الضيف الجديد!!

تعودنا في دورات الخليج على الكثير من الثوابت التي لم تتغير مع تغير الزمن، وأصبحت راسخة في أذهان المتابع والمشجع الرياضي على حد سواء، فالشيخان أحمد الفهد الصباح، وعيسى بن راشد طرفان مهمان لمن يبحث عن الإثارة ورفع مستوى التصريحات النارية التي تسبق وتلي الأحداث الرياضية، أيضا في كل دورة نسمع كثيرا انشطارا في الآراء ما بين مؤيد ومعارض لاستمرارية دورات الخليج، والتي أكد البعض حتى من شخصيات رياضية كبيرة أن إلغاءها بات مهما، فهي استنزفت كل أهدافها، ولم تعد قادرة على إضافة الجديد، كما أنها تحولت إلى مرتع خصب (للمهاترات) والتجاوزات والخروج عن الروح الرياضية.
شخصيا أرى أهمية استمرارية وجودها، مع أهمية (التطوير) والنهوض بها، وتقديم الجديد المفيد الذي يصب في مصلحة الرياضة الخليجية عامة.
في بطولات أمريكا الجنوبية السابقة تمت استضافة منتخبات شرفية خارج نطاق الدول المشاركة، بهدف التغيير والإضافة، وسبق أن شارك منتخب اليابان في هذه البطولة، واستفاد هو الآخر كثيرا منها، فلماذا لا نستفيد من هذه التجربة في دورات الخليج، ويتم استدعاء منتخبين في كل دورة، كضيفين على المجموعتين، يشاركان، ويضيفان مكاسب فنية أخرى.
ماذا تتوقعون لو استضفنا في دورة الخليج ضيفا جديدا كمنتخب المغرب، تونس، كوريا الجنوبية، سورية؟
أعتقد أننا سنحدث الشيء المختلف الذي فعلا تحتاج إليه دورات الخليج، ويسهم في رقيها، ومنحها بعدا إعلاميا مختلفا، وكذا أهمية قارية، وقد تنجح الفكرة فوق تصورنا، وتجد اللجنة المنظمة نفسها تتلقى طلبات لا تعد ولا تحصى من منتخبات عالمية لها ثقلها، ترغب في أن تشارك وتستفيد، وقد تجدها فرصة سانحة لإعداد قوي قبل خوض منافسات مهمة.
اعتقد أنه متى ما وضع الخليجيون في تصورهم، أهمية التغيير والارتقاء بالدورة للأفضل، فبلا شك سيطرقون أبوابا جمة، تكون إضافة مهمة في المستقبل.

* أين الألعاب المختلفة؟
أكاد أجزم أن آلاف الجماهير الرياضية في الخليج، لا تعلم وهي في قمة متابعتها لأحداث منافسات كرة القدم في خليجي 19 في العاصمة العمانية مسقط، أنها تقام هناك على الطرف المقابل منافسات لألعاب مختلفة (الكرة الطائرة، السلة، واليد)، ضمن البطولة نفسها، وبمشاركة منتخبات خليجية، وللأسف الشديد أن الإعلام أسهم بشكل كبير في تغييب منافساتها وتهميشها، كما أن هذه الألعاب وللأسف الشديد وجدت جفاء وإعراضا أصابها بالإحباط، بعد أن كانت تأمل في أن تتنفس هواء الصخب والإثارة التي تقود للمتعة والجماهير في أرض خصبة كدورات الخليج.

* تجاهل الألعاب المختلفة في خليجي عمان، ما هو إلا امتداد لغياب ثقافة الخليجيين (أولمبيا)، وهو ما جعل ألعابنا المختلفة تفشل في أولمبياد بكين الأخير الذي يمثل أهم مناسبة رياضية في العالم، بسبب ما تجده هذه الألعاب من نسيان، وسبات من قبل الداعمين للرياضة في الخليج.
* المؤلم حقا عدم وجود أي بوادر خليجية لبناء لاعبين مذهلين في ألعاب أخرى غير كرة القدم، تشرف عالميا، ما يحبس توسع قاعدة الألعاب المختلفة جماهيريا، فالصغير عندما يفتح عينيه لا يجد أمامه سوى كرة مدورة، الكل يركض وراءها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي