعمال أعني الذين يثبطون منهم حيث يقولون إن تجميع الفقراء مشكلة والمشروع سيفشل، ولم يلتفت إلى هذا حفظه الله ، علما أن الفقراء في بعض الأحياء مجتمعون في أحياء بذاتها من دون المشروع وإذا جمعتهم واعتنيت بهم ببرامج مدروسة من قبل اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين وراقبت ودربت وعلمت وأيضا تابعت ستتغلب بمشيئة الله على كل الإشكاليات، الحقيقة يجب أن نضحي ونهتم ونشجع وندعو لكل من ساهم في هذا المشروع وعلى رأسهم الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي بذل كل شيء من أجل هذا المشروع فجزاه الله خير الجزاء،وبفضل الله تغلبنا على كل المشاكل بكل أريحية ونحن نطمح إلى المزيد من هذه الأعمال والنتائج مذهله وقياسية بحمد الله، وسمو الأمير سلمان لديه تفاؤل كبير يهتم ويوجه وتأتيه تقارير بشكل دوري وكامل وربما تأتيه تقارير من جهات أخرى ولديه - حفظه الله -قناعة تامة بأن المشروع أصبح بفضل الله تعالى معلم من المعالم التي نهتم بها ببناء الإنسان، وأصبح لدينا أمل كبير أن الفقير شخص ليس ميئوسا منه وأنه يمكن أن يضم إلى المجتمع وأنه يمكن أن يكون لبنة نافعة وصالحة، ويكفينا فخرا أننا دخلنا في مسابقة الأمم المتحدة من 300 جمعية ورشحنا من ضمن أهم 12جمعية حول العالم ووصلنا إلى هذا الرقم العالمي ونطمح إلى المركز الأول أو الثاني على الـ 12 متسابقا في التصفيات النهائية، ولا نزكي أنفسنا بل من شهد لنا هو غيرنا ونسأل الله مزيدا من التوفيق.
الشويعر: للأسف أن هذه المشاريع الجبارة والرائعة تعاني من القصور الإعلامي في توضيحها. أول حي سكني في الرياض متبع به كل وسائل التثقيف والمتابعة والمساعدة لساكنيه فهم ينالون من الرعاية والاهتمام ما يفوق أحياء الرياض بشكل كامل، وتشكر إدارة مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري على الجهود ونتمنى معرفة الجميع لهذه الإنجازات ليقتدى بها.
الحسين: المشروع أساساً موجه للأحياء الفقيرة يقوم بإنشاء مجمعات سكنية في تلك الأحياء، فالمشروع يهدف إلى إنشاء كثير من المشاريع في عدد من الأحياء منخفضة الدخل، إذا عملنا مشروعا سكنيا يحتوي على مراكز اجتماعية داخل الأحياء منخفضة الدخل سيستقبل منها الحي بأجمله، والمشروع ليس لتجميع للفقراء بل لتطوير الفقراء، أنا أنشئ مشروعا رائعا في حي أصلا منخفض الدخل، وأقدم له تميزا من ناحية التشييد والإدارة والبرامج والمستوى إجمالاً، ورؤية الأمير سلمان للمشروع هي تنمية الساكنين وعمل برامج اجتماعية لتطوير هذا الساكن وليس توفير السكن فقط. السكن نعتبره وسيلة لتوصيل وتطبيق البرامج الاجتماعية وتحويل الأسرة الفقيرة إلى أسرة مكتفية بذاتها، الأمير سلمان وجه بعمل معهد الأمير سلمان للتدريب والاستشارات الاجتماعية، وهذا هو تأصيل للعمل الخيري وتحويله من عمل يعتمد على جهود الأشخاص وحماستهم الذاتية إلى عمل أكاديمي دقيق ومنظم.
الرومي: فيما يخص تجمع الفقراء في مشروع الأمير سلمان أهم قضية عمل المشروع على تجنب سلبياتها المتوقعة في مثل هذه الحالات هي أن جعل المشروع في منطقة فيها نفس السمات مثل تدني مستوى الدخل بحيث لا توجد هناك فجوة كبيرة ما بين مستوى ساكني المشروع وبين الأحياء المجاورة له مما جعله متقاربا، وأستطيع القول إن الحي السكني في المشروع ربما هو أفضل حالاً من المنطقة المحيطة به، النقطة الأهم هي أن المشروع اعتمد على التمدد الأفقي وليس الرأسي، حيث تشترك في المنافع وبالتالي تكون تلك المصالح المشتركة مجالا للنزاع بينهم، والأهم من ذلك اختيار نوعية الساكن القابل للتطوير والتدريب والتعامل مع البرامج الاجتماعية التي تساعده على تطوير نفسه إلى مستوى أفضل.