نقل المخلفات

قادني بحثي عن المسكن الملائم في مدينة الرياض، إلى سكنى حيين من الأحياء "تحت التطوير". تحتوي منطقتي السابقة والحالية على أراض لم تطور، ومنازل تبنى بشكل مستمر.
يبدأ مع توافر هاتين المواصفتين تحول الأحياء إلى ورش عمل في أوقات غير مناسبة ومزعجة لكل السكان. لكن أكثر ما يزعجني هم أولئك الذين يدفعون أموالا في سبيل الهروب من أنظمة البلديات المتعلقة بنقل مخلفات البناء.
يقوم المخالفون بنقل هذه المخلفات إلى الأراضي التي لم تطور في أوقات يضمنون فيها عدم وجود الرقيب الذي يمثل البلدية. تبدأ في العادة عمليات التحميل والنقل "المزعجة" بنهاية دوام يوم الخميس، وتستمر إلى مساء يوم الأحد.
تتحول المنطقة المجاورة لمنازلنا إلى أكوام عالية من المخلفات خلال فترة الإجازة الأسبوعية. المشكلة أن الرقيب يشاهد ذلك عندما يبدأ دوامه يوم الأحد، لكنه لا يعلم من أين تجمعت تلك التلال الإسمنتية والترابية والحجرية ولا يعمل على حل لها.
الإجازة الأسبوعية هي عبارة عن إزعاج لا يتوقف بسبب حركة "الشياول والقلابيات" التي لا تهدأ. أستغرب كيف يرضى شخص على جيرانه بمثل تلك الممارسات التي هي من الأذى دون شك.
ثم أتذكر أنني أسكن حيي الجديد الذي لا أعرف فيه سوى شخصين علاقتي بهما سابقة لسكنى الحي، وأربعة أو خمسة آخرين علاقتي بهم تتمثل بإيماءة بعد الصلاة أو رفع يد بسلام، ولا تتجاوزها، وآخرون يشيح كل منهم بوجهه للجهة الأخرى كلما تقابلنا، فلم.. أستغرب؟
الجديد في قضية نقل المخلفات والممارسات غير النظامية التي تتم في حيي هي ما انتشر خلال الأسبوعين الماضيين. فما إن أطفئ كل الإضاءة "كما هي عادة شيباننا" و"أضطجع"، حتى تبدأ عمليات التحميل والنقل من جديد، هذا في أيام الأسبوع، يا عالم!
أحسب أن المواطن عليه مسؤولية الإبلاغ عن هؤلاء بحكم الانتماء والولاء للوطن واحترام أنظمته. هناك من يفعل بسبب الإزعاج والمضايقة التي تحدث مع عمليات كهذه، لكن الأغلبية "الصامتة" يتحسبون على المخالف ويدعون عليه في ظلمة الليل، هذا لا يعفي مراقبي البلدية من تغيير أوقات دوامهم أو تفويض عمليات الرقابة هذه لجهات أخرى، نظرا لانتشار أذاها وإساءتها للمشهد العام وعدم نظاميتها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي