أهالي الشرقية: يقظة رجال الأمن وتلاحم أبناء الوطن جنبانا كارثة
أكد عدد من مسؤولي وأهالي ومشايخ المنطقة الشرقية، أن يقظة رجال السلطات الأمنية- بفضل تعاون أبناء الوطن المخلصين- حالت دون وقوع كارثة كبيرة إذا نجح الإرهابي الذي فجر نفسه أمس الأول بحزام ناسف عند أحد مداخل مسجد العنود، في تنفيذه مخططه الخبيث داخل المسجد، مشيرين إلى أن تعاون أفراد الأجهزة الأمنية مع مجموعة من خيرة شباب هذا الوطن الذين استشهدوا أمس الأول عندما وقفوا صدا منيعا أمام الإرهابي، وضحوا بأرواحهم لإنقاذ حياة آلاف المصلين داخل المسجد.
وقال لـ "الاقتصادية" جواد الأربش أحد أعيان حي العنود في الدمام إن محاولة الهجوم الانتحاري بالحزام الناسف من قبل الإرهابي المتنكر في زي نسائي، كان يستهدف كل المصلين الموجودين في المسجد، ولكن الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط مخطط الإرهابي قبل وصوله إلى الداخل، ما اضطره لتفجير نفسه ونتج عنه استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة أربعة آخرين.
وأوضح إن شقيق الشهيد عبدالجليل الأربش مفقود الآن، واسمه محمد، ويرجح أن يكون استشهد في الانفجار وأن أشلاء جسده تطايرت لتستقر في فناء المنزل، مشيرين إلى أنه تم عمل فحص" dna " لأحد أقربائه، وجار التأكد من ذلك. وقال جواد الأربش أحد أعيان حي العنود، من المؤكد أن الجثة الثالثة تعود للشهيد محمد الأربش.
من جهة أخرى، أوضح جواد أن شباب الحي يقومون بتجهيز موقع لتلقي العزاء في حي المحمدية في الدمام، متوقعا تسلم الجثث اليوم أو غدا الإثنين، على أن يتم التشييع في الأحساء. وتابع الأربش: لم يتم تحديد اليوم الذي سيتم فيه تشييع جثامين الشهداء، فما زال جثمانا الشهيدين عبدالجليل جمعة الأربش ومحمد حسن العيسى في مستشفى الدمام المركزي، في حين هناك جثة مجهولة الهوية قذفت بسبب قوة الانفجار لمسافة 120 متر عن موقع التفجير لتستقر في فناء أحد المنازل المجاورة للمسجد. قال لـ "الاقتصادية" محمد المطرود أحد أعيان القطيف في تعليقه على أحداث التفجير، إن على الجميع أن يعلم أن كل ذي نعمة محسود والله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعمة الأمن والأمان وهي نعمة لا يحسها إلا من يعيش فيها واليوم بلدنا مستهدف من فئة حاقدة على هذا الوطن. وأضاف، مثل هذه الأفعال المشينة أظهرت للعالم أجمع مدى التلاحم والترابط الذي تعيشه السعودية، فمن أعلى سلطة قيادية في المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن نايف وكل المسؤولين وأفراد الشعب كانوا يدا بيد وسطروا لوحة للتلاحم والإخاء، حيث إن لولا لطف الله ويقظة رجال الأمن وتصدي الشهيدين للمجرم الإرهابي لكانت الفاجعة أكبر، ولكن نحمد الله على ما كتب والمصاب مصاب الجميع ليس فئة بعينها لأن الهدف واضح، وهو زعزعة أمن البلد وإحداث الفتنة التي لن ينجحوا فيها.
وبين المطرود أن حديث ولي العهد الأمير محمد بن نايف واضح، عندما قال لن نسمح بكائن من كان بالعبث بأمن البلد، وهو يعني ما يقول. وختم المطرود حديثه بالقول نعزي ذوي الشهداء في حادث مسجد الإمام الحسين وندعو الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه.
وقال الدكتور شافي الدامر أستاذ العلوم السياسية ورئيس الدارسات العامة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إن الإرهابيين يهدفون من وراء هذه الأعمال الإرهابية إلى زعزعة أمن السعودية، ولكن لن ينالوا مرادهم بفضل يقظة رجال الأمن، مشيرا إلى أن تعاون أبناء الوطن حال دون حدوث كارثة.
وأضاف، من الملاحظ أن الإرهابيين عندما أدركوا فشلهم الذريع في عدم المساس بأمن السعودية، حاولوا بكل خبث تغيير مسارهم باستهداف المساجد ودور العبادة لإشعال نار الفتنة، ولكنهم لن ينجحوا في أهدافهم الخبيثة.
وتابع: رأينا ما حدث في الدالوة وفي مسجد علي بن أبي طالب في القديح، وما حدث في مسجد العنود، وكل تلك الأفعال الإجرامية وجدت نسيجا متماسكا من الشعب السعودي.
وأوضح الدكتور الدامر: من المؤسف أن نشاهد شبابنا من صغار السن ينخرطون في صفوف الجماعات الإرهابية، لذا علينا الحرص على عدم تفشي هذه الظاهرة بإيجاد الوسائل التي تحصن هؤلاء الشباب ضد هذا الفكر التطرفي الإرهابي.
من جانبه، قال منصور السلمان الجشي أحد مشايخ القطيف إن الإرهابيين لم ولن يتورعوا عن سفك دماء المصلين في بيوت الله وبث رسائل التخويف لإغلاقها ظنا منهم أن الأعمال الإجرامية التي يرتكبونها هي الطريقة المثلى لزعزعة أمن واستقرار الوطن. من جانبه، استنكر الدكتور عبدالرحمن المديرس مدير عام التعليم في المنطقة الشرقية، الأعمال الإرهابية التي تستهدف الأبرياء من المواطنين، وذلك بعد ما حدث من محاولة استهداف جامع العنود في الدمام أمس الأول.
وأوضح أن هذه الأحداث الإجرامية وقودها ومشعلها هم من باعوا عقولهم وجعلوها ألعوبة تتقاذفها أيدي المارقين والخارجين عن جادة الصواب لتزج بها في أوحال الضياع والهلاك ببؤرة هذا الفكر الدامي, فيسفك الدماء ويهلك الأرواح, ويعثوا في الأرض الفساد.
وأكد أن الفعل الإجرامي الذي ارتكبته فئة باغية يعد جريمة بحق الدين الإسلامي الذي ينكر مثل هذه الأفعال الإرهابية، حيث لا هدف لهذه الفئة الضالة سوى زعزعة الأمن والاستقرار.