هيئة تطوير الرياض تعيد تشييد مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيـخ

هيئة تطوير الرياض تعيد تشييد مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيـخ

أنهت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، مراحل تنفيذ مشروع إعادة إعمار مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيـخ وسط مدينة الرياض على مساحة إجمالية تبلغ 9126 متراً مربعاً، حيث تولت الهيئة إدارة المشروع ووضعت الأسس التصميمية له وأشرفت على تنفيذه.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد وجه لدى تفضله بتدشين مبنى المحكمة العامة في 26/10/1421هـ بإعادة إعمار مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم، وضم أرض المحكمة القديمة للمشروع.
ويقع المسجد على شارع طارق بن زياد، بالقرب من السور الجنوبي لمدينة الرياض القديم، على مقربة من بوابة دخنة التاريخية، ويحيط به نسيج عمراني تاريخي يشمل عدداً من المباني الطينية والأزقة التقليدية المشهورة بالمحلات التراثية، وتجارة الملابس الرجالية التقليدية، ومنها سوق الزل.
وراعت هيئة تطوير الرياض في تصميم المسجد، ضرورة إعادة العلاقة بين المسجد والنسيج العمراني المحيط به، من خلال فهم الخلفية التاريخية لوضع المسجد، واستيعاب المستجدات الحديثة على المدينة بشكل عام، ومنطقة وسط المدينة، وقصر الحكم بشكل خاص.
وحددت ملامح هذه العلاقة في عدد من المتطلبات المحددة للبيئة العمرانية في منطقة قصر الحكم، وضرورة التوافق معها، وربط المشروع بصرياً ووظيفياً بالمحكمة العامة ومنطقة قصر الحكم وشارع طارق بن زياد والمنطقة المحيطة بالمسجد، وربطه كذلك بالشوارع الفرعية المحيطة به، خصوصاً المؤدية لسوق الزل.
كما تضمن التصميم تنسيق الساحات الخارجية وممرات المشاة وأماكن الجلوس المظللة، ومواقف السيارات الخاصة بالمصلين، وتوفير عدد كاف منها، وتوفير الإضاءة اللازمة لها.
كما اعتبر في التصميم تحقيق الربط البصري بين شارع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وشارع طارق بن زياد من خلال ساحة تجمّع في الزواية الواقعة عند التقاء الشارعين، كما اشتمل التصميم على إعادة تصميم الشوارع المحيطة بالمسجد بهدف ضمان حركة مشاة آمنة على الأرصفة، وعند عبور الشارع، من خلال تصميم متميز للأرصفة الجانبية، والوسطى المشكلة للميدان، الذي سيكون رابطاً مهماً بين المحكمة الكبرى، والمسجد، ومنطقة قصر الحكم.

ويشكل مسجد الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، الذي اشتهر لاحقاً باسم "مسجد دخنة الكبير"، ثم بجامع الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي المملكة في وقته، نموذجاً للمراحل التاريخية العمرانية للمدينة الإسلامية.
وذكر الأديب والمؤرخ عبد الرحمن بن سليمان الرويشد، أن المسجد أسسه الشيخ عبد الله بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عام 1178هـ، وهو أحد كبار العلماء الذين صحبوا الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وهو يدخل الرياض بعد أن هرب منها دهام بن دواس. وقال الرويشد "اكتسب المسجد مكانة علمية خاصة، باعتبار المكانة العلمية للمشائخ من أسرة آل الشيـخ الذين توالوا على إمامته، والتدريس فيه، وكانوا من كبار علماء المنطقة، وهم: الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب والشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيـخ، والشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيـخ رحمهم الله، ومازالت أسرة آل الشيـخ تتولى إمامة هذا المسجد والتدريس فيه حتى هذا الوقت".
وأضاف الرويشد "درَّس في المسجد نخبة من العلماء المتخصصين في فنون العلم الشرعي، فدرّس فيه الشيخ حمد بن فارس رحمه الله علوم اللغة العربية، ودرس فيه الشيخ عبد الله بن راشد رحمه الله، علوم الفرائض، وكان كذلك مقراً لحلقات تحفيظ القرآن الكريم، حيث درَّس فيه كل من الشيخ صالح بن مرحوم المشهور بابن مصيبيح، والشيخ عبد الرحمن بن ناصر المشهور بابن مفيريج رحمهما الله".
وتابع "إلا أن ازدهار النشاط العلمي المكثف، وتوافد طلبة العلم على حلقات المسجد بدأ بعد تولي الشيخ محمد بن إبراهيم إمامته وخطابته، وتوليه رحمه الله، دروساً علمية منتظمة استمرت لمدة 50 عاماً، بدءاً من توليه إمامة المسجد عام 1239هـ، ولذلك صار اسمه علماً على المسجد وبه عُرف، وتبعاً لذلك توافد طلبة العلم من خارج الرياض بغرض تلقي العلم والمجاورة العلمية، وأنشئ تبعاً لذلك وبأمر من الملك عبد العزيز رحمه الله، مجمعاً سكنياً لإسكان وإعاشة طلبة العلم وأطلق على هذا المجمع اسم (الرباط) أو (رباط الإخوان).
وتعاقب على إمامة المسجد منذ إنشائه كل من العلماء: الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب عام 1187هـ، والشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب حتى عام 1264هـ، والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيـخ حتى عام 1339هـ، والشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيـخ حتى عام 1389هـ رحمهم الله، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيـخ حتى عام 1412هـ، والشيخ عبد المحسن بن إبراهيم بن عبد الله آل الشيـخ، والشيخ محمد بن حسـن بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيـخ.
وأضيف إلى تصميم المسجد محلات تجارية توقف عليه، ومكاتب لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى سكن الإمام.
ويتسع مصلى الرجال في المسجد لـ 1800 مصل، فيما يستوعب مصلى النساء 180 مصلية، وتبلغ مساحة المكتبة في المسجد 160 متراً مربعاً، ويبلغ عدد المحلات التجارية في الجهة الجنوبية والغربية للمسجد 26 محلاً، ويبلغ مساحة الرواق أمام المحلات 687 متراً مربعاً، وتبلغ مساحة سكن الإمام المكون من طابقين 680 متراً مربعاً، مقابل 510 أمتار مربعة لسكن المؤذن، فيما تبلغ مساحة مكاتب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 1579 متراً مربعاً.

الأكثر قراءة