إذا كنت تتحدث العربية أو تستطيع تعلمها اذهب إلى السعودية

في أحد لقاءات رجل الأعمال الأمريكي والمفاوض الشرس لهيئات الاستثمار الحكومية وللشركات المتعددة الجنسيات دان بينا، قال موجهاً نصيحته للشباب الباحث عن الثروة: "إذا كنت تتحدث العربية أو تستطيع تعلمها اذهب الى السعودية ولا تعود منها أبداً، لا تراسل عائلتك ولا تخبرهم أين أنت فملايين المليارديرات سيتم صناعتهم هناك".

وبالنظر إلى خريطة الاستثمار العالمية والتحديات الهائلة التي تواجه قنوات الاستثمار في أسرع الدول نمواً وأعلاها جاذبية فإن السعودية تتمتع بموقع فريد ويشع منها ضوء جاذب للمستثمرين وللباحثين عن وظائف لمواكبة المشاريع العملاقة والطموحة التي أصبحت مركز جذب متنوع. فالأحداث الرياضية والثقافية والمشاريع الاستثمارية خلال العقد المقبل تجعل من الرياض أرض الفرص ومستقبل الأعمال.

كأس آسيا 2027، إكسبو 2030، كأس العالم 2034 هي محطات يتضح من خلالها إلى أين تسير الرياض في حجم الأعمال والفرص التي تتيحها هذه الأحداث لمواكبة تجهيز البنى التحتية واستضافة الحشود القادمة من الزائرين والعارضين والسائحين والعاملين في هذه القطاعات ناهيك عن المشاريع التي يتم العمل عليها حالياً في شمال غرب السعودية حيث مشاريع ذا لاين وجبال تروجينا نيوم وأوكساجون وسندالة وغرب الرياض حيث القدية بينما يحتضن وسط الرياض حديقة الملك سلمان ومطار الملك سلمان والمربع وتحتضن الدرعية مشاريع تطوير الدرعية التاريخية، وإلى الغرب حيث البحر الأحمر والجزر السياحية التي يتم تنفيذ أحدث التصماميم الفندقية والسياحية.

الحقيقة أن الأعوام العشرة المقبلة هي أحد أهم المراحل الاقتصادية في عمر السعودية حيث تم خلال العشرة الأعوام الماضية تهيئة البيئة الملائمة للاستثمار والتشريعات والأنظمة التي تساعد على خلق بيئة جاذبة تنافسية مع انفجار في حجم الفرص في قطاعات حيوية مهمة مثل القطاع العقاري والسياحي والصناعي والمالي كما قطاع التكنولوجيا والتقنية المالية والخدمات اللوجستية والنقل والطيران.

النقلة النوعية التي ستشهدها بلد كالسعودية تعد محفزاً للمستثمرين وخصوصاً الشباب إلى أخذ زمام المبادرة في القطاعات التي ستشهد نموا كبيرا بسبب الأحداث العالمية المقبلة في السعودية في العشرة أعوام المقبلة.

لا يمكن لشاب في مقتبل العمر يتمتع بقدرة على العمل ومسلح بمؤهلات علمية حتى وإن لم يحظى بتعليم عالي ولكن لديه الكفاءة والرؤية التي تجعله قادرا على استكشاف هذه الفرص أن يفشل في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تجعل من الرياض ورشة عمل ومركزاً لخلق فرص العمل والاستثمار.
 
فكل ما يلوح خلال الأعوام العشرة المقبلة يبدو إيجابياً بما فيها القطاع النفطي التي تسعى السعودية إلى تنويع مصادر دخلها بعيداً عنه وهو الذي قال عنه دان نفسه: إن نفط السعودية لن ينضب حتى بعد فناء جيل الإطفال الحاليين.

إن المؤشرات الاقتصادية من كبرى المؤسسات المالية تعطى السعودية معدلات استقرار وسط استمرار ضخ الحكومة السعودية لتمويل المشاريع الاستثمارية والبنى التحتية اللازمة لتحقيق مستهدفاتها التنموية كما مواكبة التجهيز للأحداث القادمة خلال العقد القادم ما يجعل تدفق التمويل في شرايين الاقتصاد عامل مهم في تعزيز البيئة الاستثمارية الجاذبة وعلى الشباب السعودي على وجه الخصوص الاستفادة القصوى منها واستثمارها واستغلالها بشكل فعال ومثمر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي