4 أسباب تتراجع بأسعار النفط .. أبرزها المخزونات واليونان
تراجعت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية على نحو ملموس واستبد بها القلق؛ بسبب عدم حسم المفاوضات مع إيران ومدها لأسبوع آخر، وتواكب ذلك مع تعقد أزمة اليونان، بعد حلول موعد سداد قسط ديونها وعجزها عن الوفاء به. ونتج عن هذه المتغيرات ضعفت الثقة فى العملة الأوروبية الموحدة اليورو، وارتفاع سعر صرف الدولار، الذى يرتبط بعلاقة عكسية مع سعر النفط الخام.
وقال ماركوس كروج كبير خبراء شركة "آيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز لـ"الاقتصادية" إن أربعة عوامل سلبية تضافرت معا، وقادت إلى انخفاض الأسعار فى السوق، وفى مقدمتها تعقد الأزمة اليونانية، وبطء حسم المفاوضات الإيرانية الغربية. وضاعف من تأثير هذه العوامل نمو الدولار أمام بقية العملات، بعد ضعف الثقة فى اقتصاديات منطقة اليورو، إلى جانب تراجع مفاجئ للمخزونات ما يعكس تذبذب مستويات الطلب.
وأشار كروج إلى أن استمرار وفرة صادرات أوبك النفطية ووصولها إلى مستويات مرتفعة وقياسية، يغذى المخاوف فى السوق من عودة حالة وفرة المعروض، فى مقابل ضعف الطلب بعد تراجع المخزونات الأمريكية. من جهته؛ ذكر مايكل تورنتون المختص في مبادرة الطاقة الأوروبية لـ"الاقتصادية" أن السوق ستعاود الاستقرار والنمو بعد حسم ملفي اليونان وإيران، وأن التأخير ليس فى صالح الاقتصاد العالمى، وعلى جميع الأطراف فى هذه المفاوضات العمل جديا على الإسراع فى إنجاز المهمة، لأن التوترات المصاحبة فى هذه القضايا، تنعكس سلبيا على أسواق المال وسوق الطاقة وكل الأنشطة الاقتصادية.
وأوضح تورنتون أن العوامل النفسية تؤثر فى السوق، وأنها أدت إلى إضعاف الثقة فى اقتصاد منطقة اليورو، واستفاد من ذلك الدولار الأمريكى، الذى صعد أمام العملات الرئيسة، كما أدت تلك العوامل فى ارتفاع المخزونات الأمريكية، والاعتقاد بعودة وفرة المعروض النفطي فى السوق. كما قالت سارة دبلوك منسقة سياسات الطاقة وتغير المناخ الاوروبية لـ "الاقتصادية" إن تنامي احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو سيكون له آثار وخيمة على الاقتصاد الأوروبى عامة واقتصاد منطقة اليورو خاصة، التى يتخوف كثيرون من تفككها.
وأوضحت دبلوك أن منطقة اليورو هى من أكثر مناطق العالم استهلاكا للطاقة، وأن دخولها فى تباطؤ وانكماش اقتصادى سينعكس سلبيا على أسواق الطاقة والاقتصاد العالمى بشكل عام، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أهمية تسوية ملف المفاوضات مع إيران وتعاون جميع الدول فى تحقيق التوازن بين العرض والطلب فى سوق الطاقة. ووفقا لوكالة “رويترز” للأنباء، فقد هبطت عقود النفط الأمريكي 2.51 دولار بنسبة 4.22 في المائة، لتبلغ عند التسوية 56.96 دولار للبرميل. كما سجل الفارق بين أسعار عقود خام برنت والخام الأمريكي أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، واتسع الفارق بين أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت وخام القياس الأمريكي أمس الأربعاء إلى أكثر من خمسة دولارات للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع، في أعقاب البيانات التي أصدرتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، التي أظهرت زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأسبوع الماضي.
وهبطت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط لأقرب استحقاق 2.05 دولار إلى 57.42 دولار للبرميل، بحلول الساعة 16:53 بتوقيت جرينتش، بينما تراجعت عقود برنت 1.15 دولار إلى 62.44 دولار للبرميل.
وتسبب ذلك في اتساع الفارق بين الإثنين إلى أكثر من خمسة دولارات، وهو الأكبر منذ العاشر من حزيران (يونيو). كما ارتفعت مخزونات النفط الأمريكية 2.4 مليون برميل يوميا، الأسبوع الماضي في أول زيادة منذ نيسان (أبريل) 2015. وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأربعاء أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة، ارتفعت الأسبوع الماضي مسجلة أول زيادة منذ نيسان (أبريل)، في حين تراجعت مخزونات البنزين.
وزادت مخزونات الخام 2.4 مليون برميل الأسبوع الماضي لتصل إلى 465.4 مليون برميل، في حين كانت توقعات المختصين تشير إلى انخفاض قدره مليونا برميل. وارتفعت مخزونات النفط في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينج في ولاية أوكلاهوما 123 ألف برميل، إلى 56.37 مليون برميل.
وأظهرت البيانات أن معدلات التشغيل في مصافي التكرير زادت بمقدار نقطة مئوية واحدة إلى 95.0 في المائة.
وانخفضت مخزونات البنزين 1.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 216.7 مليون برميل في حين كان محللون في استطلاع لـ”رويترز” قد توقعوا زيادة قدرها 458 ألف برميل.
كما ارتفعت مخزونات المشتقات - التي تشمل الديزل وزيت التدفئة - بمقدار 392 ألف برميل، في حين كانت التوقعات تشير إلى زيادة قدرها 1.6 مليون برميل. وقالت إدارة معلومات الطاقة إن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام زادت الأسبوع الماضي 748 ألف برميل يوميا لتصل إلى 6.94 مليون برميل يوميا.
وكانت أسعار النفط قد نزلت عن 63 دولارا للبرميل أمس الأربعاء، بعد أن تخلفت اليونان عن سداد ديون لصندوق النقد الدولي، بينما ارتفع إنتاج الولايات المتحدة وأوبك إلى مستويات جديدة، وهو ما أثار القلق من المخاطر التي تهدد الآفاق الاقتصادية ووفرة المعروض. وبعد أن أصبحت اليونان أول اقتصاد متقدم يتعثر في سداد قرض لصندوق النقد، تعرض النفط للضغط بعد ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الأمريكية، أعلنه معهد البترول الأمريكي، واحتمالات زيادة صادرات الخام الإيرانية.
ونزل برنت 70 سنتا إلى 62.89 دولار للبرميل بحلول الساعة 08:47 بتوقيت جرينتش، وهبط خام برنت أكثر من دولار في العقود الآجلة إلى 62.58 دولار للبرميل، مع تخلف اليونان عن سداد ديون وارتفاع إنتاج أمريكا وأوبك.
من جهة أخرى؛ استمر ارتفاع انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط الخام "أوبك" حيث أظهرت الإحصائيات ارتفاعا في مجمل إنتاجها من النفط الخام خلال شهر حزيران "يونيو" المنتهي لأعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات عند 31.60 مليون برميل يومياً ليرتفع من 31.30 مليون برميل يومي في شهر أيار "مايو" الماضي.
وقال التقرير اليومى لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الأربعاء إن سعر السلة التى تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء سجل أول ارتفاع بعد ثلاثة انخفاضات متتالية، وإن تعاملات شهر يونيو كانت سمتها الأساسية التذبذب فى الأسعار حول 60 دولارا للبرميل.