منتدى التنافسية والفرص الاستثمارية

[email protected]

تفصلنا أيام قليلة عن أكثر الأحداث الاقتصادية اهتماما على المستوى العالمي وأثقلها محليا على مستوى المتحدثين والمشاركين، وهذا الحدث الذي بلا شك يرتبط باسم المملكة العربية السعودية ويضيف إلى تميزها سياسيا واقتصاديا واستثماريا يؤكد التوجه الكبير الذي تخطوه بلاد الخير نحو تبوؤ مكانها الطبيعي على الخريطة العالمية. وبلا شك أن رعاية خادم الحرمين لهذا الحدث ما هي إلا امتداد لدعم القيادة السياسية للمبادرات ذات القيمة المضافة على جميع المستويات. وما زلنا نتذكر رعايته الكريمة لمنتدى التنافسية الدولي الأول الذي استضاف السيد بيل غيتس رئيس مجلس إدارة شركة مايكروسوفت كمتحدث رئيسي في المنتدى في عام 2006 وكانت تلك البداية التي جعلت للمنتدى صدى عالميا، خصوصا عندما تحدث عنه السيد بيل غيتس خلال حديثه لمنتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، فكانت تلك الإشارة من أغنى رجل في العالم بمثابة تأكيد للقيمة التي يحملها المنتدى.
واليوم ونحن نرى إعادة التاريخ لمنتدى التنافسية بمشاركة أكثر من 50 شخصية محلية وعالمية تمثل جميع قطاعات الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية كمتحدثين والمئات من رجال الأعمال الذين يمثلون كبرى الشركات العالمية، فإن ذلك تأكيد على اتساع الاهتمام بهذا الحدث الاستثنائي كيف لا وهو مرتبط بالبلد الاستثنائي عالمياً على جميع الأصعدة. ولعل في رؤية المنتدى بأن يكون حدثا سنويا يحضره ويشارك فيه نخبة من أصحاب الأعمال والقادة والمفكرين من دول العالم لمناقشة القضايا ذات العلاقة بتنافسية الاقتصاديات ومنها اقتصاد المملكة العربية السعودية دلالة على جدية التوجه بأن تكون المملكة قبلة سنوية للباحثين عن أرضية مناسبة للنقاش والحوار في قضايا الساعة. ولا شك أن يكون المنتدى فرصة مناسبة لرفع مستوى الوعي والاهتمام تجاه تحديات التنافسية المحلية والعالمية ومناقشة المواضيع ذات العلاقة بالتنافسية مثل بيئة الأعمال والتجارة الدولية والتنمية المستدامة والبيئة وتطوير الموارد البشرية والابتكار والعولمة، إضافة إلى مواضيع الاقتصاد الكلي والجزئي التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالتنافسية وتعكس بعداً آخر على ارتباط المنتدى بالقضايا التي تعكس البعد الاقتصادي والاستثماري المحلي له.
ولا شك أن محاور منتدى التنافسية الثاني تحمل الكثير من القيمة العلمية والعملية من خلال طرح المواضيع الأكثر أهمية للمتلقي على المستوى الحكومي وعلى مستوى قطاع الأعمال فمناقشة قضايا تتعلق المخاطر التي تواجه العالم الاقتصادي خلال العام القادم تمثل بداية مهمة للعام الجديد، خصوصا ونحن ما زلنا في أيامه الأولى كذلك فإن مناقشة مستقبل المملكة العربية السعودية الاقتصادي بمشاركة عدد من أصحاب المعالي الوزراء هي فرصة للنقاش الشفاف فيما يخدم مصلحة هذا الوطن.
وشخصياً فإني أرى أن البعد الاستثماري للمنتدى يتمثل في إيجاد أرضية صحية لتلاقي قادة الأعمال المحليين مع نظرائهم العالميين في أرض الفرص الاستثمارية. وهذا بلا شك يعد فرصة كبيرة لقادة الأعمال المحليين لاستضافة شركات عالمية يمثلها هؤلاء المتحدثون والتي تقدر بمليارات الدولارات لتجعل المجال مفتوحا أمام شركات تجارية واستثمارات جديدة تخدم رجال الأعمال وتنعكس على الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، هو ما يوفره المنتدى من خلال توفير تقنيات جديدة للتواصل بين قادة الأعمال.
إنها دعوة صادقة لرجال وسيدات الأعمال المحليين للمشاركة في منتدى التنافسية الدولي الثاني والاستفادة من هذا التجمع الاستثماري الذي يحدث لأول مرة بهذا العدد وبما تمثله تلك الشركات من ثقل تجاري عالمي لتكون نواة لمستقبل العمل التجاري المشترك وليكون المنتدى رابطا سنويا للباحثين عن الفرص الاستثمارية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي