عيون محتالين تراقب .. وأصابع تعبث ببيانات عملاء المصارف الأجانب

عيون محتالين تراقب .. وأصابع تعبث ببيانات عملاء المصارف الأجانب

في منطقة "سيكو" في الدمام، وتحديدا خلال يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، لا تستقبل أجهزة الصراف الآلي سوى بطاقات الصراف العائدة للعملاء من العمالة الآسيوية، حيث يتدافع أكثر من 15 عميلا في لحظة واحدة على جهاز صرافي واحد لتنفيذ عملياتهم المصرفية، ما ينتج عنه تزاحم بشكل لافت للنظر، الأمر الذي حذرت منه لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في المصارف المحلية، وما قد يترتب عليه من سرقة البيانات والمعلومات الشخصية.
وحذر طلعت حافظ؛ أمين عام لجنة الإعلام والتوعوية المصرفية في المصارف السعودية، عملاء المصارف من العمالة الأجنبية خاصة الآسيوية منها التي تتزاحم على أجهزة الصراف الآلي في المواقع كافة، من مغبة سرقة بياناتهم ومعلوماتهم المصرفية والشخصية في حال السماح للآخرين مراقبتهم وهم ينفذون عملياتهم المصرفية.
وأشار حافظ إلى أن هناك 15 ألف جهاز صراف آلي موزعة بشكل عادل على جميع مناطق السعودية، ما ينفي الحاجة إلى التزاحم على أجهزة الصراف الآلي، ولا سيما أن أجهزة الصرف الآلي تعمل على مدار الساعة، مضيفاً أنه بالتالي فإنه ليس من الضرورة أن يتزاحم عملاء المصارف من العمالة الأجنبية على جهاز صراف آلي واحد لتنفيذ العمليات المصرفية، كما يحدث في بعض المواقع التي تشهد تجمعات للعمالة الأجنبية خلال يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
وأكد، أن تزاحم العمالة الأجنبية من عملاء المصارف عند أجهزة الصراف الآلي لتنفيذ العمليات المصرفية سلوك غير حضاري لا يليق بجهود القطاع المصرفي التي هدفت إلى توفير وتطوير خدماته للعملاء، لافتاً إلى أن المصارف وفرت تقنيات تمكن العميل من معرفة مواقع أجهزة الصراف الآلي وحجم النقد المتوافر فيها، التي من المفترض أن تمنع حدوث مثل هذه الممارسات التي تضر بالعميل أولا وأخيرا.
وتمثل منطقة "سيكو" التي تقع على شارع الملك سعود في الدمام، وسميت بهذا الاسم لكثرة المحال التي تبيع الساعات من ماركة "سيكو"، ملتقى للعمالة الأجنبية التي تبدأ في التوافد عليها من جميع مناطق الشرقية بعد صلاة العصر مباشرة، ويستمر هذا الازدحام حتى ساعات متأخرة من الليل.
وكانت هذه المنطقة في السابق قبل دخول أجهزة الأجهزة النقالة "الجوال"، وكرا لتمرير المكالمات الهاتفية بأسعار رخيصة لكل من الهند وبنجلادش، وكانت المنطقة حتى وقت قريب محط أنظار الأجهزة الأمنية المختلفة لضبط العمالة الأجنبية التي تعمل في عدة نشاطات تجارية مخالفة لأنظمة وزارة العمل، وأيضا لاشتراطات وأنظمة أمانة الشرقية.
ونتيجة لهذا التزاحم الذي تشهده المنطقة، فإن أجهزة الصراف الآلي الموزعة في الموقع تجد صعوبة في التعامل مع العمالة الأجنبية التي لا تجيد طرق التعامل مع هذه الأجهزة، وبالتالي يوجد من يبرع لمساعدة هذه العمالة في تنفيذ العمليات المصرفية، وهو ما تم التحذير منه باعتبار أن ذلك قد يؤدي إلى سرقة البيانات المصرفية والشخصية.
من جهتها، أبلغت "الاقتصادية" مصادر مصرفية، أن المصارف التي لديها أجهزة صراف آلي في منطقة سيكو في الدمام، ليس بمقدورها أن تفعل شيئا حيال تزاحم العمالة الأجنبية على أجهزة صراف بعينها، في ظل وجود أجهزة كثيرة موزعة في المنطقة، مشيرة إلى أن هذا سلوك يرجع لعملاء المصارف من العمالة الأجنبية وهو منظر يتكرر بشكل دائم ليس فقط في منطقة "سيكو" إنما في مناطق أخرى داخل مدن رئيسة تتوافد عليها العمالة الأجنبية بشكل كثيف خلال الإجازة الأسبوعية.
وأضافت المصادر، أنه قد لا تكون المصارف التي يتم التزاحم على أجهزتها، متضررة من هذا السلوك، لكنها في نهاية الأمر مضطرة إلى التعامل مع أي بلاغات تردها من عملاء يرغبون في إيقاف خدمة بطاقة الصرف الآلي، بعد أن تتعرض بياناتهم للسرقة نتيجة هذا الازدحام.
وأشارت إلى أن العمالة الأجنبية تستخدم أيضاً في بعض الأحيان أجهزة صراف آلي مخصصة للعملاء الذين يقومون بتنفيذ عملياتهم المصرفية من داخل سياراتهم، وهو ما يعطل حركة سير السيارات على الصراف.

الأكثر قراءة