تعلموا.. من إعلام الآخرين!

برع الأخضر السعودي في رسم هوية رائعة ومقنعة لعشاقه في مباراته أمام المنتخب الإماراتي التي كسبها بثلاثية نظيفة أهلته إلى الدور الثاني في "خليجي 19"، وسعادتنا الحقيقية ليست في النتيجة أو التأهل، بقدر ما هي تكمن في عودة الروح والجماعية للاعبي المنتخب السعودي.
وفي المجموعة نفسها تنفس المنتخب القطري الصعداء، وأعلن تأهله هو الآخر في الثانية الأخيرة من الوقت الإضافي بعد أن حبس أنفاسه المنتخب اليمني طيلة شوطي اللقاء الذي أحرجه فيها كثيرا.
وحينما أتحدث عن المشاركة القطرية في الدورة، فإن عوامل نجاح أخرى (غير فنية)، كانت شريكا كبيرا في تأهله، وصموده، وربما تكون هي العوامل نفسها التي قد تقوده لتحقيقه نتائج ممتازة مستقبلا.
بصراحة متناهية، فإن الإعلام القطري كان فارس الرهان الحقيقي في الدورة، وكان الأكثر توهجا ومثالية في تعامله مع منتخبه هدوء، تحفيز، وعدم البحث عن المشكلات والإثارة، ما انعكس على جمهوره، وجعله الأكثر تفاؤلا وهدوءا، وثقة باللاعبين الذين وجدوا كل تشجيع ودعم وصيحات مؤازرة منهم.
سؤال أجدني أسوقه لكل إعلامي رياضي سعودي "لو ظهرنا بالمستوى نفسه الذي ظهر به منتخب قطر أمام اليمن (المنتخب الأضعف فنيا)، وبالطريقة نفسها تأهلنا، هل سيكون التفاعل مع التأهل جيدا وإيجابيا، أم ستسن الأقلام هجومها المعتاد؟ وتنتقد هذا، وتنقص من ذاك، وتشحن الجماهير بأن المستوى غير مقنع ولا يمكن السكوت عنه.. إلخ".
أقولها بالفم المليان (تعلموا) من إعلام قطر في كيفية التعامل مع الأحداث خاصة في بطولة تتفوق فيها العوامل النفسية كثيرا.
على مستوى الإعلام القطري لم أسمع أي نقد أو انتقاص من قيمة الفوز، على العكس كانت عباراتهم ( خلونا نفرح، ونحتفل)، إلى درجة أن إحدى قنواتهم الفضائية، عرضت صورا كبيرة لنجوم لم يشاركوا للإصابة، مقدمة مباركتها لهم، وأنهم كانوا سندا مع بقية زملائهم في صنع الانتصار.
الإعلام مرآة جمهوره، لذلك أسهم الإعلام القطري في جعل الفرحة تعم في شوارع قطر، وعمان، محتفلين بالفوز (المخجل)، في نظرنا، (الإنجاز) في مقاييسهم.
ليس عيبا أن يتعلم الإعلام السعودي كيف يقف مع منتخبه، ويشحذ هممه، ويسخر قلمه في خدمة وطنه، ويعي أن هناك كثيرا ممن يقرأون بثقافات مختلفة، ودرجة اتزان متفاوتة من الجمهور، هم في أمس الحاجة إلى التوعية والتوجيه السليم، وحبس الاحتقان، والقدرة على الإقناع.

* الدفاع.. وقودنا للإنجازات
مابين عصر عمالقة الدفاع صالح النعيمة، احمد جميل، محمد عبد الجواد، محمد الخليوي، عبد الله سليمان وحتى قبل فترة قصيرة، مررنا بمرحلة عصيبة على مستوى رياضتنا السعودية، و في مركز خط الدفاع تحديدا، ولست مبالغا، لو ذكرت أن أغلب خسائرنا، ونتائجنا السلبية في مشاركاتنا في كأس العالم، يتحملها الدفاع، رغم وجود أسماء قوية في الوسط، والهجوم، وكذا الحراسة.
اليوم نتأمل الدفاع السعودي فنجده مختلفا تماما بصناعة وطنية قدمها ناصر الجوهر، فعلا أصبح جدارا منيعا، من الصعب اختراقه، كما حدث في مشاركتنا الحالية في "خليجي عمان".
الزوري، الشهيل، هوساوي، والمرشدي، أسماء شابة في الدفاع السعودي، تمتاز بالانسجام التام، والقدرة على قطع الكرات، والثقة بالنفس.
الكرة العالمية اليوم تعتمد كثيرا على الدفاع.. إيطاليا انتزعت كأس العالم بخطط دفاعية ولاعبون مهرة في هذا الخط، واليونان كذلك نجحت في سلب نتائج مذهلة بالدفاع.
باختصار دفاعنا هو طريقنا لحصد الإنجازات، والمنافسة في أقوى البطولات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي