النصر يحرم جماهيره المذاكرة!
قبل أن أتحدث عن عودة العالمي المفرحة إلى أجواء البطولات بعد فوزه الكبير على نادي الاتحاد وتأهله إلى نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد، فإنني أتوقف قليلا عن لافتة وضعتها الجماهير الصفراء الحاضرة للمباراة ونصها: "بلا اختبارات بلا هم.. العالمي هو الأهم".
المباراة أقيمت في فترة اختبارات لطلبة الجامعات، وكذا فترة قريبة جدا من اختبارات مدارس التعليم العام، وهنا تعلن الجماهير أن ناديها يستحق التضحية بالنجاح وترك الاستعداد للاختبار لأجله.
بأمانة لو كنت مكان إدارة النصر، أو حتى إدارة الملعب (لمنعت) تعليق مثل هذه اللافتات، وأنا على يقين أن كيان النصر وغيره من الأندية تهمهما مصلحة المشجع ونجاحه، وكذا أن تكون جماهيرها متعلمة واعية تنقد بواقعية، تشجع برقي، وتكون سندا قويا لناديها.
أعتقد أن التشجيع وكرة القدم هي في حقيقتها للمتابع تمثل هواية محببة وتنافس شريف، يجب ألا (تتخطاه) لتؤثر سلبا في دراسة المشجع أو مستقبله، وهنا من المفترض أن تفعل الأندية ذلك وتوعي جماهيرها بهذه القاعدة، كما أن المطلوب منها أكثر بكثير، فلو كافأت المتفوقين من الجماهير التي تحضر النادي باستمرار ومعروف حبها له، لكان له أبلغ الأثر في نفس المشجع، وكذا لإبراز دور الأندية في المجتمع، و(نهوضها) بالأفراد، بدلا من المتعارف لدى كبار السن عادة بأن الكرة مضيعة للوقت.
أقترح أن تغلق الأندية أبوابها في وجه الجمهور فترة الاختبارات، وأن تكون لها وقفة وبصمة رائعة في تكريم الناجحين والمتفوقين.
* أعود للحديث عن عودة الأصفر البراق للمنافسة على الذهب، بعد تأهله إلى نهائي كأس فيصل أمام الشباب، وبالتأكيد فإن حضور النصر الدائم في النهائيات هو لمصلحة الكرة السعودية، كيف لا وحضوره يضيف كثيرا من المتعة والإثارة والتحدي، وكذا الوجود الجماهيري الكبير الذي يزحف معه أينما حل.
* اعتذار نجم
أعجبني النجم الدولي ولاعب نادي الاتحاد نايف هزازي وهو يقدم اعتذاره العلني للحكم الدولي عبد الرحمن العمري – حتى وإن جاء متأخرا- ، عما بدر منه في مباراتهم أمام النصر بقوله: "عندما شاهدت شريط المباراة المسجل اكتشفت أنني مخطئ وأنا أقدم اعتذاري للحكم".
فعلا نجم كبير ويستحق التشريف، فناهيك عن اعتذاره واعترافه بالخطأ، فهو متابع بعناية أداءه وسلوكه داخل الملعب عن طريق استرجاعه لأحداث اللقاء بشريط فيديو مسجل.
وهنا نتذكر اعتذار الحكم الدولي سعد الكثيري للهلاليين عندما أخطأ في حقهم، وكلا الموقفين يؤكد أن الرياضة تنافس شريف وروح تسامح ومحبة رغم الأخطاء التي لا يمكن أن تفارق عالم المستديرة.
* خاتمة:
ما أعذب الصباح حين يتنفس بذكر الله .. ابدأ بها يومك لتكون متألقا في عطائك .. مشعا في ابتسامتك..!!