السبت, 3 مايو 2025 | 5 ذو القَعْدةِ 1446


قطة الرئيس التي نفقت حزنا من ألم الحذاء

كما يقال تقريبا إن أعلى مستوى رقمي لأعمار الكائنات الحية يقاس بفترة الحمل بالشهور مضروبة بـرقم عشرة (10)، عدا من يتعرض من البشر مثلا لوعكات صحية أو ضغوط نفسية أو مجاعات أو كوارث أو مذابح وحروب وخلافها، أما الحيوانات فوضعها أفضل لمقاومتها الأمراض عدا ما يذبح منها ويفترس، ففترة حمل القطط يبلغ نحو 63 يوما "أي شهرين تقريبا" لتصل لفترة عشرين (20) سنة عمرية، إلاَّ أن ما حدث لقطة عائلة الرئيس بوش الابن "ويلي" السوداء التي أدخلت السواد والحزن في الأسرة مع الرحيل الرئاسي من البيت الأبيض في نفوقها عن عمر ناهز 18 عاما، وهو يقل بسنتين عن العمر المفترض لقطة مرفهة تعيش في كنف رئيس أمريكي محاط بالرعاية، وأن ما ادعته صحيفة "دالاس مورنينج نيوز" أن القطة السوداء عانت في السنوات الأخيرة منافسة الكلبين بارني وبيزلي، هو بعيد عن الدقة والموضوعية التحليلية، بل يجب الاستعانة باستشاريي الأمراض النفسية والعظام، لأن موضوع الحذاء العراقي الذي تمايل على أثره الرئيس بوش يمنة ويسرة، لربما أحدث تمزقا في عضلات الظهر, مما لم يمكنه لاحقا من حمل وتدليل القطة في الشهر الأخير إبان نفوقها، مسببا لها انطواء وفراغا نفسيا لم تقو عليه، وتفاديا لأزمات أخرى قد تحدث للكلبين تباعا، فقد ينصح إخصائيو العلاج الطبيعي بضرورة التدليك والضرب المستمر لعضلات الظهر في مثل هذه الحالات بأحذية ملطخة بالدماء البريئة من أناس لم يعودوا يحتاجون إليها ولم تبق لهم أرجل حتى يلبسونها، تجلبها لهم بسرعة آلة الدمار الإسرائيلية الوحشية بالمجان من غزة المنكوبة.
لن أبالغ ولن أزيد ولن أنتهك أحاسيسكم وأخدعكم حينما أكتب أشدكم إلى ناحية يُعتَقَدُ فيها البعد عن صلب الموضوع الذي أُريد النيل منه قاصدا فيه الحد من ارتكاب الجرائم.. فحياتي وحياتكم تزخر بكل ما هو متعلق بالتنظير لما يفعله متصدر الشموخ في صدر القوائم.. فهو الرئيس المحزون لهرته الذي انقض جورا على حياتنا وصاحب الفك المفترس المحتل، الذي تصدر اللوائح في هتك الحقوق بالتسويف وبإخفاء المعالم.. إلا أنكم لن تروا غير الترقيع المريع والتكيف على الوضع والتغيير السريع الذي أحدثه عقلكم المسالم.. فآه من هفوة باللسان قد تجركم إلى داخل قالب محروق مغلق يصعد بكم إلى رف القائمة السوداء دون رجعة لأنه محطم السلالم.. ولن تنفعكم بعدئذ شكواكم ولو اتجهتم وأنزلتم وضعكم للفحص وللتدقيق في مجلس الأمن الملوث بالعوادم .. فلقد سمعنا أن هناك تظلما قد كفله النظام العالمي ومنظمات الحقوق الإنسانية لكل من يريد أن يرد كيد كل ظالم .. فهذا ما انخدع به كل إنسان على الأرض أعتقد يوما ما أنه محسوب، حتى اتضح أنه كان في غفلة حالم .. فما يخفيه الرئيس تحت عباءته من تبرير لتدمير ربيبته على غزة، هو بعيد عن الضمير الذي طلقته هذه الأيام الجماجم.
إلى هنا إن لم تفهموا ما أعنيه فيما كتبته من حقوق منزوعة نزعا من حياتكم كالدسم من الحليب.. فأنتم أحرار في تقبلها والتكيف عليها خدمة لمصالحكم، وتجنبا لفقد حياتكم نظير الخوف الذي زُرِعَ فيكم للترهيب.. أم أنكم أصبحتم مدمنين للركوع والخنوع للدنيا وللشيطان الرجيم في زمن الفتنة والتسريب.. بل ابتعدتم عن وصايا العزة والبعد عن الذلة التي أوصى بها النبي محمد الحبيب.

zuhairt@yahoo.com

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي