جيفارا مات
.. وجيفارا لمن لا يعرفه مناضلٌ يقول "أينما وجد الظلم فذاك وطني" مناضلٌ ترك المبضع وتقلّد البندقية في زمنٍ ماج العالم فيه بين تيارين متناقضين في الرؤية والهدف، تيارٌ يبيح الربح كيفما جاء، وتيارٌ لا يجيز الملكية الفردية، ناضل جيفارا مع رفيق دربه "فيدل كاسترو" حتى أصبحت كوبا جنّة الثوار، وحين رأى رفيق السلاح والكفاح يستريح استراحة الذي فترت روحه قبل عضلاته قرّر أن يعود إلى أمريكا الجنوبية ليواصل نضاله العالمي أو لنقل نضاله الإنساني كما كان يقول ويعتقد، يقول جيفارا "لا يهمني أين ومتى سأموت، بقدر ما يهمني أن يملأ الثوار العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء".
أراد جيفارا لثورته أن تمتد ولم يخطر في باله أنه سيصبح هو الثورة، وتموت الثورة بموته ففي التاسع من شهر أكتوبر عام 1968م أفاق العالم على خبر وفاة "آرنستوا تشي جيفارا"، أفاق بشبابه المتحمس لكل خارجٍ عن القانون، وفتياته اللاتي يشبهن الفراشات في ملاحقاتهن لكل ضوء مسلط على رجلٍ وسيم يتصدر الصفحات الأولى من صحف العالم، وأفاق أيضاً على أعرابٍ يبحثون في كل صباح عن "رمز" يعيد إليهم بطولات الفاتحين وقادة السرايا، بحثوا كثيراً فلم يجدوا غير جيفارا، ولأنه ليس مسلماً ولا عربياً فقد كانت شيوعيته الباب الموارب لمحبته، فالمهم في ذاك الزمان وهذا الزمان وربما لألف سنة قادمة ألا يكون الرمز يهودي الديانة أو أمريكي الهوية، ومن هذه النقطة انطلق أحمد فؤاد نجم في رثائيته اللاذعة - إن صحت التسمية- ومن هذا الحرف اللاذع وجد الشيخ إمام أن النص يختار لحنه المناسب، ففي كل مرة يردد فيها الكورال "جيفارا مات.. جيفارا مات"، كان الشيخ إمام يعتلي بصوته فوق أصواتهم "جيفاااارااا ماااااااااات"، وكانت الأغنية أشبه بمظاهرة عربية خرجت تدعو لحرق نصف إسرائيل على الأقل!
جيفارا مات .. جيفارا مات
آخر خبر في الراديوهات
وفي الكنايس والجوامع
وفي الحواري والشوارع
وعَ القهاوي وعَ البارات – جيفارا مات
واتمد حبل الدردشة والتعليقات
مات المناضل المثال
يا ميت خسارة عَ الرجال
مات الجدع فوق مدفعه جوه الغابات
جسد نضاله بمصرعه ومن سكات
لا طبالين يفرقعوا ولا إعلانات
ما رأيكم دام عزكم يا انتيكات
يا غرقانين في المأكولات والملبوسات
يا دفيانين ومولعين الدفايات
يا محفلطين يا ملمعين يا جيم سينات
يا بتوع نضال آخر زمن في العوامات
ما رأيكم دام عزكم جيفارا مات
لا طنطنة ولا شنشنة وإعلانات واستعلامات
عيني عليه ساعة القضا .. من غير رفاقة تودعه
يطلع أنينه للفضا .. يزعق ولا مين يسمعه
يمكن صرخ من الألم.. من لسعة النار في الحشا
يمكن ضحك أو ابتسم.. أو ارتعش أو انتشى
يمكن لفظ آخر نفس.. كلمة وداع لأجل الجياع
يمكن وصية للي.. حاضنين القضية في الصراع
صور كثير ملو الخيال.. وألف مليون احتمال
لكن أكيد ولا جدال.. جيفارا مات موتة رجال
يا شغالين ومحرومين
يا مسلسلين رجلين ورأس
خلاص خلاص ما لكوش خلاص
غير بالبنادق والرصاص
دا منطق العصر السعيد
عصر الزنوج والأمريكان
الكلمة للنار والحديد
والعدل أخرس أو جبان
صرخة جيفارا يا عبيد
في أي موطن أو مكان
ما فيش بديل ما فيش مناص
يا اتجهزوا جيش الخلاص
يا تقولوا عَ العالم خلاص