سفراء دول عربية: الفيصل مدرسة دبلوماسية عالمية
أكد لـ"الاقتصادية" سفراء عديد من الدول الشقيقة والصديقة في السعودية، أن الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي السابق، رحمه الله، تميز بذكائه القوي وتعامله المنطقي والمعتدل دائما في حل كثير من القضايا العربية والإسلامية، التي جعلته وزير الخارجية الأميز على مستوى وزراء الخارجية في كل دول العالم، مشددين على وقوفه الدائم مع الدول العربية والإسلامية في قضاياها أمام مجلس الأمن، والسعي إلى حلها، ومؤكدين أن رحيله فاجعة وخسارة كبيرة للأمة، متقدمين بالعزاء إلى خادم الحرمين وولي عهده وولي ولي العهد وإلى كل أشقاء وأبناء الأمير الراحل رحمه الله.
#2#
من جهته، قال جمال الشمايلة، السفير الأردني لدى السعودية: "أربع سنوات مضت وأنا في تعامل دائم مع الأمير سعود الفيصل رحمه الله، التقيته مئات المرات، في مناسبات عديدة ومؤتمرات وندوات ولقاءات فردية وعامة، وأول ما يخطر في ذهني عندما أتحدث عن فقيد الأمة العربية والإسلامية الذكاء، حيث إنه صفة من صفاته، فهو رجل ذكي، لا يكاد يسمع الموضوع في بداياته إلا ويعرف ما هو بشكل كامل، ويتفاعل مع أي موضوع يطرح بشكل دائم، وإذا طرحت القضايا السياسية يتعامل معها بشكل منطقي ومعتدل، ولا سيما القضايا الإنسانية التي كان يتعامل معها، رحمه الله، بحسه الإنساني العالي".
وأضاف الشمايلة "الأمير سعود الفيصل رحمه الله يعتبر موسوعة في كل أمور السياسة والثقافة، كما أن المعلومات لديه كبيرة جدا ومذهلة، وإضافة إلى ذلك كله يبهرنا دائما بأدبه وخلقه القويم، حيث كان يمثل وجه المملكة المشرق، مع التزامه جدا بعمله لأبعد درجة، والتزامه كذلك بتوجهات المملكة ومليكها، ولم يخرج يوما عن النص، كان لا يبدي أي مصلحة على مصلحة وطنه، ولا أمرا على أمر خادم الحرمين الشريفين".
واستطرد السفير الأردني: "كان الفيصل بذكائه ومعرفته العميقة ومزاياه الشخصية المميزة دائما يساهم مساهمة فاعلة وإيجابية في أي قضية يتم تداولها، مساهمته دائما تصل بالأمور إلى مرحلة متقدمة وإيجابية، لم يكن يعقد الأمور، وليس لديه إلا النية الطيبة في حل القضايا، كما أدار أصعب الأزمات في التاريخ العربي، مثل حرب الخليج والحرب العراقية – الإيرانية، وفي كل القضايا.
وفي مواقفه مع الفيصل، يقول الشمايلة "الموقف الذي كان يتكرر كل ما رأيته، أني أراه مبتسما ويضحك عندما أعرفه بنفسي ويقول لي هل تعتقد أن نسيتك، لا أحتاج أن تعرفني بنفسك فلم أنسك، وكان في كل لقاء يبتسم مع تكرار الموقف بالتعريف بنفسي، إلى أن وصلت الأمور في إحدى المرات قال لي "أنت واحد منا نعتبرك منا وفينا ومن أهلنا"، وليس هناك داع حتى تصطف مع بقية السفراء، وأن تعامل كسفير أجنبي"، مبديا اعتزازه بما ذكره الأمير سعود الفيصل رحمه الله".
#3#
ومن جهته، قال عفيفي عبدالوهاب، السفير المصري لدى المملكة، إن الأمير سعود الفيصل -رحمه الله-، يعتبر مدرسة من المدارس الدبلوماسية العالمية وليست العربية والإسلامية، وتعلم منه كثير من الأجيال، سواء الأجيال السابقة أو الحالية، وسيستفيد من تراثه الدبلوماسي العميق الأجيال المقبلة، مشيرا إلى مواقف الفيصل العروبية والمؤيدة إلى حل القضايا العربية والإسلامية، إضافة إلى مواقفه الداعمة لمصر دائما، ومن ورائه مواقف المملكة المشهودة لها بالوقوف إلى جانب مصر ومساندتها.
وأشار عبدالوهاب إلى أن الأمير سعود الفيصل رحمه الله قدم للأمة العربية والإسلامية مواقف نبيلة وعظيمة، تم تسجيلها في سجل التاريخ بأحرف من نور، مبينا أن الفيصل يحظى بحب وتقدير مصر كلها قيادة وحكومة وشعب لمواقفه العظيمة المؤيدة والمساندة دوما لها، وأضاف "حضرت عديدا من اللقاءات والاجتماعات في جامعة الدول العربية، وشاهدت ما يتمتع به الأمير سعود الفيصل من كفاءة عالية وقدرة على حسن إدارته لكل المواقف والقضايا، وكيف كان الجميع ينصت مستمعا إلى آرائه ومقترحاته القيمة، التي أثرت كل اجتماعات الجامعة العربية التي حضرتها".
وأضاف أدو ببانه، عميد السلك الدبلوماسي والقنصلي في جدة وقنصل عام موريتانيا، "بكل ألم وأسى تلقيت نبأ وفاة الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة، على مدى العقود الأربع الماضية، وقد خسرت اﻷمتان العربية والإسلامية بوفاته فارسا مغوارا، وفقدتا بغيابه عبقرية فذة، وقامة دبلوماسية محنكة طالما دافعت بكل كفاءة واتزان عن القضايا العادلة".
وأردف ببانه "كان لي شرف لقاء الفيصل، حيث التقيته أخيرا في أغسطس الماضي برفقة السفير الموريتاني بمناسبة تقديمه صورة أوراق الاعتماد، ولن أنسى كلماته اللطيفة وعبارات الأخوة والاعتزاز بموريتانيا، حيث قال لنا "موريتانيا بعيدة جغرافيا لكنها قريبة منا ﻷنها في القلب والوجدان"، لقد فاجأنا رحمه الله باطلاعه الدقيق على التفاصيل الجزئية في حياة موريتانيا، وبالصورة الواضحة الخالية من الغش والغموض في تفسيره أحداث العالم وما يدور به من قضايا وحراك".
من جهته، قال خالد الخيرو، القنصل العراقي العام في جدة، إن الأمير سعود الفيصل رحمه الله، فقيد دبلوماسي محنك خدم الأمة العربية والإسلامية وأبناءها كما خدم وطنه بمواقفه المشهودة، مضيفا أن الفيصل كان رجلا هماما وبيرقا بارزا من بيارق الدبلوماسية العربية، موضحا أنه التقى الفيصل شخصيا خلال فترة عمله الدبلوماسي، وكان خير من يضع النقاط على الحروف ويدافع عن مصير الأمة العربية.
وأضاف: "بحكم عمق انتمائه إلى عائلة عربية مشهورة وقائدة في التاريخ العربي المعاصر، وبحكم تدرجه المهني، فقد اتخذ الفيصل رحمه الله كثيرا من المواقف العملية والهادفة إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط، وحل أي إشكال من الممكن أن تكون فيه الأمة العربية، كما أنه رجل مشهود له بالحكمة والحنكة، والقدرة على اتخاذ القرار الصائب، حيث إن السياسة العربية فيها كثير من المداخلات التي كانت قد تعترض المقرر السياسي أو الوزير المعني بالمهنة، ولكن سعود الفيصل كانت له المواقف المشهودة والرغبة في وضع النقاط على الحروف وحل المشكلات وحسم المواقف بما يخدم السلام ومصلحة الأمة العربية".