أشد الكوارث الطبيعية في السعودية خلال الـ 30 سنة الماضية
لا نريد أن نقلب عليكم المواجع ولكن لنأخذ العبرة في المستقبل ونحتاط من الأخطار, فكثيراً ما يتفاجأ سكان الصحاري والجبال والأودية بالسيول إما بسبب عدم متابعة نشرات الأحوال الجوية وإما بسبب تقصير تلك الجهة في نشر الإنذارات المبكرة أو بسبب اللامبالاة من قبل بعض المواطنين. وسنروي لكم هذا اليوم واحدة من أشد الكوارث الطبيعية التي مرت على بلادنا حفظها الله من كل مكروه خلال الثلاثين سنة الماضية، ففي كانون الأول (ديسمبر) من عام 1985 وبالتحديد صباح الأربعاء 18 كانون الأول (ديسمبر) من ذلك العام الموافق السادس ربيع الثاني 1406هـ تشكل بأمر الله منخفض جوي حركي وسط البحر المتوسط شرق إيطاليا في 15 كانون الأول (ديسمبر) 1985.
وكان منظره في البداية هزيلا ولم يوح بشيء، لكن المفاجأة كانت قاسية عندما بدأ يتخذ مسارا خطيرا بالنسبة لنا وللدول الواقعة غربا مثل مصر وليبيا حيث بدأ يتوغل في جنوب نواحي تلك الدول وبدأ يؤثر في شمال ليبيا بسحب ممطرة.
في اليوم التالي لم يكن هناك ما يدعو للقلق ثم أكمل المسير إلى الشرق ناحية سواحل شمال وشمال غرب مصر في اليوم الذي يليه والأمور تقريباً طبيعية وليس هناك دواع للقلق إلا ملاحظة أن المحور بدا يميل جنوبا بعض الشيء والمحور هو أهم نقطة في المنخفض الجوي وهو مصدر القلق وفعلاً المحور بدأ يأخذ مسارا خطرا وهو الجنوب الشرقي في نواحي البحر الأحمر, وهنا نضع الأيادي على القلوب لكن أمر الله نافذ ولا حول لنا ولا قوة إلا الدعاء والحذر, واستفحل هذا المنخفض فوق البحر الأحمر ثم شق طريقه إلى غرب وشمال غرب البلاد قبل أن يصل المنطقة الوسطى ثم حلت الكارثة!
في صبيحة الأربعاء 18 كانون الأول (ديسمبر) 1985 هطلت الأمطار وفاضت السدود والأودية وحُملت مالا تطيق وكانت الحصيلة حسب إحصائية الدفاع المدني هناك وما ورد في كتاب "المخاطر الطبيعية في السعودية" للدكتور إبراهيم الأحيدب وفاة 57 شخصا في العلاء وإصابة 12 وتدمير بعض المنازل وانجراف بعض الطرق والمزارع وفي ضباء وفاة 10 وإصابة 18 شخص.
وفي تيماء وفاة شخص واحد وفي رابغ شخص واحد ثم شق طريقه إلى الوسط وعمها بسيول غزيرة, تلك كانت واحدة من أشد الكوارث الطبيعية التي شاء الله أن تضرب أجزاء من بلادنا الحبيبة حفظها المولى من كل مكروه.
ـ نقاط
هذا المنخفض يشبه إلى حد بعيد المنخفض الذي ضرب وسط وشمال غرب البلاد في أول شباط (فبراير) 2006 وأغرق العبارة المصرية السلام، حيث كان مصحوبا بالأمطار الغزيرة والرياح الشديدة.
عندما نرى محاور المنخفضات الجوية الحركية تتوغل بهذا الشكل يجب علينا أخذ الحذر حيث يحدث تلاقح شديد بين الرياح المدارة.
نلاحظ أن الكثير من الناس يتهورون وقت الأمطار ولا يحسبون الأمور جيدا فتراهم يجلسون في بطون الأودية أثناء الأمطار ومنهم من يطوف بسيارته داخل الأودية ومعه العائلة وعندما تحل الكارثة يصبح وحيدا لا حول له ولا قوة.