أوباما .. وتطورات الوضع في غزة..
يبقى ثمانية أيام فقط على تولى الرئيس الأمريكي المنتخب مهام منصبه في 20 من كانون الأول (يناير) الجاري؛ بهذا فمن المرجح أن يتوافق ذلك مع استمرار تفاقم الوضع في غزة. غير أن أوباما لم يوضح موقفة من تلك الأحداث صراحة. وقد أكد على أنه لن يتدخل في شأن السياسة الخارجية -في الوقت الحالي- وأنه سيترك الأمر مع إدارة بوش إلى أن يتولى زمام الأمور. والذي لا يحتاج إلى تأكيد هو أن الإدارة الجديدة تراقب الوضع في غزة، ومن المفترض أن تأتي بتصريحات وسياسات محددة عند تسلمها زمام الأمر في البيت الأبيض.
على الرغم من طغيان السلبيات على الإيجابيات في البرنامج الذي أعلن عنه باراك أوباما إبان الحملة الانتخابية بخصوص فلسطين، إلا أنه قد أورد في البرنامج نفسه عددا من النقاط الإيجابية. حيث أصر على أنه سيفعل عملية السلام في الأيام الأولى من رئاسته، وسيفعل كذلك حل الدولتين (الفلسطينية إلى جانب الإسرائيلية)، وسيطالب إسرائيل بتجميد بناء المستوطنات الجديدة.
الوضع الحالي في غزة، جنبا إلى جنب وعد أوباما بتفعيل عملية السلام في أيام رئاسته الأولى يجعل المتفائلين يقولون بفرص حقيقية. فمأساوية الوضع وتعاطف الرأي العام العالمي مع أهل غزة ستحتم على أوباما أن يعمل بالجوانب الإيجابية من برنامجه. كذلك فإن المتفائلين يصرون على أن هناك فرصة حقيقة تتمثل في وصول أول رئيس أمريكي على إطلاع مسبق على مشكلات وقضايا الشرق الأوسط ولا سيما القضية الفلسطينية. فمع بعض الاستثناءات القليلة، فقد درجت العادة على أن يمضي كل رئيس أمريكي جديد مدة قد تزيد على السنتين حتى يستوعب ويلم بتفاصيل الأمور في قضية الشرق الأوسط، ولكن حالة باراك أوباما وفريق عمله هذه المرة مختلفة. إضافة إلى هذا، فإن تصميم أوباما على التغيير Change بشكل عام يجعل المتفائلين كذلك يأملون في أن يطول سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط نصيبا من ذلك التغير.
في الطرف الآخر، فإن المتشائمين يقولون إن ما ورد من إيجابيات في البرنامج الانتخابي قد لا يطبق كسياسة حقيقية على أرض الواقع، وهم هنا يشيرون إلى عديد من الوعود الانتخابية التي لم تجد طريقها إلى التطبيق في أغلب الحالات. كذلك فإن التعيينات التي قام بها باراك أوباما لفريق عمله، خصوصا تلك التعيينات المتصلة والمؤثرة في السياسة الخارجية قد حظي بها أشخاص يميلون لمساندة إسرائيل. يقول المتشائمون بكل ذلك ويؤكدون دور وتأثير البيئة الداخلية في مسار السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط؛ خصوصا أن اللوبي الصهيوني (أيباك) يلعب الدور البارز فيها لصالح إسرائيل.
مهما قيل من آراء، يبقى الأمر متروكا للافتراضات بين المتفائلين والمتشائمين إلى أن يأخذ باراك أوباما بزمام الأمر ويبدأ في تنفيذ وتطبيق سياسته الحقيقية – والفعلية - تجاه قضية القضايا: القضية الفلسطينية.