رسالة الخطأ

  • Notice: unserialize(): Error at offset 8 of 9 bytes in variable_initialize() (line 1202 of /var/www/html/includes/bootstrap.inc).
  • Search is temporarily unavailable. If the problem persists, please contact the site administrator.


سيدات الشرقية يصنعن التاريخ

توالت ردود الفعل منذ إعلان مجموعة متميزة من سيدات الأعمال في مدينة الخبر النائمة بهدوء على شواطئ الخليج العربي عزمها على خوض انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية. تكاتفت أربع سيدات أعمال مجتهدات من المنطقة الشرقية لتأسيس مجموعة "الوطني" لخوض انتخابات مجلس إدارة غرفة الشرقية العاصمة، الصناعية للوطن الغالي. المجموعة خططت بهدوء وذكاء لإخراج برنامج انتخابي متفائل ومتكامل وطموح يسعى لتنمية مجال الأعمال والاقتصاد والتجارة والصناعة والتقنية في المنطقة الشرقية. البرنامج يحمل بين ثناياه طموحات جريئة لمجموعة جريئة هي الأولى من نوعها في المنطقة لصناعة التاريخ الحديث. تنافس البعض على وصف مجموعة سيدات أعمال الشرقية بالخارجة عن المألوف والمشاكسة الاجتماعية، بينما تضافرت معظم وجهات النظر الإيجابية الأخرى – بما فيها التكتلات الانتخابية الرجالية - مع الاتجاه العام للإصلاح الاجتماعي السائد الذي اختاره ولاة أمور هذا الوطن.

نجحت مجموعة نسائية جريئة أخرى في إيصال كلمتها عبر برنامجها الانتخابي في غرفة جدة. أعتقد جازماً أن نشوى ولمى ومضاوي وألفت قد كتبن بأسطر جميلة مثل زخرفة رواشين جدة تاريخ الإصلاح الاجتماعي الاقتصادي على ساحل البحر الأحمر. أتطلع إلى أن تكمل سيدات الخليج العربي هذه المسيرة المباركة فتلتقي أمواج نصف القمر مع شواطئ أبحر في منظومة متناغمة تكتب تاريخ وحضارة هذا الوطن. ما تسعى إليه سيدات الشرقية في نهاية الأمر هو المشاركة بالتنمية الوطنية الشاملة.
ما تطمح إليه المرأة السعودية بسيط جداً. لقد أصدرت الدولة قرارات وزارية جريئة، وكما عجت الصالات بالحوارات الفكرية نادت أيضاً المؤتمرات الاقتصادية بإطلاق سراح المرأة السعودية وإعطائها حقوقها المشروعة والشرعية التي منحها إياها الإسلام الحنيف قبل أكثر من 1400 سنة. هناك طبعاً التيار المعارض لكل ما هو حديث وجديد بغض النظر عن محاسنه وإيجابياته، كما أن هناك المطالبة بحجر وقصر وتجميد المرأة بشكل ونمط أقرب ما يكون لعاملة منزلية وطاهية أو أداة تفريخ مولينكس. طبعاً لم يثن هذا التزمت السيدات عن مواصلة المسيرة ومواكبة التطور الاقتصادي في جميع أنحاء الوطن.

هناك عدة قضايا مهمة بانتظار تحرك وطني أوسع وأشمل. لعلي لا أخفي سراً أن هناك آلاف الخريجات الجامعيات السعوديات مازلن يحملن الملف العلاقي الشهير ويبحثن عن وظيفة شريفة لإعالة أسرهن والمشاركة في التنمية الاقتصادية الشاملة. من ضمن الخريجات طبيبات ومتخصصات في الكيمياء والهندسة والإدارة لم يجدن من يقرأ سيرتهن الذاتية فلجأن للساحات ومنتديات الإنترنت. المضحك المبكي أن القطاع الخاص يشكو ليلاً ونهاراً من عدم وجود عمالة سعودية قادرة ومدربة وكأن بطاقة أحوال المرأة السعودية صادرة من جزر هونولولو. كلنا شاهد المشاركة المشرفة لسيدات سعوديات للوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في زيارته الحالية لدول شرق آسيا. إن هذا الحضور النسائي السعودي المميز يدل على أهمية مشاركة المرأة السعودية في شؤون الوطن على أعلى المستويات.

بالمناسبة، لا تختلف أهداف سيدات الشرقية عن أهداف باقي التكتلات الانتخابية الأخرى. إضافة لذلك، ما تريد سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية تحقيقه لا يزيد أو ينقص عما نادى به سمو الأمير طلال بن عبد العزيز الأسبوع الماضي بحقوق المرأة الشرعية والمشاركة بالتنمية الاقتصادية. لم يعد يخفى على أحد أن كل رجل وسيدة أعمال من هذه المنطقة الممتدة من رأس الخفجي شمالاً إلى الربع الخالي جنوباً تهمهم شؤون اقتصاد هذا الوطن كخيار استراتيجي.

أربع سيدات حملن على عواتقهن هموم تنمية العمل والأعمال في المنطقة الشرقية برسالة واضحة ومباشرة، لا بد من مساهمة المرأة السعودية بنشر الوعي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي. أربع سيدات شجاعات أردن إسماع صوتهن للمساهمة الفعالة في حل مشاكل المساهمات المتعثرة والشيكات المرتجعة والبيئة والمدارس الأهلية ونقص التقنية. بصراحة لا أجد مانعاً شرعياً أو قانوناً اجتماعياً يحرم إعطاء المرأة حقها لإثبات جدارتها بالمشاركة في التنمية الاقتصادية الوطنية المستدامة والشاملة.

سؤال
تنادي سيدات الشرقية: سامية الإدريسي وأمينة الجاسم وليلى العريفي ونسرين الدوسري بالتنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة لهذا الوطن العزيز، فهل هذا صعب المنال؟

-
[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي