الفالح: «حملة الحج» تنمي إحساس الحاج بمسؤوليته واستشعار دوره الإنساني
أكد الدكتور هشام الفالح مستشار أمير منطقة مكة - رئيس اللجنة التنفيذية والتحضيرية لأعمال الحج أن حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري"، وضعت ثلاث مراحل لتحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن الحملة حققت نجاحات كبيرة منذ انطلاقها في 1429، مستدلا بما سجلته الإحصاءات في خفض المخالفات والمخالفين.
وقال الفالح "إن لكل مرحلة من المراحل الثلاث مدة زمنية محددة، كانت أولها في حج 1429، بعنوان: المرحلة التأسيسية، وانتهت في حج عام 1433، وتم التركيز فيها على قيم الحج والظواهر السلبية والتوعوية بأهمية تصريح الحج، تلتها المرحلة الثانية انطلقت في حج عام 1434، وتنتهي مع حج هذا العام، بعنوان: مرحلة النمو، وتم التركيز فيها على التعريف بعقوبات المخالفين، خصوصاً أن مستوى الوعي ارتفع في المرحلة التي سبقتها، وبدأت الرسائل التوعوية في هذه المرحلة ممنهجة على التعريف بالعقوبات التي قد يقع فيها المخالفون لأنظمة الحج، وتستهدف إرساء بيئة حج سليمة خالية من المظاهر السلبية، ومن أهمها الحج المخالف، وما يترتب عليه من افتراش وازدحامات تضيق الخناق على الحجاج النظاميين".
وأضاف أن "المرحلة الثالثة والأخيرة، التي ستنطلق في حج العام المقبل، ستحمل عنوان: النضج، وتنتهي في 1440، وسيتم التركيز فيها على المبادرات التنموية من قطاع الحج، وهي مرحلة من وجهة نظري تتم فيها دراسة المرحلتين السابقتين، والنظر في الدراسات والمقترحات التي يبادر بها البعض من القطاعات العاملة في الحج، ولا سيما معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة. بكل تأكيد فمثل تلك المبادرات تعزز القيم والأهداف التي أنشئت من خلالها هذه الحملة، وتطوير مقوماتها ومخرجاتها، لنصل في نهاية المطاف إلى حج نظامي، خالٍ من المظاهر السلبية التي يخلفها الحج المخالف".
ولفت إلى أن الحملة تستند أيضا إلى محاور عدة من بينها: احترام المكان والحدث والإنسان، واحترام الأنظمة، وتنمي في مضامينها إحساس الحاج والمعتمر بمسؤوليته، وتُشَجّعه على المبادرة لتغيير سلوكياته واستشعار دوره الإنساني المسلم المتحضر؛ إزاء الحجاج وأداء الفريضة.
وقال الفالح "إن الحملة تهدف إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الحجاج، ومقدمي الخدمة لهم منذ وصولهم إلى الأرضي المقدسة حتى عودتهم إلى بلدانهم بعد أداء النسك سالمين بإذن الله".
#2#
ولفت الدكتور الفالح إلى أن الحملة تكثف جهودها وتسخر طاقتاها لرفع مستوى الوعي لدى ضيوف الرحمن من جهة، وعلى الجانب الآخر لدى المؤسسات الحكومية والأهلية التي تقدم الخدمة لقاصدي البيت العتيق، مشيرا إلى أن الحملة آتت ثمارها في السنوات الماضية وكانت النتائج الإيجابية ملموسة على أرض الواقع إذ أسهمت في تقليص السلوكيات السلبية بمختلف أشكالها.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية والتحضيرية لأعمال الحج "إن حملة الحج عبادة وسلوك حضاري تحمل رسالة منطلقها قدسية البقعة التي توجب احترام المكان وتطبيق الأنظمة بهدف الارتقاء بالإنسان، ومن هذا المنطلق تشكلت لدى الجميع هوية الحملة وأصبحت واضحة الملامح، محددة الأهداف".
وزاد الدكتور الفالح "خلال الأعوام الماضية ركزت الحملة على مخاطبة الجمهور المستهدف بلغات عدة عبر وسائل الإعلام المختلفة وعمدت في هذا الجانب إلى مخاطبة الجوانب الروحانية والسلوكية وأخيرا النظامية، آخذة في الاعتبار الشرائح المستهدفة ومن بينها ضيوف الرحمن من الداخل والخارج والقطاعين الحكومي والأهلي اللذين يمثلان مقدمي الخدمة للحجيج".
وأشار الدكتور الفالح إلى أن الحملة وضعت مرتكزا مهما يتمثل في مواكبة مشاريع التوسعة التي يشهدها المسجد الحرام، والأخرى المتعلقة بتطوير المشاعر المقدسة، موضحا أن هذا الجانب أحد المحاور الرئيسية في الحملة كونه مرتبطا جذريا بإدارة الحشود وتنظيم التدفق من المشاعر المقدسة وإلى المسجد الحرام والعكس.
وعما تحقق خلال الأعوام الماضية أكد رئيس اللجنة التنفيذية والتحضيرية لأعمال الحج أن الحملة أسهمت بشكل ملحوظ في الحد من أعداد المخالفين والمتسللين إلى المشاعر المقدسة، وكرست الجهود لمكافحة ظاهرة الافتراش، كما كان لها دورها في تحسين البيئة الصحية ومعايير النظافة المقدسة، وحاربت حملات الحج الوهمية.
وختم الدكتور الفالح بالتأكيد على أن الحملة ستواصل أعمالها لمكافحة الظواهر السلبية والحد منها، عبر التوعية والعقوبات، كما ستشهد تطويرا في الأداء وتوسعا في المهام بما تقتضيه الظروف التي تطرأ على كل موسم حج.
#3#
وكان الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية دشن أخيرا الحملة الوطنية لحج هذا العام 1436هـ، تحت عنوان "الحج عبادة وسلوك حضاري".
وقال الأمير خالد الفيصل، في كلمة ألقاها في المناسبة "إن خدمة ضيوف الرحمن في هذه الأرض المباركة شرف نعتز به جميعا، بداية من قيادتنا التي نفخر بها وبمسيرتها المباركة، وبتوجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله- الذي كان ولا يزال يقدم ويشدد على أهمية مكانة الأراضي المقدسة وخدمة ضيوف بيت الله".
وأضاف الأمير خالد الفيصل "إن خدمة ضيوف الرحمن وتأمينهم، مسؤولية تقع على عاتق الجميع مواطنين ومسؤولين، لتسيير مواكب الحجيج بطريقة ميسرة ليؤدوا فريضتهم بكل راحة وطمأنينة".
وذكر أمير منطقة مكة المكرمة "أن الدولة لم تألُ جهدا في إعداد المشاعر المقدسة والمدن ذات العلاقة بالحج وتقديم كافة الخدمات لها، وهي في ذات الوقت تؤكد ضرورة احترام الأنظمة لأن ذلك من احترام النفس، كما تؤكد على المواطن في المقام الأول اتخاذ هذا المسلك بجدية وعدم التهاون فيه".
وزاد الأمير خالد الفيصل "نتطلع إلى أن يتعاون المواطن مع أجهزة الدولة في تأمين سلامة الحجاج والإبلاغ عن أي تجاوز للأنظمة"، مضيفا "نحرص على أن يكون هذا الموسم مميزا على غرار المواسم الماضية، ولا يخفى عليكم أن الأعداد تضاعفت، والإمكانات أيضا تضاعفت، لكنها تيسرت بفضل الله ثم بفضل ما وفرته الدولة من إمكانات".
وختم الأمير خالد الفيصل كلمته موجها رسالة إلى كافة المواطنين بقوله "أعيد وأكرر رسالتي لكل مواطن، أن يتقيد بأنظمة الحج، وأتركه مع هذه العبارة "من لا يحترم نظام وطنه، لا يحترم نفسه ولا يستحق الاحترام".