طرائف متعددة في تعدد الزوجات
يصاحب مشوار البحث عن زوجة أخرى بعض المواقف والطرائف. ومن تلك المواقف: أن رجلاً له هيئة كالأسد طلب مني أن أبحث له عن زوجة ثانية وأبدى لي شجاعة وثقة بالنفس حتى ظننت أن بوسعه الزواج من ثلاث نساء في ليلة واحدة، فاجتهدتُ له حتى وجدت فتاة أظنها مناسبة له، وأخبرته بالأمر فاستبشر خيرًا، وطلب مني تحديد موعد لمقابلة ولي أمر الفتاة، فاتصلت بوليها وحددنا معه موعدا لمقابلتنا.
ولما جاء موعد اللقاء ذهبنا معا أنا والرجل، ولمّا اقتربنا من منزل أهل الفتاة قال لي الرجل: توقف وتوقفت، والتفت إليه فإذا به يبكي فقلت له ما شأنك يا رجل؟.. (لسنا في صلاة التراويح ولا القيام، وما سمعنا موعظة تذكرنا الجنّة والنّار) فقال لي: لقد دبّ الخوف إلى قلبي لما تذكرت زوجتي أم محمد!! فقلت له: أين الشجاعة والإقدام..؟ فقال لي: لا أملك الآن منها شيئًا، فحاولت أن أعطيه بعض الكلمات لعله يثبت أو يُغيرُ قراره ولكن دون جدوى، وبعد ذلك اتصلتُ بوالد الفتاة واعتذرت له وأخبرته بوجود ظرف قاهر لدى الرجل.
ومن طرائف المعددين: أن رجلاً أوصاني أن أبحث له عن زوجة بمواصفات محددة وبالغ فيها حتى ظننتُ أنّهُ مُهندس معماري، حيث حدد أطوالاً وارتفاعات محددة وارتدادات معيّنة، وبعد فترة من الزمن وجدت له ضالته وأخبرته فسر بذلك الخبر.
وقام بمقابلة أهلها ورأى الفتاة الرؤية الشرعية، وعقد قرانه، ولما جاء يوم الزواج ودخل على زوجته في غرفتها وهي في كامل زينتها (تنتظره على أحرّ من الجمر..)، أتاه اتصال من زوجته الأولى فأصابه الذعر الشديد وأخذت قدماه ترتعدان. وبدأ قلبه بالخفقان، وبدأ جبينه يسيل منه العرق وأخذَ يلتفتُ يمنة ويسرة، وبعد ذلك ولّى هاربا مدبرا ولم يعقب وطلق هذه الزوجة الجديدة! التي لا ذنب لها.
بعد هذا الموقف تذكرت قول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد حين قال:
ستُبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
ويأتيك بالأنباء من لم تُزوّدِ
قبل هذا الموقف ربما أنّك إذا رأيت هذا الرجل ظننتَ أنه ينطبق ويصدق عليه قول المتنبي حين قال:
وجاهل مده في جهله ضحكي
حتى أتته يدٌ فراسةٌ وفمُ
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظننّ أن الليث يبتسمُ
والقائل:
الخيل والليلُ والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ
وبعد هذا الموقف أيقنتُ أنّ هذا الرجل وأمثاله ينطبق عليهم قول الشاعر العربي:
ويَقتَحِمُ الشجاع ذُرا الرَّزايا