مثقفون: سلاسة انتقال الحكم تكفل تحقيق التطلعات الثقافية للشباب
اعتبر مثقفون أن سلاسة انتقال السلطة في السعودية من أبناء المؤسس إلى الأحفاد كفيل بتحقيق التطلعات الثقافية للشباب ودعم للحركة الثقافية، كما يعد مؤشراً على اهتمام القيادة بتحقيق تطلعات الشباب، مؤكدين في السياق ذاته أن هذا القرار التاريخي، وسيقود البلاد إلى أفق حضاري جديد في مختلف السياقات ومنها السياق الثقافي الذي ما زال بحاجة إلى دعم واهتمام يوازي قيمة تاريخ وحضارة المملكة، وهو ما يتطلع إليه كل المنتمين إلى الوسط الثقافي السعودي.
ويعول عديد من المنتمين إلى الوسط الثقافي السعودي، على اهتمام القيادة بتعزيز المناشط الثقافية خلال السنوات المقبلة، بزيادة دعم المؤسسات الثقافية الحكومية كالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، وهو ما من شأنه المساهمة في إبراز تاريخ وحضارة السعودية، وملء أوقات الفراغ للشباب الذي يشكل النسبة الأكبر من عدد السكان.
وقال الكاتب والأديب حمد القاضي عضو مجلس الشورى السابق لـ"الاقتصادية"، إننا نتطلع كمنتمين للوسط الثقافي إلى حدوث نقلة نوعية تسهم في مواكبة التطور الحضاري والاقتصادي للمملكة، لافتاً إلى تطلع الوسط الأدبي والثقافي إلى وجود اهتمام أكبر بالمناشط الثقافية التي تعكس حضارة وتاريخ المملكة.
وأضاف "إننا نتطلع إلى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، ونؤمل في تحقيق تطلعات المواطن، ونتطلع ونتفاءل بوجود كفاءات شابة على سدة مختلف المناصب الحكومية لتحقيق طموحات القيادة في منجزها الثقافي والإعلامي؛ لأننا نريد أن يكون حضورنا الثقافي الداخلي والخارجي متماشياً مع حضور المملكة على المستويين السياسي والاقتصادي؛ لتكون منظومة المملكة من مصاف دول العالم الأول، وهي جديرة بأن تكون كذلك".
وأضاف القاضي "عاش المواطنون السعوديون خلال اليومين الماضيين مع أوامر ملكية مفصلية، أصدرها الملك سلمان لهدفين مهمين، هما: استقرار منظومة الحكم، ودوام منظوم التنمية في السعودية، ومن هنا جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين لمعرفته أبناء وطنه ومعايشته عبر اختياره ولي العهد الأمير محمد بن نايف، الذي عرفه المواطنون بجديته ومنجزاته على المستوى الأمني، والأمير محمد بن سلمان الذي أثبت كفاءته الإدارية والقيادية، حيث قاد "عاصفة الحزم" بنجاح واقتدار".
وقال "أقرأ من خلال مثل هذا الاختيار لرجلين من أحفاد المؤسس، أن الأسرة المالكة لديها عديد من الكفاءات القادرة على خدمة الوطن والمواطنين، وولي الأمر اختار من يرى فيه القدرة على أداء المهمة وتحمل المسؤولية، ونلاحظ في القيادات التي تم اختيارها كونها كوادر شابة أعمالهم تنعكس وتبث مزيدا من الحراك في الجهات الحكومية بما فيها المؤسسات الثقافية وغيرها". من جهته، اعتبر الأديب والكاتب سعيد الدحية الزهراني المحاضر في كلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قرار خادم الحرمين الشريفين تاريخيا مفصليا، مؤكداً أنه سيقود البلاد إلى أفق حضاري جديد في مختلف السياقات، ومنها السياق الثقافي الذي يحتاج إلى دعم واهتمام يوازي قيمة وطننا الكبيرة، وهو ما يتطلع إليه الوسط الثقافي، مع التأكيد على التكاتف والتلاحم العميق حول وحدتنا الوطنية الغالية قيادة وشعبا وثقافة. وأضاف "يستقبل المشهد الثقافي رؤى الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، بروح وطنية عالية تستشرف الخطوات المضيئة التي يرسمها منذ أن تسلم مقاليد الحكم، يأتي هذا عبر مسارين؛ ما يتصل بإعادة هيبة الهوية العربية والإسلامية التي فُقدت عقودا طويلة، وذلك عبر "عاصفة الحزم".. والآخر الاتجاه المباشر نحو الأجيال الشابة ومنحها مسؤولية النهوض بهموم الوطن وأجيال الوطن".
وتابع "ما تمثل في القرارات المتعلقة بمنصبي ولي العهد وولي ولي العهد، حيث أوكلا إلى قيادتين شابتين مقتدرتين هما الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان مع ما يتعلق بهما من مهام ومسؤوليات ومناصب أخرى. ويتطلع القائمون على المؤسسات الثقافية إلى زيادة الاهتمام بالمناشط الثقافية، خصوصاً الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون باعتبارها منارات ثقافية وفكرية، تُسهم في نماء المجتمع ورفع مستواه الثقافي والفكري، حيث سيسهم هذا الدعم لتقديم مزيد من العطاءات الأدبية والفكرية والثقافية، فضلاً عن التواصل المستمر مع أصحاب الفكر والإبداع من خلال منابر الأندية، إلى جانب تنظيم اللقاءات الثقافية والفكرية المتنوعة التي تنعكس إيجاباً على رفع ثقافة المجتمع، والاهتمام أيضاً بالموهوبين والموهوبات في مجالات الأدب والثقافة؛ ليصبحوا ذوي شأن في قادم الأيام ولبنات في البناء الحقيقي للوطن.
وكان عدد من أعضاء مجلس الشورى قد أكدوا في وقت سابق خلال تعليقهم على تقرير وزارة الثقافة والإعلام، أهمية الاهتمام بالمناشط الثقافية والفنية، موضحين أن من أسباب انتشار الغلو والتطرف واختطاف الشباب لمواطن الصراع عدم الاهتمام بدعم النشاطين الثقافي والفني، مطالبين في الوقت نفسه بزيادة الاهتمام بها في المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية.