الفن "يلم".. وعندي تبريراتهم للاستعانة بحلقة من (درب الزلق)!

من أوّلها!

• تابع معي يا بوفهد:
(أخ "عاقل" وأخوه "المشاكس"، خال بخيل ودائم الصدام مع ابن الأخت "المشاكس")
ألا يذكرك هذا بمفاتيح نجاح مسلسل "درب الزلق"؟
لا، هو مختلف تماماً عن مسلسل "درب الزلق" من ناحية التركيب، وفي نظري أن الشخصية هنا شخصية نجدية بحتة وواضحة تماماً، وهي في طبيعتها، كشخصية نجدية، مختلفة تماماً عن الشخصيات التي تعيش بالقرب من السواحل، وثانياً أن العمل وشخوصه عصريون، والعمل ليس قديم، وفيه آنية من خلال حديثه عن مواضيعنا الآن وليس عن مواضيع حدثت قبل خمسين عاماً وأكثر مثل ظهور النفط وغيره، وهذا مهم جداً. وكان من المهم أيضاً أن ينتبه المشاهد لهذا الأمر.

• أليست هذه هي مفاتيح نجاح "درب الزلق" يا بوفهد؟
ممكن، ولكن درب الزلق موضوع مختلف تماماً وكتب بطريقة رائعة و "سستم" مختلف، ولم يعتمد ككل على الفنان عبدالحسين أو الفنان سعد الفرج، ومن جهة أخرى مهم أن ندرك أن كل عمل فني يتقارب مع عمل فني آخر في الشخوص أو طريقة التناول، وهي تراكمات موجودة عادة في كل مسلسل ولا تعيبه، وهي موجودة أيضاً في مختلف صنوف الفن من رواية وقصة وقصيدة، ستجد مثلاً من يبدأ قصيدته ببيتين للمتنبي ومن ثم يكمل هو قصيدته. وعادةً ما يبحث الناس عن مسألة التشبيه وهذه طبيعتهم. أمّا في حالة مسلسل (درب الزلق) سأقول أن تجربتهم كانت تجربة مهمة و"عاملة جوّها" في تاريخ الدراما الخليجية.. ولا يمكن إلغائها.

• هل كانت هذه محاولة من طرف الثنائي (عبدالله وناصر) لاستحضار نجاح أسطورة تلفزيونية خليجية؟
هذا ممكن في جزء منه، أما قضية استحضار نجاح عمل غيرهم فلا أعتقد، لأن ذلك لا ينسجم مع تفكير فنانين مثلهم، والاستحضار لا يكون عادةً بهذا الشكل في العمل الدرامي، ويتطلب استحضار لنفس الشخوص وهو ما لم يحدث إطلاقاً، حتى أن أياً منهم لم يشارك في أي مشهد من مشاهد المسلسل.

• إذاً، كيف تفسر استعانة العمل بحلقة من حلقات "درب الزلق" وعرضها ضمن أحد مشاهد الحلقة التي تناول فيها بعض أبطال العمل طعام "غير آدمي"؟
ج: حسناً.. لقد تناقشت معهم في هذا الأمر، وكان ردهم لي أن أهمية هذا المشهد تأتي للتخلص من اتهامات متوقعة بالشبه بين مسلسل (كلنا عيال قرية) ومسلسل (درب الزلق)، وأضافوا أنهم سيبيّنون للمشاهدين بأنهم قد أخذوا من (درب الزلق) هذا المشهد لتاريخهم في الشخصية، ولنشر سؤال يقول: (هل تذكر؟) وفي هذا دليل على أن ناصر وعبدالله شاهدا مسلسل (درب الزلق) وأيضاً لتدوين ورصد أن عقلية المشاهد وذاكرته الدرامية أقوى من ذاكرة الكتب وحصة الدرس. وهذا إثبات على مدى تأثير (درب الزلق) على جيل كامل من العاملين بالدراما، والخطأ الوحيد كان في المباشرة المطلقة وظهرت هذه المباشرة في حلقات أخرى وكان لهذا ثمنه.
وانتبه أيضاً لقضية أن الأخوين في مسلسلنا ليس فيهما (عاقل) أو هادئ الطباع بل أحدهما "ساذج" والثاني "صحيح"، بمعنى أنه يعرف الصواب ولكنه قد يتعرض للاحتيال، والدليل (قفلة) المسلسل، انتهت على مشهد في حانة... والآخر لا أدري ماذا يفعل! وهناك رسالة وجهها العمل لغير المتعلمين تؤكد أن الذاكرة البصرية للناس أقوى بكثير من ذاكرة الحفظ، ومن الواجب استغلالها للتوعية.
• هل يليق بمن حققوا كل نجاحات "طاش ما طاش" عربياً وفي زمن الفضائيات، أن يستنسخوا فكرة "درب الزلق" وحلقة من حلقاته؟!
هذا لا يعيبهم! والاستمرار على النجاح هو المهم بعد أن وصل طاش إلى العالم العربي.
• ما هي النسبة المرضية لنحكم على عمل بالنجاح، من مائة لو سمحت؟
مسلسلنا ناجح بنسبة 70 في المائة، هذا مع العلم أنني من الصعب أن أحكم بصفتي أحد الممثلين، وعادة ما يعتبر العمل ناجحاً إذا أحرز نسبة قبول لا تقل عن 60 في المائة.
• ما الذي ساعد على إحراز هذه النسبة من النجاح؟
المسلسل أظهر الطبقة المتوسطة ومشاكلها التي تراوح بين شراء أرض أو شراء منزل وغيرها من المشاكل الحياتية، وهذا هو الواقع الذي تنفيه مسلسلات خليجية أخرى جميع أبطالها يسكنون في قصور وعالم من الأحلام.
• أين كان الإخفاق إذاً في (كلنا عيال قرية)؟
كانت المشكلة في الكادر، من إضاءة وديكور وغيره، أعتقد أن هذا هو السبب، فالطاقم الفني لم يستوعبنا، كنا قد تجاوزنا قدراتهم بمراحل وهم يريدوننا أن نظل عند مساحة قدرتهم.
• هل كان المخرج جزءً من كل هذا؟
أنا سأقول (الطاقم الفني) وأنت اختر ما شئت! أما الممثلين فكانوا في غاية الروعة وكل واحد منهم أخذ دوره وقدمه بشكله المطلوب.

