الانهيار في أسواق الأسهم .. لقطات تاريخية
ما تعريف الانهيار Market Crash؟
هو الهبوط المفاجئ القوي في أسعار الأسهم عامة عبر جميع "أو أغلب" قطاعات المؤشر، حيث يتسبب في خسارة محاسبية ضخمة لمالكي الأسهم وتآكل الثروات المخزنة في هذه الأوراق المالية.
وعادة ما يكون الذعر العام سببا وراء هذا الانهيار بجانب الأسباب الاقتصادية الأخرى، وفي الأغلب يحدث الانهيار عقب تضخم الفقاعة في الأسهم. وفيما يلي لقطات تاريخية لمؤشر الداو جونز الأمريكي ومؤشر "تاسي" السعودي لكيلا ينسى المتعاملون دورة الأحداث.
في عام 1929 حدث الانهيار الضخم في سوق الأسهم الأمريكية ماحيا 40 في المائة من القيمة السوقية للأسهم المتداولة. بالطبع الانهيار لم يحدث في يوم واحد بل تواصل الهبوط لعدة أيام بالترتيب الآتي:
"ثلاثاء القمة" 3 أيلول (سبتمبر) 1929 أغلق مؤشر داو على قمة 381 نقطة، ويذكر أنه في هذه الحقبة الزمنية "العشرينيات من القرن الماضي" ارتفع المؤشر بنسبة 496 في المائة من أدنى نقطة له في هذا العقد "وهي عام 1921 أي من ثمانية أعوام عندما كان عند 64 نقطة فقط".
الأربعاء 23 تشرين الأول (أكتوبر) 1929 هبط المؤشر بنسبة 6.3 في المائة أو ما يعادل 381 نقطة بحجم تداولات ستة ملايين سهم.
"الخميس الأسود" 24 تشرين الأول (أكتوبر) 1929 هبط "داو" بنسبة 2 في المائة وبحجم تداولات قياسي 13 "مليون سهم" في بورصة نيويورك.
الإثنين 28 تشرين الأول (أكتوبر) 1929 يفقد المؤشر 13 في المائة تقريبا من قيمته بحجم تداولات تسعة ملايين سهم.
"الثلاثاء الأسود" 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1929 يفقد الداو 11.7 في المائة من قيمته بحجم تداولات "بيع 16 مليون سهم"، وبهذا يكون المؤشر قد خسر بنسبة 39.6 في المائة 230" نقطة" منذ أعلى نقطة له في آذار (مارس) من العام نفسه "381 نقطة".
أيضا في الثمانينيات هبط المؤشر بنسبة 20 في المائة من قيمته في يوم واحد!
بالنسبة لمؤشر الأسهم السعودية TASI فقد صعد للقمة من مستوى 2.500 إلى 20 ألف نقطة في ثلاثة أعوام فقط!
كان انفجار الفقاعة هو المسار المنطقي الوحيد، لكن تغافل المتعاملين وجهل البعض بالتاريخ، إضافة إلى يوفوريا الكسب "اللامنطقي" كل هذه الأمور أدت إلى انطلاق المؤشر لهذه المستويات المجنونة. أعقب ذلك انهيار مؤلم أودى بمدخرات الكثيرين وربما بحياة المرضى منهم تأثرا وسعادة الذين غادروا السوق في العام السابق!
بالطبع الظروف آنذاك مختلفة نوعا ما عن اليوم فقد كانت أسعار النفط عند مستويات 65 ـــ 70 دولارا للبرميل، وكانت الميزانية تتمتع بفوائض جيدة وكان الاحتياطي النقدي ومستوى السيولة عاليين. مع الأسف صحب ذلك شح القنوات الاستثمارية المتاحة في البلاد؛ من قلة القطاعات المتاحة للاستثمار في القطاع الخاص إلى صعوبة تأسيس مشاريع صغيرة وغير ذلك من العوامل، فكان من الطبيعي حدوث تضخم شديد. ويذكر أن متوسط المكررات بلغ نحو 40 مرة وكانت السوق وقتها لا تزال بعيدة عن النضج والتقنية العالية والشفافية اللازمة.
في المقال المقبل نتحدث عما يحدث للمدخرات عند انهيار السوق وعن المدة الزمنية "تاريخيا" التي مرت قبل تعافي الأسواق ومعامل الارتباط بين الأسواق العالمية اليوم.