اجتماع لمجلس إدارة فولكس فاجن مع قرب الكشف عن تفاصيل فضيحة التلاعب في نتائج اختبارات العوادم
يجتمع مجلس إدارة مجموعة فولكس فاجن الألمانية للسيارات اليوم الأربعاء في الوقت الذي تستعد فيه المجموعة للكشف عن تفاصيل فضيحة تزويد سياراتها التي تعمل بالديزل (السولار) ببرنامج كمبيوتر معقد يستهدف تضليل السلطات عند اختبار معدلات عوادم سيارات الشركة.
وأمام المجموعة وهي أكبر منتج سيارات في أوروبا حتى نهاية اليوم لكي تقدم إلى سلطات النقل الألمانية تفاصيل الفضيحة وخططها لضمان التزام هذه السيارات بمعايير العوادم المقررة.
وتقول فولكس فاجن إن 8ر2 مليون سيارة من بين 11 مليون سيارة مزودة بهذا البرنامج موجودة في ألمانيا.
في الوقت نفسه من المقرر أن يصدق مجلس الإشراف (الإدارة) على فولكس فاجن خلال اجتماعه اليوم على قرار تعيين ديتر بوتش المدير المالي للمجموعة رئيسا لمجلس إدارتها في أعقاب أكبر فضيحة تتعرض لها المجموعة في تاريخها.
ويضم مجلس الإشراف أهم المساهمين في فولكس فاجن وأهم المديرين وممثلي اتحاد العاملين.
كانت عائلتا بيش وبورشه وهما مساهمان رئيسيان في المجموعة قد أعلنتا تأييد قرار اللجنة التنفيذية للمجموعة المكونة من 5 أعضاء تعيين بايش رئيس لمجلس الإدارة، رغم تحفظات النقابات العمالية والانتقادات الإعلامية.
وتثور الشكوك حول سلامة اختيار بيش رئيسا لمجلس الإدارة في حين أنه يشغل منصب المدير المالي لها منذ 2003 وهي الفترة التي شهدت تزويد السيارات ببرنامج الكمبيوتر للتلاعب في نتائج اختبارات معدل العوادم.
وتقول النقابات العمالية إنه كان أمام المجموعة فرصة تعيين رئيس جديد لمجلس الإدارة لكي تشير إلى اتجاه جديد في تحركاتها من أجل استعادة الثقة العالمية بعد الفضيحة.
يأتي ذلك فيما حذر ماتياس موللر الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاجن أمس عمال الشركة من أن الشركة قد تضطر للقيام بتخفيضات مؤلمة للنفقات في ظل تزايد تكاليف فضيحة التلاعب في معدلات عوادم سياراتها.
وقال موللر أمام اجتماع ضم أكثر من 22 ألف عامل من عمال الشركة في مدينة فولفسبورج الألمانية "لهذا نحن نراجع كل خططنا الاستثمارية مجددا.. كل ما لن يكون ضروريا بصورة مطلقة سيتم إلغاؤه أو تأجيله. لنكن صرحاء: هذا لن يكون بدون قدر من الألم".
يذكر أن أجهزة الادعاء حول العالم أطلقت تحقيقات في اعتراف فولكس فاجن باستخدام برنامج كمبيوتر معقد يتلاعب في معدلات العادم التي تنتجها سيارات الشركة أثناء اختبارها لدى السلطات المعنية، بحيث تصبح هذه المعدلات أقل من المعدلات الحقيقية للعوادم التي تخرج أثناء سير السيارة على الطرق. ويمكن أن تواجه فولكس فاجن وهي أكبر منتج سيارات في أوروبا غرامات تزيد عن 18 مليار دولار في الولايات المتحدة بمفردها، بعد اعتراف المجموعة بالفضيحة الشهر الماضي.
في الوقت نفسه انضم موللر إلى أحد قادة النقابة العمالية في فولكس فاجن في التأكيد على أن هذه التخفيضات لن تشمل تهديد وظائف العمال الذين يبلغ عددهم في مختلف أنحاء العالم حوالي 600 ألف عامل.
وقد أكد بيرند أوسترولوه رئيس مجلس عمال شركة فولكس فاجن لعمال الشركة امس الثلاثاء أنه لا توجد تهديدات حتى الآن بالنسبة للوظائف وذلك على الرغم من فضيحة التلاعب في قيم العوادم التي لحقت بأكبر شركة سيارات في أوروبا.
وقال أوسترلوه خلال اجتماع حضره أكثر من 20 ألف من عمال الشركة في المقر الرئيسي لفولكس فاجن في مدينة فولفسبورج :" الخبر السار في الوقت الراهن أنه لا توجد تبعات بالنسبة للوظائف".
وأضاف أوسترلوه الذي يمثل مجموعات العاملين في مجلس الإشراف والرقابة على الشركة:" وسنفعل كل شيء لتأمين الوظائف".
وقد ارتفع سعر سهم فولكس فاجن في تعاملات اليوم بأكثر من 3% في اعقاب تصريحات موللر أمام العمال.
وقالت الشركة التي أنهكتها الفضيحة خلال الفترة الماضية في خطاب إلى أعضاء مجلس النواب الألماني نشرته صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية إن معظم الـ11 مليون سيارة بمحرك ديزل المزودة ببرمجيات للتلاعب في قيم العوادم في الاختبارات موجودة في الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت الشركة أن ما يقدر بثمانية ملايين سيارة من هذه السيارات في دول الاتحاد الأوروبي تشكل جزءا من التحقيقات التي تجريها فولكس فاجن في الفضيحة.
وذكرت فولكس فاجن لنواب البرلمان أن الفضيحة كانت نتيجة "سوء تصرف من عدد قليل من الأفراد" في المجموعة.
ووعدت الشركة بأن يقوم مجلس إدارتها بالإشراف "على تحقيق كامل في الأحداث المحيطة بما يعرف بـ/الديزل جيت/ التي ظهرت لأول مرة في الولايات المتحدة في الشهر الماضي".
وكانت الشركة أعلنت الأسبوع الماضي عن تكليف شركة جونزداي الأمريكية للمحاماة بإجراء تحقيق خارجي مستقل حول كم تزويد سياراتها التي تعمل بالديزل على مستوى العالم ببرمجيات التلاعب في نتائج اختبارات قياس العوادم.
يذكر أن بيرتهولد هوبر يقوم في الوقت الراهن بأعمال رئيس المجلس في أعقاب استقالة فرديناند بيتش في نيسان/أبريل الماضي نتيجة لصراع على السلطة داخل الشركة.
ومن المنتظر أن يظهر ميشائيل هورن الرئيس التنفيذي لفولكس فاجن أمريكا بعد غد الخميس أمام لجنة تابعة للكونجرس وتختص بالتحقيق في مجالي الطاقة والتجارة وذلك للرد على أسئلة متعلقة بالفضيحة.