أنتل!
• للفضائيات دور كبير فيما آلت إليه صناعة الكوميديا التلفزيونية، فسر الجملة السابقة!
لن أحكم من زاوية واحدة، فهناك كوميديا للإسفاف، وكوميديا للتهريج، وكوميديا للضحك من أجل الضحك، وهناك كوميديا الكاميرا الخفية، واختلاف الشرائح المستهدفة يساعد على التقبل. أما الكوميديا الحقيقية فهي مختلفة تماماً، وتأتي من التباين في المواقف والسخرية من السلوك وردود الفعل.
أما كوميديا الفضائيات فتأتي تبعاً لتصنيف الفضائية، ففضائيات الـ VIP
تختلف عن فضائيات (شاشة ما تنبغى)!
وغياب المؤسسة الثقافية في الوطن العربي ساعد على تحجيم الكوميديا في الإطار اللفظي.. وشيء من الاستهزاء فقط لا غير! المؤسسة الثقافية لو أوجدت فستكفل الدراسة والنمط والهوية، والدليل أن (مستر بين) استمر لمدة 12 سنة بنجاح مذهل من خلال كوميديا بدون حوار، ولكنه مكتوب بشكل احترافي عال، ولا ينصاع صانعوه إلى شركات تشترط بصراحة توفير لغة (تكفى ضحكني)، وتطور الجهل ليصل عندنا إلى الممثلين اللاهثين وراء "لزمة" سخيفة اعتقاداً منهم أنها ستحولهم إلى كوميديانات، وهذا ما يعجل بفشلهم وسقوطهم في سنوات قليلة بدعم من قصور ثقافتهم وضحالة تجربتهم.
• هل هناك نماذج عربية؟
نعم، ولنأخذ عادل إمام كمثال، فهو لم يتوقف فقط عند حدود الكوميديا بل جسد أدوراً تراجيدية وفنتازية منوعة. أما في حالتنا فالمشكلة محصورة في رغبة الكثيرين في الإضحاك من أجل الشهرة.
• هات وصفك للمشهد الدرامي الفضائي ومخرجاته؟
• هي أشبه بـ (فوحة الشاي)، فما يخرج هو الأسوأ وما يبقى هو الأطيب. كما أؤكد أن الفضائيات هي التي ساعدت على وصول الدراما السعودية للعالم العربي والذي تقبلها بترحاب، وهو ما حدث أيضاً مع الدراما الخليجية مقابل تواري الدراما العربية بعد أن اختار المشاهد ما يحب. لهذا دور الفضائيات مهم، وعلى المؤسسات أن تخرج بأفضل ما عندها من خلال هذا المنفذ المسيطر.
• ممارسة الحشر الإنتاجي في رمضان، هل من تعليق؟
معكم حق... والحشر هذا بسبب الإعلان ولا علاقة لرمضان بالموضوع، والإعلان والمنتجين أصدقاء لأسباب تجارية، وأخشى أن تتحول الشاشة الرمضانية إلى (سينما سبعينيات) وما أتت به من مقاولين وتجار خردة يتولون عملية الإنتاج الفنية بسبب كساد تجارتهم، وأعتقد أننا مقبلون على هذا. وبعض ما تلمسه من اتزان يأتي من أن الفضائيات تبحث عن أفضل الموجود لتبثه خلال هذا الشهر تماشياً مع ما أثبتته الاستبانات من تحقيق الشهر الفضيل لأعلى معدلات المشاهدة، لكن من خلال تجربتي الشخصية أقول أن ما يبث بعد الافطار مباشرة هو الأعلى مشاهدة والأهم في نظري.
• لو طلب منك أن توجه نصيحة للفضائيات المعوّل عليها جماهيرياً، فبماذا ستهمس في أذنهم؟
أقول لهم أولاً أن ما قدمتموه من نجاح هو أمر مهم، ولا أطالبهم سوى بالالتزام بالمؤسساتية والالتزام بالذوق العام ومراعاة اختلاف شرائح المشاهدين وتنوعها مع تحديد سقف معين حتى نميّز الفضائية المسؤولة من غيرها، وهذا سيساعدنا على إبراز هويتنا.. تماماً كما ندرك فوراً أن هذه فضائية إيطالية وتلك فرنسية، لنبتعد قليلاً عن أقصى اليمين وأقصى اليسار فالاعتدال مهم.
كما أقترح على الفضائيات أن تستعين بلجان متخصصة للتقييم حتى لا تتكرر مشكلة منع عرض بعض المسلسلات بعد إنفاق الملايين عليها.
• هل حان الوقت لإنشاء أكاديميات فنية متخصصة في المملكة؟ ولماذا؟
قصدك من زمان!! هذا الأمر كان يجب أن يتحقق منذ زمن! ووصلنا إلى درجة المطالبة بدورات تأهيلية. ومن غير المعقول أن نترك حتى الموجودين على الساحة الآن يتلاشون ونحن ننظر. علينا أن نبتعث الشباب وأن نطور قدرات الموجودين، وعلينا أن نقتنع بأهمية المؤهل العلمي في السينما والمسرح وغيرهما وعلى وزارة الثقافة أن تستقطبهم، هذا بالتزامن مع إنشاء أكاديمية.. وهذا الموضوع (فينا.. فينا).. شئنا أم أبينا! ولا تنسى أن هذا ساهم مباشرة في تعطيل حركة الاحتراف الفني لدى الموهوبين، فالاعتراف المؤسسي مهم، وغيابه يزيد مساحة الضياع لدينا مع ترك هامش واسع للإقصاء! ومن هنا أصبح الفن عندنا "يلم" على قول إخواننا المصريين.
• فيلم رسوم متحركة سعودي، ما هي عناصر النجاح المطلوبة للمنافسة الآن؟
الإنتاج فقط... وأكبر دليل ما حصل في الإمارات. بإمكاننا أن نعمل أقوى الرسوم المتحركة بالكفاءات الموجودة بشرط ألا نعتمد على الأسماء المشهورة الموجودة وأن نتوقف عن تحويلهم إلى شخصيات كارتونية، بل يجب أن نبتكر شخصيات جديدة ونوظف التقنية العالية مستفيدين من الرسامين الموهوبين الموجودين الآن.
سنانيات..!

• أنت رسام كاريكاتير سابق، متى بدأ ظهور تباشير هذه الموهبة؟
عندما كنت الثالثة عشر، بدأت بتحرير صحيفة منزلية في المرحلة المتوسطة وكان اسمها "سنان"، وكنت أرصد أحوال البيت.. يعني من ذهب ومن أتي ومن جلس على مائدة الغداء وغيرها من المواضيع الراصدة. وكانت عبارة عن صفحتين فقط، وأهم ما ميزها في رأيي هو رسم الكاريكاتير في الصفحة الثانية، وهي الأخيرة بالنسبة لي، ولكي يكون عندي نسخ كثيرة من هذا المشروع اليومي كنت أستخدم الكربون لنسخ أكبر كمية ممكنة بحيث يكون لكل واحد من أهل البيت والأقارب نسخة.
وعلى فكرة، لازلت أرسم الكاريكاتير في البيت وأمام أولادي لكي أبين لهم أنني أجيد الرسم، ولا زالوا يتفاجؤن بقدرتي على الرسم في كل مرة. وأود هنا أن أعترف بأني حتى في رحلاتنا للخارج أبدأ بالبحث عن رسامي البورتريه بطريقة الكاريكاتير، وإذا وجدت أحدهم أفتتح معه جلسات من النقاش، وبالمناسبة فإن لدي القدرة على كشف "النصابين" من الذين يدعون أنهم رسامين دون أن يعلموا أن لدي القدرة على التمييز بين الفنان الحقيقي والفنان المفبرك!
• لماذا قررت الاعتزال مبكراً؟
أنا ما اعتزلت الرسم..!
لكن عدم وجود مرسم في البيت يعطل ممارسة هذه الهواية. والدليل أني لازلت أعيش على أمل إقامة معرض، وهذا يعني لي أكثر من نشرها في بعض الصحف.
• هل كان لصداقتك مع الفنان إبراهيم الوهيبي أثر في تأصيل علاقتك بالكاريكاتير؟
ابراهيم فنان جميل، وهو بحد ذاته (كركتر)، وعلاقتنا بدأت في رحلة خارج المملكة أثناء المشاركة بأحد مهرجانات القاهرة وتكريمنا فيها. وأنا عموماً أختلف عن غالبية الناس في حبهم لفناني الكاريكاتير، أنا يا عبدالله يجذبني الرسم وأحرص على جودته أكثر من الفكرة. محمد الخنيفر مثلاً تميز برسوم سلطانة وأبوها، وإبراهيم رسام مميز كذلك ويجيد إظهار الشخصية، أما عبدالسلام الهليل في المقابل فيعتمد على المضمون ولا يهتم بالرسم، وسوء الرسم أحيانا لا يظهر عبقرية الفكرة، عبدالسلام يعطيك فكرة "مصرقعة" أما الخنيفر والوهيبي فيستندون لإطار كلاسيكي قوي، وكنت ولا زلت أعتبرهم أقوى اسمين ظهرا في المرحلة السابقة.
• فنان كاريكاتير سعودي يعجبك من الجيل الحالي.
بصراحة يعجبني كثيراً مستوى الكاريكاتير في جريدة "الاقتصادية" وقد فوجئت بالقدرات لدى رساميها، وكذلك يعجبني كاريكاتير جريدة "الجزيرة" وخصوصاً الفنان هاجد.
• هل سنفلح في تقريب وجهات النظر مع (كوكب الغرب) لو أرسلنا بعض ممثلينا للمشاركة في أعمال هوليودية بإنتاج عربي؟
لا... هذا من سابع المستحيلات!
عادة العالمية في الفن السينمائي تنبع من محليتك وليس العكس، حتى لو أرسلنا نخرج سعودي وعاد إلينا برؤية السينما الأمريكية فإنها لن تخدمنا! لا بد أن تكون العين دارسة للموضوع ولكن من زاوية بيئية، وهذا هو النجاح! ولن نحتاج لأن ينوبوا عنا في تقديمنا. خذ مثلاً فيلم "صحارى" لبروك شيلدز، أتحدى أن تشعر بأنك تشاهد صحراء حقيقية، وفي المقابل تابع أفلامهم التي صورت في صحاري شمال أفريقيا ومدى اقترابها من المصداقية، لقد فشلوا تماماً لأنهم وضعونا في خيام من نوع (فايف ستار)!
• هل تقترح ممثلاً أو ممثلين نرسلهم إلى هوليوود؟
بشرط أن يطلبونا هم، وعندها أرشح د.نايف فايز ، وهو طبيب سعودي من خريجي كندا وقد طلب هناك للتمثيل في مسلسل ووافق. وعندما عاد بدأنا سوياً بالعمل على مسلسل وسنبدأ بتصويره بعد العيد. ونايف بالمناسبة فنان جميل ولديه لغة خاصة به وحس مميز في الأداء... ببساطة هو متمكن وسيشرفنا كثيراً أن يظهر.
• لماذا رفضت مشاركتهم في مسلسل 37 فهرنهايت؟
الفكرة هنا مختلفة، وأعتقد أن الدور لا يناسبني ولم أستوعبها وهي بعيدة عما أبحث عنه من مضمون!
• يشاع أنك من محبي الكارتون، أي الشخصيات الكارتونية أقرب إلى نفسك؟
"هذاك اللي يقول: ديد دييييييد"
وهو بطل فيلم كارتوني اسمه (رود رنر) حيث يهرب ويستمر الذئب في مطاردته متبوعاً بالنحس والفشل! عرفتوه؟!
يعجبني بصراحة!
• تهميش التجربة السينمائية في مهرجان أبوظبي الأخير، هل من تفسير؟
وهل عندك سينما يا عبدالله؟! متى أنتجنا حتى نشارك؟ هذه صناعة وتحتاج كتاب ومبدعين ودور عرض وتجارب متكررة، ومهرجان أبوظبي يعتمد على الصناعة، يجب ألا نخلط!
• ماذا عن مشاركة الأفلام المصرية، هل تستند السينما المصرية إلى صناعة؟
على الأقل لها دور، مثل فيلم (هي فوضى) لشاهين وفيلم عادل إمام كذلك له حضور، أما نحن فلم يعرض لنا فيلم ونستطيع أن نجزم أنه استمر في دار عرض ولو لمدة يومين فقط! السينما بدون مردود لا تعتبر سينما حقيقية ولا تعبر عن مفهوم الصناعة. وبالنسبة لـ "كيف الحال" يعتبر مجرد تجربة لا تشفع لنا بالدخول في ثقل التسابق الصناعي، ويجب ألا نلعب على أنفسنا! ومهم هنا أن نذكر أن أبو ظبي أنشأت البنية التحتية لاستقطاب الرموز، ثم ستفرز خلال سنوات نماذج سينمائية إماراتية، فكيف ستراهن على النجاح وأنت بدون قدرة استيعابية وبدون دور عرض وبدون مؤسسة!

كاشو!

• أنت متهم بالموافقة الفورية على أي عرض يقدمه لك الفنان ناصر القصبي... دافع عن نفسك!
لا... ليس بالضرورة!
أنا مؤمن بناصر كفنان وصديق و "دفعة" برغم أنني خريج زراعة وهو خريج علوم، ولكننا دفعة واحدة تخرجت في نفس السنة وكان نجاحي مزدوجاً إذ خطفت جائزة أفضل ممثل منه!
المهم، أنا لا أقبل كل ما يقدمه ناصر، واسألوه عن كمية المشاركات التي رفضتها في "طاش"!
• هل تعتبر عبدالله السدحان ممثلاً جيداً؟
هو ممثل فقط! أمّا جيد فهذا مقياس صعب التحديد. هذا يستند إلى الثقافة والتنوع والتجديد وإذا توفرت سيكون هناك حديث عن ممثل جيد، أما البقية فهم ممثلين كلاسيكيين!
• تفسيرك لما يعرف بأزمة المجاملات في المجتمع السعودي!
عدم ثقة في الآخر! وهي محاولة لتغليف الكذب بشيء مختلف شكلياً!
• مستقبل التحالفات الثنائية والثلاثية في الفن، هل من تعليق؟
عبدالله وناصر مرتبطون بعقد مع مؤسسة، أما أنا فمستقل منذ سنوات وسأظل كذلك! لا أريد أن أدخل في الناحية التجارية التي تحكم استمرار العمل من عدمه. دعني أشرح لك، لو أدى الممثل دور جيد في عشر مسلسلات مختلفة فسيقال أنه تألق في عشرة مسلسلات وهي كذا وكذا وكذا، أما المسلسل الواحد المنقسم إلى أجزاء فيشار إليه كعمل واحد فقط وهذا يتعارض مع التنويع.
وأنا عموماً لا أؤمن بالتحالفات، فهي غير حقيقية! ولو كانت حقيقة مهمة لالتصق الروائيون برواية واحدة وعاشوا على أجزائها.. لكن هذا لا يحدث!
• مسلسل تمنيت أن تكون بطلاً له!
عربياً مسلسل (الاجتياح) وخليجياً (التنديل)، وتمنيت أن ألعب دور الشخصية النجدية!
أما البطولة فقد اكتشفت أن العمل ليس البطل فقط بل هو المجموعة بما فيها الكاتب والمخرج إلى آخره.
• اقترح مدير مكتب استقدام أن يكون هناك جمعية للممثلين السعوديين، معها أم ضدها أو لا يهم، ولماذا؟
ضدها على طول الخط!
• علاقة محمد الطويان بـ "عبيد"، كيف تشرحها؟
علاقة جميلة، وبروزها الفنان محمد الطويان بشكل جميل حتى انه انتبه لأبسط التفاصيل مثل نطق كلمة (عبيد) بشكل يفخم حرف الباء للاقتراب من الشمال وأهله.
• هل سترحب ببطولة عمل من خلال القناة الأولى؟
أتمنى!
• لماذا تساند حبيب الحبيب على حساب عبدالرحمن الخطيب؟
من يقول؟
حبيب ممثل جميل ورائع، ولكني لن أسانده على حساب أبوعبدالله فهو فنان مهم ومؤثر وحبيب أيضاً!
ما حدث من تجانس في المسلسل بيني وبين حبيب سببه علاقة النسب وزواجه من ابنة أختي، أما زوج أختي فهو مؤذي لي ولأبناء أختي فماذا تتوقع؟!
مثلي مثلك!!
• بدأت فعلياً المشاركة في بروفات مسرحية "مثلي مثلك"، ما هي مهمتك في هذا العمل؟
المشاركة فقط، أنا مشارك مع مجموعة مؤمنة بالعمل المسرحي وهذا يتكرر معي ولم يتوقف أبداً فمن مشاركة طلاب الجامعة إلى الهواة في الداخل وعروضهم في العواصم العربية لأنني مؤمن بالشباب، والاختلاف هذه المرة يكمن في المشاركة مع ممثلين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم بالمناسبة يملكون الحس ولكنهم تنقصهم التجربة والمساندة.
• ألا تعتقد أنها تجربة إنسانية معقّدة، وقد تكون سلاحاً بأكثر من حد؟
لأ!
• كيف تقيم تجربة الأداء مع أبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
أرى فيهم نجوماً أفضل ممن تتجنون عليهم وتصفونهم بالنجومية في أيامنا هذه، وتحديداً في الوسط السعودي!
• ممثل من شباب العمل لفت انتباهك بأداءه في المسرحية؟
هناك فيصل العمري وعبدالعزيز الشريف و يحيى الزهراني.
• النص للمسرحي محمد العثيم، هل سنلمس ما تعودناه من جرأة؟
محمد يكتب مسرح محترف، وهو فاهم لأبجديات اللعبة تماماً ودوره هنا تقديم نص يترجم معاناة فئة معينة من خلال دراما مسرحية جيدة.
• يتولى الفنان رجاء العتيبي مهمة الإخراج، ما الذي سينجح المعادلة؟
رجاء العتيبي فنان جميل ومخرج مقتدر وفاهم، وأتمنى له التوفيق.
• هل ستكتفون بالعرض في المملكة؟
سنشارك بالعمل أيضاً في عروض خليجية والبداية ستكون من دولة قطر، وهذا يكفي!

تخاتيم!
• رسالة لـ "كركتر" والعاملين فيها.
جميلة ومهمة، وليتكم تكثرون من الرسم فيها.

سيرة يسيرة:
المؤهل: خريج جامعة الملك سعود.
تاريخ الميلاد: وشو له؟!
الحالة الاجتماعية: متزوج والحمد لله!
أعمال تلفزيونية تعتز بها: القصر، أساطير شعبية، دعاة على أبواب جهنم، حكايات قصيرة، كلنا عيال قريّة.
أعمال مسرحية تعتز بها: للسعوديين فقط، وا قدساه، المئوية.
الجوائز التي حصلت عليها: جائزة أفضل إخراج في مسرحية (والناس نيام) المهرجان العربي للمسرح.
المهرجانات التي شاركت فيها: قرطاج السينمائي، مراكس، دمشق، القاهرة ودبي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي