الحمدان .. ابن رحيمة عشق الاتفاق فجاوره
يا له من ارتباط.. ويا له من عشق.. أعوام طويلة من الحب والهيام.. عاشها إبراهيم الحمدان في مشوار حياته الحافل في رحاب الاتفاق.. الذي بات متنفسه، بل كأنه بمنزلة الروح والجسد له.. تفاصيل عديدة ظل يصطحبها معه تمازجت بين الفرح والحزن والدموع.
إذا فاز الاتفاق فهو عند الحمدان الاتفاق الذي طالما أفرحه.. وإذا خسر لم يتزحزح هذا الحب قيد أنملة.. ومع تقادم الأعوام ظل هذا الارتباط يكبر ولا ينقص أبدا، حتى وصل مرحلة البقاء حيث المحب.. فجاوره وبقى مكانه بمنزلة النبض والقلب.. عقاله الأحمر والأخضر يبصم بالعشرة على عمق ما يربط بين الطرفين من حب وعشق، لم يعكر صفوه الزمن أو حتى تراجع مستويات الفريق وهبوطه إلى دوري الدرجة الأولى وفشله في العودة من جديد. 60 كليومترا كانت تفصل بين رحيمة مولد رأسه وعشقه، ولأن العشق يحتمل كل التضحيات، آثر الحمدان أن يضحي بموطنه من أجل عشقه وشد الرحال إليه واستقر في الدمام حتى يحظى بممارسة حبه دون أية اعتبارات لعامل المسافة والزمن.
صوت عتاب وجهه الحمدان الذي لم يغب عن أي مباراة للفريق في ظل ظروفه المختلفة وعاصر معه كل بطولاته، لإدارة النادي، للأحداث التي ظل يعيشها النادي في الآونة الأخيرة، من تفرقة لم تكن في وقتها أو محلها، مشيرا إلى أنه وطوال مشوار تشجيعه للاتفاق لم يشهد مثلما يحدث حاليا، مبينا أن الموضوع أصبح أكثر حساسية، وعليه يتمنى أن يسود الود والتفاهم الجميع من أجل الكيان.
وأضاف "لا يهمني من يكون الرئيس المقبل، ولا يهمني أن يعود الاتفاق كما كان، تواجدت خلال الأسبوعين الماضيين وقت ترشيح عبد العزيز الدوسري رئيس النادي الحالي ومنافسه خالد الدبل، وأتمنى أن أشاهدهما يدا واحدة من أجل خدمة الكيان الذي لا يحتمل أي فرقة أو شتات، في سبيل بحثه عن العودة لمكانه الطبيعي بين الأندية الكبيرة".
وحول سؤاله عن دموعه ومتى ذرفها، قال "بصراحة ذرفت دموعي كثيراً بعد هبوط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى، وأيضا حينما لم يصعد هذا الموسم، هذه الدموع نزلت من القهر لأننا كنا نطمح أن يكون الفريق أحد الصاعدين هذا الموسم ولكن يبدو أن الاختلافات قد أثرت في مستوى الفريق".
ولأول مرة يخرج الحمدان عن طوره ويتهم اللاعبين بتحمل مسؤولية هبوط الفريق إلى الأولى والبقاء فيه لموسم آخر، في الوقت عينه لم يبرئ إدارة النادي التي ارتكبت أخطاء، مبينا أن الخطأ مشترك بينهما. وأشار إلى أنه في الجولات الأخيرة أمسك المايكرفون في المدرجات وظل يطالب الجماهير بالتوحد، وأن يذهبوا جميعا للإدارة الموجودة ومطالبتهم بما يريدون بدل السب والشتم لأن ما يحدث في المدرجات لا يشبه الاتفاق، وليس من عادات مشجعيه ومحبيه، ولابد من توافر الروح الرياضية، معتبرا هذه الخطوة لو حدثت فسيكون لكل المطالب حل. وعن رأيه في سياسة التغيير المتوقع حدوثها قال "سنة الحياة التغيير، ولكن الآن لا يهمني من يكون الرئيس، والأهم أن يكون لدينا رئيس ناد يضع همه الأول إعادة الهيبة للفريق، لأننا عندما نحضر إلى المباراة لا نرى سوى النادي واللاعبين"، مطالبا اللاعبين بالاهتمام ولو بشيء بسيط في المباريات والتركيز، لأن معظمهم الآن همهم أنفسهم فقط بل "شافوا" أنفسهم أكبر من الاتفاق، ومع ذلك على الإدارة المقبلة التمسك بهم وإعطاؤهم التوجيهات المناسبة.