سمات الشاعر المشهور الآن.. يحفظ غيبا ويعمل عيبا!

سمات الشاعر المشهور الآن.. يحفظ غيبا ويعمل عيبا!

رغم اختلاف معايير القياس في الشعر عن سابقها في الخمسينيات والستينيات، إلا أن الصعلكة ما زالت تجد لها جمهورها الخاص، ومثل صرعات الموضة في عالم الأزياء عندما تتطور وتختلف من عام إلى آخر، فإن سمات التصنع لدى الشاعر الذي يسعى إلى الشهرة تتغير وتختلف وتتطور، ولو ادعوا غير ذلك!
في الستينيات الميلادية كان الغالب من شعراء العامية يميلون إلى الصعلكة المصطنعة، ولا تستغرب لو عرفت أن أحدهم يعمد إلى اتساخ ملابسه عمدا قبل أن يدخل على أحدهم، لإتقان دور الصعلوك، فهذا الأمر يُكسب الشاعر عند المتلقي في ذلك الوقت وهجا خاصا ويضفي عليه نوعا من البوهيمية المحبوبة في الفلاسفة والمفكرين والفلاسفة والشعراء الشعبيين! فرحلة الكفاح التي يتصنعون ركضها لا تتم إلا بالطريقة ذاتها التي كافح فيها غيفارا ورفاقه، في الغابات والقفار ينامون في العراء، ومن غير المنطق أن يكون صعلوكا وثوريا وثوبه نظيف أو أن يكون مظهره لائقا!
الآن اختلف الوضع كثيرا مع شعراء هذا الزمان، فهم يرون في الوقاحة وحفظ القصيدة غيبا أهم عوامل النجاح لنيل الشهرة في هذا المجال، فالوقاحة تزكيه كثيرا في ذاكرة المتلقي، وهي من الشجاعة الأدبية التي لا يفرقون بينها وبين بحور الخليل، وهي أيضا تُبعد الآخرين "البثرين" لا ستدراج أسئلة مهمة هو لا يعرف جوابها أصلاً!
أما حفظ القصيدة عن ظهر قلب فهي العلامة التي اتفق عليها الغالبون من صناع "التقليدية" في العهود المتكلسة لصفحات الشعر العامي "التقليدي"، فمن لا يحفظ قصيدته غيبا لم يكتبها، أو هو شاعر مصنوع يركب الشعر تركيبا، وهو يوحي بضعفٍ ولو كان مصدره ثقافة ضحلة.
ولهذا التطور في صناعة قالب الشاعر النجم هذه الأيام، ظهرت فجائع كثيرة لا يستطيع المتلقي "الغلبان" أن يوازن بينها وبين الحقائق التي تمثل أمام عينيه، فهو لا يعي أن ظهور أحد الشعراء ليطلب مبلغا من المال على الهواء مباشرة من أحد "الكبار"، سيكون سببا في ترسيخ شهرة هذا الشاعر، فوقاحته تكلم عنها القاصي والداني، بين مدافع ومهاجم، وهو بذلك كان دون أن يعي دافعا مهما لترسيخ اسم هذا الشاعر الوقح، وطبعا الشاعر الوقح لا يهمه صفة الشهرة، فهي "بطيبها ورداها" شهرة! وإن حاولت البحث في البيئة الفنية لقصيدة هذا "الوقح" لوجدت أنها غير صالحة لأن تكون "عشة حمام"، لا بيئة لتكوين قصيدة جميلة، ومع ذلك تجد من يردد قصائده على أنها جميلة، وهي خالية "جدا" من أي ملمح جمالي!
أحد النماذج الأخرى التي كرس لها القارئ الغلبان "الشاعر الحفيظ"، وهذا الشاعر الذي يحفظ شاعر ممتاز وجيد:
- طيب لماذا؟
* لأنه يحفظ قصيدة من 100 بيت
- طيب ممكن تعطيني بيت واحد جميل؟
* يا أخي ما شفته وهو يلقيها؟
- شفته، وشفت كيف يتمايل ويضحك ويهتز.. بس ماسمعت شعر!
* يا أخي انتم تحقدون على الجمال!
- ما يخالف.. عطني جمال بس.. وانا ابحقد عليه وعلى اللي جابه!

الأكثر قراءة