المتمادون .. وبعدين؟

بصراحة وبدون مقدمات، تمر رياضتنا اليوم بعمل جبار، قد لا ترمقه الأعين الحاسدة، أو تلك التي تريد أن نعمل الليلة وننتصر غدا.
وسلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب تاريخ مشرق بصفحات مستقبلية، وخطوات جبارة في العمل والبناء، يملك مالا يملكه كثيرون من النظرة الثاقبة، والعمل الذي يحتاج إلى وقت (نقلة الاحتراف الاستثنائية في تاريخنا الكروي، جوائز دوري المحترفين والحكام، الاتفاقيات بين اتحادات رياضية رائدة في العالم، والأكاديميات)، ومشاريع جبارة أخرى في طريقها إلى رياضتنا التي تتقدم يوما بعد آخر بوجود تسلسل إداري يقف على رأس الهرم فيه هذا الرجل، لا بأفواه الساخطين الفارغين.
وما حدث في الاستوديو التحليلي في قناتنا الرياضية، يوصف بأنه أمر تخطى كل المهنية والنقد البناء البعيد عن الأشخاص والتجريح، والتفوه بما لا يتفق والمنطق، والعرف الرياضي الذي يتماشى مع الرغبة الأكيدة في معالجة الأخطاء بحلول عقلانية، لا تثير الشارع، وتكسب المتحدث احترام المتلقي.
يبدو أن عروض الفضائيات التي يسيل لها لعاب نجومنا، جعلتهم ينتهجون نفس الحضور الفضائي الذي يعتمد على قوة (الصراخ) في الإقناع، دون حقيقة، وتجعل المشاهد يصاب بالصداع. وإلا بماذا يفسر هجوم محللي الاستوديو على المنتخب السعودي ومدربه نجومه طيلة المشاركة في دورة الخليج، رغم الفوز والتأهل واللعب على النهائي، وحتى أمام الكويت الند العنيد، لم تكف ألسنتهم عن الهجوم والنقد على (عماها)، مخالفين الجميع من الرياضيين العقلاء، وحتى من الشارع الرياضي الذي بات واعيا أكثر مما يريدونه هم، حتى يصدقهم!
أعتقد أن هذا التوجه الغريب من أبناء رياضتنا يسير على خطى (خالف تعرف)، لذا استمر مسلسل الهجوم بشراسة العدو، فور إعلان حكم اللقاء النهائي أمام عمان صافرته، وكأنهم ينتظرونها على جمر.
أتمنى لو أن الجمهور سيقبل لو اعتذروا باسم الإعلام الرياضي النزيه عن الأخطاء الشخصية بحق المنتخب والعاملين فيه، خصوصا أن سلطان الرياضة ما فتئ يصف الإعلام الحيادي بأنه (شريك النجاح)، أقولها وأنا على يقين كامل بما أقول: "رياضتنا بخير، وتسير في الطريق الصحيح، ولا يوجد في العالم منتخب لا يهزم، أو حتى لا يضعف، كرواتيا هزمت ألمانيا، كوريا الجنوبية أقصت إيطاليا وإسبانيا في المونديال الأخير".
الخسارة طبيعية.. بقي فن المعالجة والطرح، وتناول الحقائق بمعرفة ودراية، يكفي أن تشاهد فريقا سيخدم لمدة عشرة سنوات قادمة بوجوده شابة، يخرج بضربات الحظ، وبمساعدة تطنيش الحكم لضربتي جزاء، أحرج الفريق القوي في الخليج على أرضه وبين جماهيره، ألا تعتبرون من المستوى المشرف، الفوز والخسارة لا يملكها أعظم منتخبات العالم، لكن المستوى الثابت والمشرف، والعطاء بحماس وقوة هو المطلوب دائما حتى لو خسرت، وهذا ما حدث مع أبطالنا، فلم القسوة عليهم"؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي