«الخيمة الشعبية».. فعالية تراثية تصل الماضي بالحاضر وتجسد الأصالة وعبق التاريخ
على الرغم من التطورات المتلاحقة التي شغلت كثيرا منا عن أصالة التراث وبعده عن ثقافة الماضي إلا أن هذه التطورات لم تستطع أن تبعدنا كليا عن تراث أحبه الكثير، ولا سيما الخيمة الشعبية التي زينت الجهة الجنوبية من مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، التي حظيت بإقبال وتفاعل كبير من المواطنين المقيمين وزوار مدينة الرياض من داخل المملكة وخارجها، حيث تفاعل الجمهور مع الأجنحة والفعاليات التراثية المتنوعة التي احتضنتها الخيمة الشعبية، وذلك لما عكسته فعالياتها من إرث ثقافي يحكي عادات وتقاليد وتاريخ الأجداد، ويجسد أنماط حياتهم الثقافية والاقتصادية والاجتماعية عبر الحقب المختلفة.
وقد حفلت الخيمة بعدد من الأجنحة والعروض شملت الحرف والصناعات اليدوية، التي حرصت الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية، على إبرازها انطلاقا من كون النشاط الحرفي يمثل إرثا حضاريا يعكس الهوية الثقافية والأصالة الوطنية للمنتجات اليدوية، علاوة على البعد الاقتصادي لهذا الإرث التاريخي، الذي تعمل الهيئة على المحافظة عليه وتطويره واستثماره في السياحة، ما يسهم في توفير فرص عمل للمواطنين ويدعم الناتج المحلي والتنمية المتوازنة في مناطق المملكة المختلفة.
كما تحتوي الخيمة الشعبية على ركن الأسر المنتجة والمأكولات الشعبية، وركن البنائين الذي يحفل بعدد من المباني الطينية، التي توضح حياة وعيش أجدادنا وقدرتهم على تطويع عناصر البيئة وتوظيفها، كما أن هناك خيمة البادية"، التي اشتملت على كثير من البرامج والفعاليات من الفلكلور والتراث الشعبي بما في ذلك أهازيج البادية وعزف الربابة، وشدو النهام بصوته، الذي يملأ أركان الخيمة، ليحكي قصة الأجداد.
وشملت الخيمة إلقاء الشعر والرواية، وفعالية الصقارين، إلى جانب عدد من مجالس البادية التي تزين المكان، وفعالية الصقارين والمقاهي الشعبية، وركن التصور ومرسم الأطفال الذي مارس فيه الأطفال الرسم الحر والنحت على الصخور، كما تجدر الإشارة إلى أن الخيمة الشعبية وفرت أكثر من 25 وظيفة مؤقتة لمواطنين بإشراف طاقم سعودي. ومن داخل الخيمة الشعبية روى الفنان يوسف الحمدان قصته مع البناء كتراث ومهنة تجسد التاريخ والأصالة، وقال امتهنت البناء منذ الصغر، وتأثرت بالوالد الذي غرس حب التراث في داخلي وكبرت هوايتي لهذه المهنة مع الزمن، وأوضح أن مهنة البناء حدثت فيها بعض التطورات التي تواكب الحاضر وتحافظ على الأصالة مثل تحسين المواد الخام، ورفع الخشب بالشيولات. كما أعرب الفنان التشكيلي والرسام توفيق الحميدي، خريج معهد التربية الفنية في الرياض عن سعادته لعرض أعماله الفنية ومنتجاته للجمهور.
وقالت الفنانة التشكيلية سلمى على الشيخ، إن مشاركتنا في هذا المعرض أتاحت لنا فرصة عرض لوحاتنا ومنتجاتنا على الجمهور، وأوضحت أنها سعيدة بهذه المشاركة، التي تعتبر استمرارا لمشاركاتها الوطنية في المناسبات المختلفة مثل الجنادرية، وتمثيل بلادها خارجيا في عدد من المناسبات في كثير من الدول الخارجية.