عقاري...!

[email protected]

يتردد في أرجاء السوق مصطلح عقاري ولا يعي الكثيرون معنى هذا المصطلح "أهو ذلك الشخص الذي يمتلك مبلغا ماليا ينشئ به مكتبا يثبت عليه لوحة مكتوبا عليها مكتب عقار؟"، وهل ينجح ذلك الشخص في عمله؟
بالطبع لا، فللمصطلح الكثير من الأبعاد والكثير من المقومات الواجب توافرها لهذا العقاري إن صح إطلاق هذا اللفظ مجازا عليه وإن لم تتوافر لديه تلك المقومات فيكون القدر رحيما به لو كتب له النجاح!
أول ما ينبغي لهذا العقاري معرفته أن العمل العقاري عمل وطني واجتماعي في المقام الأول قبل أن يكون تجارة تدر عليه دخلا أعلى من الاستثمار في مجال آخر كما يعتقد.
فينبغي لهذا العقاري دراسة السوق وإمكاناته بشكل جيد ليتسنى له معرفة متطلبات السوق ومدى استيعابه لهذا الاستثمار.
كما أن الدراسة المنهجية الأكاديمية لماهية التسويق والتثمين العقاري أمر غاية في الأهمية بلا جدال.
ويلزم لمن يمتهن العمل العقاري معرفة واجبة جيدا في صنعته الجديدة فهو نفسه قد يكون المشتري يوما ما و قد يكون من يبيع أو أحد ذويه.
وهذه المهنة هي من لبنات البنية التحتية التي يرتكز عليها مستقبل البلاد للأجيال الحالية والقادمة.
ومن الضروري متابعة هذا العقاري لكل القرارات و التشريعات المتعلقة بالأمور العقارية حتى لا يفاجأ بمن يطبق عليه القوانين التي لا يعيها مطلقا.
كما أن متطلبات السوق نسبية نوعا ما لذا فمن الضروري متابعة مقتضيات ومستجدات السوق العقارية والنزول على رغبات المستهلك وتوفير احتياجاته بالشكل المطلوب.
وعلي هذا العقاري ألا يهمل في حق أي فئة من فئات المجتمع ساعيا وراء المكاسب العالية وتكون تلك هي شغله الشاغل.
وعلي هذا العقاري أن يفهم أنها ليست حربا باردة بينه وبين منافسيه في السوق، وإنما هي علاقة يكتنفها الاحترام والتقدير المتبادل.
وعلى هذا العقاري الاعتقاد فيما يؤديه للمجتمع من دور مهم فيجب عليه العمل الدؤوب والإخلاص فيه ولا يكن منتهى طموحاته (سعي) عن عقار يسوقه!!
وعلى هذا العقاري أن يعي أن العمل في الاستثمار العقاري كبقية القطاعات يصاب أحيانا بنوع من الركود نتيجة أسباب مختلفة فلا يكن ذلك داعيا لليأس، فتلك طبيعة الاستثمار بوجه عام، ولا يعد ذلك نهايته، فالنهاية ليس أن تخسر لمرة ولكن أن تظل حيثما خسرت فمن سعى جنى، ومن نام رأى الأحلام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي