مصائب قوم عند قوم ...!
مسكين ذلك الذي كان ضحية غلاء مواد البناء، فذاك المطور أراد أن يستفيد من ظاهرة شراء غريبة اعترت المجتمع .. أصبح الناس لا يفرقون بين "الزين" و"الشين" أهم شيء (سكن)، فالزيادة الكبيرة في أسعار الفلل التي تجاوزت المعقول كانت السمة الغالبة في هذا النشاط خلال السنتين الماضيتين، والمستفيد بالطبع هو المطور لأنه يكاد يجزم أن سلعته ستباع أيا كان نوع أو طريقة بنائها .. لماذا؟ لأن المستهلك يريد أن يظفر بحمله قبل أن ترتفع الأسعار أكثر فأكثر، فكل سنة تمر على هذا المستهلك يصعب معها تحقيق حلمه وحلم عائلته، فالأسعار أضحت لا يحكمها نظام " كله ماشي"، ولكن نظام "مصائب قوم عند قوم فوائد".
الهبوط المستمر لأسعار مواد البناء وخاصة الحديد أوجد نوعا من التفاؤل لدى المواطن العادي الذي يحلم ببناء وتملك عقار خاص به، حيث شهد سوق الحديد انخفاضا في الأسعار بنسبة 50 في المائة عما كانت عليه في السابق، كما شهد سعر خردة الحديد نزولا في السعر بنسبة 75 في المائة، حيث كان سعر الطن في غضون الفترة السابقة 2000 ريال (533.3 دولار)، فيما وصل سعر طن حديد الخردة إلى 500 ريال (133.3 دولار) للطن الواحد، أما حديد التسليح فأصبح يراوح الطن بين 1800 و 2000 ريال، أما عن حديد الصاج فانخفض من 3000 إلى 2325 ريال للطن.
الرقابة الصارمة على السوق السوداء، والتي تجعل التجار يخزنون الحديد إلى حين ارتفاع الأسعار وبالتالي يرتفع سعر الحديد من جديد، أسهمت هي الأخرى في ثبات الأسعار عند المستوى المعقول.
أضف إلى ذلك أن انخفاض أسعار الأسمنت في البورصات العالمية نتج عنه بشكل تلقائي انخفاض على مستوى أسواقنا المحلية، علاوة على افتتاح عدد كبير من مصانع الأسمنت في المملكة وتخفيض حصة التصدير نتج عنه أيضا فائض في السوق، الأمر الذي فتح شهية الناس للعودة للبناء ليكفل بدوره للفرد أقل حقوقه في اختيار رغباته وتحقيقها في منزل أحلامه، ليصبح الناس غير مضطرين لشراء المنازل الجاهزة، مع العلم أن كثيرا منهم (المطورين) أصبح يقدم تنازلات لترويج سلعته.
ولكن يظل هذا المطور ضحية، فقد أصبح من الصعب عليه الآن البيع بالسعر الذي يريد كما كان في السابق، ومن الصعب بالتالي أن يخسر أيضا.!! فنصيحتي إليك مطورنا العزيز إذا جاءك القليل على رأس مالك فلا تتردد في البيع، قبل أن يصلك مطور بعدك ويأخذ نصيبك من الربح.
الرئيس العام لمجموعة إنماء الاستثمارية