رمضان شهر الخير على الأسر المنتجة .. الأرباح 3 أضعاف

رمضان شهر الخير على الأسر المنتجة .. الأرباح 3 أضعاف

في الوقت الذي يعد فيه البعض أن شهر رمضان هو شهر النفقات الزائدة، تجده السيدات اللاتي يقمن ببيع الأكلات من المنزل فرصة لزيادة دخلهن المادي في هذا الشهر، حيث يبدأن في الإعداد والتجهيز له منذ شهر رجب لشراء مكونات الأكلات قبل ارتفاع الأسعار التي تصاحب رمضان، وليتمكن من تلبية طلبات الكثير من الأسر من الأطعمة التي يشتهر بها الشهر الفضيل، بعضهن تكتفي بالبيع من المنزل والأخريات يفضلن البقاء في إحدى الأسواق الشعبية لاكتساب شعبية أكثر وجذب الزبائن.
ونظرا للإقبال الشديد على أصناف رمضان المعتادة من السمبوسة والكبة والباف والسبرنج رولز وأصناف الحلويات المتنوعة، فتوقف بعض السيدات استقبال طلبات الأكلات الشعبية كالقرصان والجريش، ويستمر البعض في استقبال الطلب بشرط أن يكون قبل يومين من اليوم المطلوب تسلمه، أما أكلات رمضان فيكتفى بالطلب قبل يوم، أو في اليوم نفسه إذا كانت الكميات قليلة، ولا يبدأ أي منهن في تنفيذ الطلب قبل تسلم المبلغ أو جزء كبير منه.
يؤكد لـ "الاقتصادية" سيدات يعملن في إعداد وبيع الأطعمة من المنزل، أنهن لا يقمن برفع أسعار الطلب في رمضان نظرا لأنهن يعتمدن على كسب الزبائن، ولكن كثرة الطلبات تسهم في رفع دخلهن الشهري لضعفي ما يحصلن عليه في بقية أشهر السنة، حيث يصل معدل ربحهن في هذا الشهر من 10 إلى 15 ألف ريال، ما يجعلهن موقنات أن رمضان شهر الخير، وأنهن سيكن من الطبقة الثرية لو كانت الأشهر كلها رمضان.
تقول أم تركي التي تعمل في هذا المجال منذ 18 عاما، إن الطلبات في شهر رمضان كثيرة خاصة على السمبوسة والكبة والباست والسمبوسة الحلو وأصناف الحلو، ما يجعلها لا تستقبل طلبات لإعداد الجريش والقرصان أو الأكلات الشعبية في هذا الشهر، حيث تبدأ بالاستعداد لشهر رمضان منذ رجب لتتجنب ارتفاع الأسعار الذي يشهده موسم رمضان، وتستطيع تجميد الكثير من السمبوسة، وتمتلك خمس ثلاجات مخصصة لفرزنة السمبوسة والكبة وأصناف شهر رمضان وتساعدها ابنتها والخادمة.
وأشارت أم تركي إلى أنها لا ترفع أسعار الأطعمة في رمضان لأنها تعتمد على كسب زبائنها، وكل زبونة تحضر الأخرى حتى أن لها زبائن من خارج الرياض في المزاحمية والمجمعة يتعاملن معها مع تحمل نفقات التوصيل التي تصل إلى 200 ريال، مبينة أن مندوب التوصيل الذي يوصل الطلبات للزبائن يرفع من سعر التوصيل نظرا للازدحام الشديد في الطرق وصعوبة المواصلات.
ونوهت إلى أن أكثر من يتعاملن معها من السعوديات العاملات وبعض الشباب الموظفين أو المترددين على الاستراحات، وتعد أن شهر رمضان هو شهر الخير لها لازدياد ما تكسبه فيه عن بقية الأشهر، وبعده ترجع لاستقبال طلبات إعداد الأكلات الشعبية، ولكن الطلب عادة يقتصر على الإجازة الأسبوعية ولا يكون مثل كل يوم كما في رمضان، قائلة، إنها تطمح بأن يكون لها مكان تضع فيه فريزر شبيهة بالمحال الكبرى لكي تتمكن من تجميد كميات أكبر، وتستغني عن الخمس ثلاجات التي تأخذ حيزا من مطبخها ومنزلها.
من جهتها تقول أم فيصل إحدى البائعات في أسواق طيبة في الرياض، إن التركيز في هذا الشهر يكون على أصناف رمضان كالسمبوسة والمعجنات الصغيرة والفطائر وأطباق الحلى، لكن الأكلات الشعبية والأطباق الرئيسة فتنفذ بالطلب ويشترط قبل يومين، حيث إن السيدات خاصة الموظفات تعودن على القيام بإعداد الطبق الرئيس بأنفسهن ويتعاملن معنا بالأطباق الجانبية كالسبمسوسة والكبة والسبرنج رولز وأطباق الحلويات والشوربة.
وتشير أم فيصل إلى أنها تجلس في السوق من بعد العصر إلى الواحدة بعد منتصف الليل، حيث تفطر في مكانها نظرا لبعد منزلها، ومن الصعب الذهاب والعودة وتضع في سيارة خلفها الأكل بصناديق التبريد، قائلة بأن ربحها في هذا الشهر يعد أكثر من بقية الأشهر، فالطلبات تزيد نظرا لازدياد المطلوب من أنواع الأكل في رمضان وأصنافه، مضيفة أن العمل في السوق يساعد على جذب الزبائن واكتساب العملاء وبعد تكوين قاعدة من العملاء من الممكن الاكتفاء بالمنزل.
من ناحيتها تقول أم أحمد من الجنسية السورية، إنها بدأت تعمل في المجال منذ ثلاث سنوات بعد أن وجدت الكثير من الإقبال على التعامل والشراء من العاملات في المنزل، حيث يثق المجتمع هنا بالطبخ المنزلي أكثر من ثقتهن بشراء الأكل من المطاعم، كما أن بعض السيدات ترغب في أن تظهر بأنها من قامت بإعداد الطعام لا بشرائه، لذا تميل للشراء منا وليس من المحال التجارية.

الأكثر قراءة