الإنماء.. مصرف أم فكر جديد؟

<a href="mailto:[email protected]">falkassim@fincorpgroup.com</a>

أصابتني الدهشة وأنا أطالع تعليقات بعض المسؤولين والمحللين والخبراء على قرار خادم الحرمين الشريفين، وفقه الله، بإنشاء مصرف الإنماء، لماذا هذه الدهشة؟
طالعوا معي هذين التعليقين على سبيل المثال:
إن القرار يعد تحولا ويحمل أهدافاً اجتماعية واقتصادية كبيرة جدا من خلال منح المساهمين نسبة جيدة من الأسهم.
إن إنشاء المصرف هو رسالة مباشرة من الدولة مفادها أن هناك رغبة حقيقية في زيادة ملكية الأفراد في المشاريع.
أمنيتي وحلمي ألا يقتصر الهدف من إنشاء المصرف على فائدة المساهمين بحصولهم على أسهم أكثر في الاكتتاب، على حساب مساهمته في الإنماء. لقد عزا معالي وزير المالية تأسيس المصرف، إلى وجود طلب كبير على بعض الخدمات البنكية المتخصصة كالمشاركة والمرابحة والإجارة، وهذه بداية متميزة بأن المصرف ينظر للجانب الاستثماري كأولوية رئيسية.
ليس هناك من دولة تحمي بنوكها وترعاها مثل المملكة، وقد وصلت هذه الرعاية المباركة إلى حد حمايتها من المنافسة لمدة طويلة لم يدخل فيها أي منافسين جدد إلى السوق، في هذا المقال لن أعلق على المزايا النسبية التي حصلت عليها البنوك في بلادنا وما زالت (اللهم لا حسد)، ولكن الذي يهمني هو هذا المولود الجديد الذي سيولد، بإذن الله، عملاقاً وأتمنى من الله - سبحانه وتعالى - أن يلهم المسؤولين أن يكون بنكاً مختلفا من حيث التوجه والهدف والآليات، ومصدر تفاؤلي بالاختلاف الإيجابي يكمن في القرار الذي نص على أن ترخيص المصرف تم لمزاولة الأعمال المصرفية والاستثمارية إضافة إلى تعليق معالي وزير المالية عندما حدد الأدوات الاستثمارية بالمشاركة والمرابحة والإجارة.
إن وجود بنك بهذه الضخامة يركز على الاستثمار سيكون له بلا شك تأثير كبير في الخريطة الاقتصادية في المملكة، دعوني أتخيل أن أقترح بعضاً من ملامح المصرف الذي أرجو أن يكون له من اسمه نصيب وافر:
يركز المصرف على الخدمات الاستثمارية في الدرجة الأولى.
لن يركز المصرف على الأدوات المالية المطلوبة في السوق فقط بل سيعمل بجد لابتكار أدوات مالية وخدمات استثمارية مستحدثة وداعمة للاقتصاد الوطني.
سيستثمر المصرف جزءا من أمواله في رأسمال المخاطر، وتمويل المشاريع الجديدة المدروسة، لتمويل ودعم المنشآت الصغيرة والناشئة والشباب المبادرين.
لن يعمل المصرف في الخدمات البنكية الاعتيادية للجمهور (الحسابات الجارية والتحويل والصرافة) إلا بالقدر الداعم لخدماته الاستثمارية. ستكون له فروع محدودة لكنها متكاملة الخدمات.
يقدم المصرف خدمات استثمارية للمستثمرين، مركزاً على الاستثمار المحلي في السوق السعودية.
يستخدم الصناديق الاستثمارية كأداة رئيسية لقبول استثمارات المستثمرين، وبالتالي سيكون بديلا لشركات توظيف الأموال.
يعتمد المصرف الأدوات الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة ومقاصدها من مشاركة ومرابحة وإجارة وغيرها بشكل فعلي حقيقي يتقاسم فيه المصرف المكاسب والمخاطر مع المستثمرين.
يركز المصرف على الاستثمار في الأنشطة ذات المزايا النسبية والقيمة المضافة.
يركز المصرف على الاستثمار لتحقيق الأهداف الاجتماعية والوطنية جنباً إلى جنب مع الأهداف الاقتصادية.
سيكون المصرف مختلفاً عن البنوك الحالية من حيث المشاركة في التنمية، فكراً وتطبيقاً واختياراً للمشاريع التي يتم الاستثمار فيها.
أمنية..ألا ينتهي المصرف بكونه نسخة محدثة من البنوك الحالية وبالسيناريو نفسه ولكن بأبطال جدد .

<p><a href="mailto:[email protected]">falkassim@fincorpgroup.com</a></p>

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي