من قطع رزق "شيمة العنزي"؟!
ليست "شيمة العنزي" سوى مواطنة من ملايين المواطنات في هذا البلد اللاتي يحلمن بالستر والاستقرار وعدم الاحتياج إلى الناس, وهي فوق ذلك أم لثلاثة أطفال حلمت ذات يوم بأن تبني لهم مستقبلاً جيداً, لكنها اليوم مهددة بين لحظة وأخرى بالسجن نتيجة عجزها عن سداد الديون التي تراكمت عليها دون ذنب ارتكبته سوى أنها حاولت تحقيق حلمها!
ففي الرابع من شهر رمضان الماضي افتتحت شيمة حلمها الذي كان عبارة عن حديقة ترفيهية في مدينة ينبع بعد أن عمدت إلى أرض معطلة واستأجرتها محولة إياها إلى متنفس لأهالي المدينة أسمته "حديقة الزهور" وعقدت بعد ذلك اتفاقيات مع إحدى الشركات لتزويد حديقتها بالألعاب, ومن ثم قامت بتأجير 29 محلاً بداخلها, حتى أصبح معدل دخل حلمها اليومي 30 ألف ريال, أي ما يعادل 900 ألف ريال في الشهر الواحد بحسب ما صرحت لإحدى الصحف المحلية أخيراً, وهو ما جعلها تفي بالتزاماتها تجاه مالك الأرض والشركة التي تعاقدت معها خلال تلك الفترة, لكن الحلم الجميل لم يدم طويلاً وما لبث أن تحول إلى كابوس عندما قامت قوة من إدارة الأمن الوقائي والشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إضافة إلى عدد من السجانات، باقتحام الحديقة مطالبة زائراتها بمغادرة المكان مع أطفالهن، قبل أن تُجبر صاحبتها على إغلاقها مما أثار الشبهات حول وضع تلك الحديقة وجعل الألسن تحيك حولها القصص والشائعات.. كان ذلك بتاريخ 29 من شهر ذي الحجة الماضي وكانت التهمة التي تسببت في تحطيم الحلم بحسب ما صرح العقيد محسن الردادي من شرطة المدينة المنورة هي أن صاحبة الحديقة لم تلتزم بالوقت المحدد للإغلاق بجانب تضجر بعض السكان المجاورين لها.. وانتهت الحكاية هنا, وعادت الحديقة إلى العمل لكن من دون زائرات هذه المرة, فالمجتمع المحافظ الذي تداول الشائعات عن حديقة الزهور بعد تلك الحادثة لم يعد على استعداد للسماح للنساء والأطفال بزيارة حلم شيمة العنزي مرة أخرى.. فمن ذا الذي يرغب في المجازفة بسمعته بعدما حدث, وهذا ما تسبب في عودة حديقة الزهور إلى أرض معطلة مثقلة بالديون التي تراكمت جراء عجز صاحبة الحديقة عن تسديد المبالغ المستحقة عليها, ذلك لأن دخل حديقتها لم يعد يتجاوز قيمة فاتورة الكهرباء!
إنني أتساءل وآمل منكم جميعاً أن تجيبوا عن أسئلتي التالية:
- هل كانت المخالفة التي ارتكبتها صاحبة الحديقة تستلزم عملية المدهم بكل هذه القوة؟
- ألم يكن بوسع الجهات المسؤولة أن توجه إنذاراً لصاحبة الحديقة وتستدعيها إن لزم الأمر دون أن تتسبب في هذه المأساة؟
- من سيعوض المواطنة شيمة العنزي عن سمعة مشروعها التي ضُربت في يوم واحد, حتى تحولت من سيدة أعمال ناجحة إلى مهددة بالسجن بين عشية وضحاها؟
إنني أدعو الجهات التي تسببت في هذه المأساة دون قصد، إلى إصدار بيان توضيحي لأهالي مدينة ينبع يبين لهم سبب ما حدث, أدعوها إلى ذلك وأنا أعلم جيداً أن باستطاعتها أن تعيد الحلم لصاحبته ولأطفالها ولنحو 29 أسرة كانت تلك الحديقة مصدراً لرزقها الذي قُطع دون أي ذنب أو جناية تستحق!