المحمدان صماما أمان للأمن الداخلي ..ورسائل حازمة للعالم
في خضم الأحداث الجلل المتتالية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تأتي هذه القرارت السريعة والحاسمة باختيار الأمير محمد بن نايف وليا للعهد وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية رئيسا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، وباختيار الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، وتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع رئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، تأتي هذه التعيينات كصمام أمان للأمن الداخلي وتقوية اللحمة الوطنية وحفظ الجبهة الداخلية من جهة، ومن جهة أخرى تشكل هذه التعيينات مصدر ثقة واستقرار للأمن العربي وارتياح العالم الخارجي كون المملكة محط أنظار العالم ومعنية باستقرارها الأمني الداخلي والإقليمي الذي يعتبر عامل استقرار لتأمين إمدادات البترول وبالتالي من أولويات الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية التي يهتم بها العالم، خصوصا القوى الكبرى، نظرا لأن النفط يعتبر سلعة استراتيجية تتحكم وتؤثر فيها الأحداث الأمنية بشكل كبير، ولا سيما إذا كانت هذه الأحداث قريبة جدا من منابع النفط.
فالأمن الداخلي واستقرار الدول النفطية ينعكس إيجابا على أمن إمدادات الطاقة واستقرار أسعارها، فأمن الطاقة الذي يعرف بأنه توافر الطاقة المستمر بأشكال مختلفة وبكميات كافية وأسعار معقولة للسوق العالمية يتأثر إيجابا أو سلبا بالأوضاع الأمنية الداخلية للبلدان النفطية، خصوصا ذات الإنتاج الضخم كحال دول الخليج العربي، وبالأخص السعودية التي تمتلك أكبر الاحتياطيات البترولية والأكثر وفرة في العالم، حيث تقدر بنحو 20 في المائة من احتياطي العالم، وهي أكبر مصدر له حاليا بإنتاج يتجاوز التسعة ملايين برميل يوميا أو نحو 10 في المائة من الطلب العالمي، ولديها أكبر فائض احتياطي يتجاوز الثلاثة ملايين برميل يوميا.
ومن موقع المملكة وأهميتها عالميا، فلا عجب والحال كذلك أن أنظار العالم مسلطة دائما على السعودية ومعنية باستقرارها الأمني الداخلي والإقليمي، خصوصا ما تعيشه بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط، التي تمر بظروف أمنية صعبة، وما أفرزته تلك الأحداث الجسام في التطرف وتبلور الإرهاب الذي زلزل العالم بأجمعه، وما تسبب في إحداث شروخ في النسق الاجتماعي لبعض الدول وزعزعة في الأنظمة القائمة وسقوط بعضها، إلا أنه وعلى الرغم من كل هذه النزاعات والقلاقل التي تدور من حولنا بقيت المملكة جزيرة يعمها الأمن والأمان وسط هذا البحر الهائج المتصارع من حولنا، وبفضل من الله ثم بفضل المبادرات الحاسمة لقيادة المملكة الحكيمة والحازمة، التي عودتنا على ذلك منذ تأسيسها إلى يومنا هذا بالاستجابة السريعة والحاسمة للظروف المتغيرة، التي حققت الأمن والرخاء داخليا، وجعلت النفط وإمداداته في منأى عما يحيطنا من الأزمات والقلاقل وتأثيراتها، ولا سيما أن التدقيق في خلفيات كثير مما يشهده عديد من دول المنطقة من اختلالات أمنية يعود في الأصل إلى صراع القوى الكبرى على مصادر الطاقة.
من هنا نرى أن تعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد سينعكس إيجابيا على الاستقرار للإمدادات النفطية وعنصر فعال لطمأنينة السوق النفطية العالمية، وجعل من السعودية واحة من الأمن والاستقرار، وفي منأى عن هذه الأزمات التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط ويشهده عديد من دول المنطقة من اختلالات أمنية يعود جلها في الأصل إلى صراع على مصادر الطاقة وتأثيراتها، وكما تقول الحكمة: نعمتان لا تعرفان إلا إذا فقدتا، نعمة الصحة في الأبدان ونعمة الأمن في الأوطان.