من 1980 إلى 1990 ماذا حدث في مثل هذه الأيام
توقفنا عند 1980 وبقيت لدينا الأعوام الأخيرة حتى 2008وقبل أن نبدأ نحب أن نبارك للمناطق التي هطلت عليها الأمطار الجمعة والسبت الماضيين، حيث كانت شدة الأمطار السبت جهة الغاط والمجمعة والتي صحبها برد كثيف على تلك المناطق نتضرع إلى الله أن يبارك فيها وهي ضمن الأيام الأولى من شباط (فبراير) 2009 .
في أول شباط (فبراير) من عام 1981 يلاحظ بعض الغيوم شمال غربي البلاد وجنوب غربي المنطقة الوسطى وباقي المناطق، الطقس مستقر عليها ثم في العاشر من شباط (فبراير) كانت هناك حالة عدم استقرار قوية جداً تأثرا بها أجزاء من وسط وشمالي السعودية، حيث هطلت أمطار غزيرة جداً على حائل والقصيم وشمال شرقي البلاد وكانت قوتها على منطقة حائل لكن الحال مختلف في العام الذي يليه، حيث كان الطقس في شباط (فبراير) 1982 عنيف جداً ـ بأمر الله ـ وتوافق مع ظاهرة النينو العالمية والتي تعني حرارة المحيطات وكانت ـ بإذن الله ـ شديدة جداً، حيث سجل .. بعض الكوارث بسبب السيول في تلك الفترة ومن المناطق التي شهدت أمطار فوق المعتاد منطقة عسير وتهامة، حيث هطلت كمية أمطاراً في يومي 12 و13 شباط (فبراير) على منطقة أبها تجاوزت 115 ملي وأدت إلى تحطيم الجسور وإغلاق الطرق وخسائر كبيرة في الممتلكات وإعلان حالة الطوارئ.
كما شملت الأمطار مناطق واسعة من البلاد لكن بقدر أخف مما حصل في منطقة عسير وكانت الأمطار بمشيئة الله نتيجة توغل أخدود بارد في طبقات الجو العليا إلى وسط وجنوب غربي البلاد والتقاء محوره مع محور المنخفض الحراري الرطب جداً جهة جنوب غربي البلاد.
وشملت الأمطار دولاً مجاورة مثل اليمن وعمُان والإمارات، حيث يعد هطول الأمطار في شباط (فبراير) بهذا الشكل على مناطق جنوب وجنوب غربي السعودية أمراً نادر الحدوث.
ثم تكرر الحال في العام الذي يليه 1983 وتحديداً في الفترة ما بين الأول من شباط (فبراير) إلى الـ 11 والتي كانت امتداداً للسنة الماضية في ظروف النينو العالمية لكن السحب الممطرة تركزت ما بين منطقة الرياض والربع الخالي وجنوب شرقي شبه الجزيرة العربية وأعتقد وحسب صور الأقمار الاصطناعية أن هناك سحباً قوية تتمركز جنوبي المنطقة الوسطى.
ثم في شباط (فبراير) من 1984 كان الحال أقرب إلى الجفاف، حيث لم تسجل في تلك الفترة أي حالة تذكر عدا بعض الحالات البسيطة جداً ناحية وسط وشمال شرقي السعودية وكانت بداية موسم الأمطار في تلك الفترة ضعيفة في مجمله ولم يختلف عنه الحال في شباط (فبراير) 1985 إلا أن تلك السنة كانت خصيبة على منطقة حائل بشكل عام وكثيرة الأمطار لكن الحال كان مختلفاً في شباط (فبراير) 1986، حيث كانت هناك حالات جميلة في أول ومنتصف وآخر ذاك الشهر وأمطار على شمال وغرب ووسط البلاد وكان أشد حاله في 27 شباط (فبراير) ضربت المنطقة الغربية واتجهت ناحية المنطقة الوسطى، وهذا يتضح من خلال نوعية السحب في صور الأقمار الاصطناعية، حيث كان ذلك الموسم موسماً جميلاً خاصةً على منطقة حائل وشمال شرقي المنطقة الوسطى.
ثم في 1987 شهد شباط (فبراير) بداية مستقرة قبل أن تحصل حالة محدودة
9 و10 على شمال المنطقة الوسطى وشمال شرقي البلاد، حيث نلاحظ غيوم ممطرة هطلت منها بعض الأمطار على تلك المناطق ثم في آخر شباط (فبراير) تشكل المنخفض الشهير والذي أغرق منطقة القصيم في أول آذار (مارس)، وكان موسم تلك السنة قليل الأمطار بشكل عام.
واختلف الوضع في العام الذي يليه حيث سجل منتصف شباط (فبراير) الأخير من 1988 حالات جميلة جداً خاصةً على غرب ووسط البلاد، حيث سجلت منطقة الرياض أمطاراً لمدة ثلاثة أيام متتالية وهي: 22 و23 و24.
وفي شباط (فبراير) 1989 لم تسجل أي حالة تذكر في 21 حيث توغل منخفض حركي إلى داخل البلاد وتسبب في هطول بعض الأمطار على أجزاء من وسط وشمالي البلاد وكان موسماً جافاً وبارداً في مجمله.
ونختم الجزء الثاني بـ 1990 والذي تركزت فيه حالات شباط (فبراير) على جنوب المنطقة الوسطى ولنا عودة ـ بإذن الله ـ لإكمال الجزء الثالث في المقال المقبل ـ بإذن الله.