ابتعد سامي .. ما صنعته بقدميك محوته بيديك !

أحترم سامي الجابر لاعبا فذا وقائدا محنكا لا يشق له غبار، كما أنه الاسم الأبرز جماهيريا في ناديه ومع منتخبه، ناهيك عن حصده الألقاب المحلية والقارية، وسمعته الكروية التي لا غبار عليها بشهادة الكبار من خبراء الكرة.
ونجاح الجابر على المستطيل الأخضر لا يكفي لأن يسجل نجاحا آخر في عمله إداريا في الهلال، فمذ وطئت قدماه العمل مديرا للكرة في الفريق والمشكلات تصب صبا على النادي، ما انعكس بشكل مباشر ومؤثر فنيا على أداء الفريق.
الجابر الذي كسب كل الحب والاحترام من زملائه اللاعبين إلى حد العشق نجده يفقد كل هذا الود منهم، فسامي الإداري (بقسوته) وتفرده بالقرار وكل سلبياته يختلف تماما عنه لاعبا مبدعا مبهرا متعاونا وموجها داخل الملعب.
كان الجميع يتساءل وأنا منهم ما سر (تقهقر) الهلال هذا الموسم رغم الدعم المادي الكبير الذي قدمه الأمير عبد الرحمن بن مساعد له؟
وبعد أن طفت خلافات الهلاليين على السطح وتم إبعاد المخلص عادل البطي انكشف
(القناع) الذي كان يغطي به الهلاليون مشكلاتهم، التي عاشها اللاعبون منذ معسكر الفريق الأوروبي قبل انطلاقة الدوري.
أقدر تماما "الصداقة" فهي قلب الحياة النابض، لكني في الوقت ذاته أجزم أنها لا تتوافق دائما مع العمل، وكان من الأفضل لصداقة الجابر مع الأمير عبد الرحمن بن مساعد أن تستمر وتتأصل أكثر بعيدا عن (المناصب) التي قد تفرق أكثر من كونها مقربة.
الإدارة فن وعلم ومهارة تكتسب بالتدرج والخبرة، والجابر مع تجديد احترامي له لاعب لا يملك من هذه الأمور شيئا، وجد نفسه دون مقدمات من أرضية الملعب إلى مقاعد الإداريين وفي أكبر الأندية السعودية التي لا (تسير) بالمجاملة، بقدر ما هي في أمس الحاجة للحكمة والاقتدار، وإلا فكل ما بناه الجميع وما دفعوه من ملايين قد لا تقدم أي حصيلة للخزانة الهلالية.
لست ضد سامي ولست ممن تلعب بهم ميولهم يمنة ويسرة، أو ممن يكتب لأهوائه الخاصة، رياضتنا في أمس الحاجة لجماعية العمل والنقد الهادف وتدارك الأخطاء دون مجاملة أحد.

سامي أقولها بملء فمي ابتعد بمحض إرادتك إن لم يكن قناعة منك، (فلأجل) الهلال الكيان الذي صنعت إنجازاته، وأذبت عشاقه بأهدافك التاريخية.. ابتعد سامي فما بنته قدماك هددته بيديك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي