مركز الملك فهد للتوظيف
<a href="mailto:[email protected]">alamiaa@yahoo.com</a>
عندما يرعى وزير العمل الدكتور غازي القصيبي صباح اليوم الأربعاء تدشين صندوق نظام التوظيف الآلي ets في مدينة جدة يكون بذلك يدشن أكبر حملة دائمة لتوظيف السعوديين. أتيحت لي الفرصة الأسبوع الماضي للاطلاع عن قرب على برامج "مركز الملك فهد للتوظيف" بصندوق تنمية الموارد البشرية في الرياض. يهدف المركز إلى توظيف السعوديين من الذكور والإناث، والعمل كحلقة وصل بين طالبي العمل ومنشآت القطاع الخاص لسد الفجوة بين حاجة سوق العمل والمتقدمين للوظائف. كذلك يهدف المركز إلى التعريف بالبرامج التدريبية التي تتطلبها سوق العمل وتقديم خدمات الإرشاد المهني وتحديد الميول المهنية لطلاب المدارس ومساعدة الباحثين عن عمل من ذوي الاحتياجات الخاصة. هذا ليس كل شيء، فالمركز يهدف أيضاَ إلى بناء قاعدة معلومات عن سوق العمل تمكن المخططين والباحثين من وضع الاستراتيجيات المناسبة لتنمية الموارد البشرية.
اطلعت أيضاً على البرامج التدريبية التي تهدف إلى تهيئة طالب وطالبة العمل على التأقلم مع بيئة العمل. يدرب الصندوق أيضاً المشاركين والمشاركات على تقنيات البحث عن الوظيفة وعن كيفية الاستعداد للمقابلات الشخصية، والقدرة على الاتصال، والتعامل الجيد مع الآخرين والتعرف على الحقوق والواجبات. البرنامج سَيُقَدَم مجانا لجميع المتدربين والمتدربات وبدعم كامل من صندوق تنمية الموارد البشرية، كما أنه سيتم تسجيل المجتازين للبرنامج ضمن قائمة طالبي العمل في مركز الملك فهد للتوظيف ومكاتب العمل لترشيحهم للوظائف في الشركات المستفيدة من دعم الصندوق وغيرها من المؤسسات الأهلية.
كنت قد كتبت عدة مرات عن جهود وزارة العمل لحصر أعداد العاطلين عن العمل ووضع أرقام تعكس الواقع الذي تعيشه سوق العمل السعودية. هذه المهمة صعبة بسبب وجود نسب متفاوتة لجهات رسمية وغير رسمية لأعداد البطالة بالسعودية. إحصائيات وزارة العمل تثبت أن عدد الباحثين عن عمل هو 180 ألف طالب عمل من الذكور فقط. أما بالنسبة إلى الإناث فلعل الصندوق يعمل مع الجهات المختصة للقضاء على الصعوبات التي تواجهها المرأة بالحصول على عمل وتشجيع القطاعات الأهلية لاستقبال عشرات الآلاف من المواطنات الخريجات. أما مسؤوليتنا نحن كمجتمع فلعلنا نعيد النظر بإيجابية وموضوعية في بعض التحفظات التي مازلنا نتشبث بها والتي تحد من توظيف المرأة السعودية والعمل لتمكين المرأة من المشاركة الفعلية في التنمية الاقتصادية.
لن يكون تفعيل عمل مركز الملك فهد للتوظيف سهلاً، فهناك عدة أمور يجب توضيحها مثل عدم معرفة الراغبين بالعمل أصلاً في المركز والفرص الوظيفية المتاحة. هناك أيضاً الشروط شبه التعجيزية لبعض رجال الأعمال عن حاجاتهم للعمالة الماهرة والمدربة رغم تحمل الصندوق نسبة من راتب طالبي العمل بعد تأهيلهم وتدريبهم. قد يكون من المفيد أن أذكر أن التدريب صناعة متقدمة تقوم على معايير جودة ووسائل تحديد الاحتياجات على أسس علمية لتحديد العائد وحساب التكاليف. الجديد في برنامج المركز أنه سيكون هناك قسم للتوظيف متفرعة منه شاشات في مكاتب العمل والغرف التجارية وأيضا سيكون هناك قسم للإرشاد حتى مستوى حملة الشهادة الثانوية. الهدف طبعاً هو أن يتعرف طالب وطالبة العمل على فرص العمل المتاحة بالتنسيق مع مجموعة من الخبراء والمختصين. باختصار، يسعى البرنامج لربط جميع الجهات ذات العلاقة بسوق العمل في المملكة من خلال نظام معلومات مرتبط بقاعدة بيانات مركزية Integrated Central Database توفر جميع البيانات عن طالبي العمل والفرص الوظيفية المتاحة واحتياجات السوق. لعل البرامج التدريبية تشمل الجانب العملي إلى الجانب النظري، فالتدريب ليس فقط للتوظيف بل أيضاً التميز والمنافسة والجودة في الأداء.
علمت أيضاَ أن مركز الملك فهد للتوظيف سيقوم بتوفير إحصاءات عن سوق العمل للتمكن من وضع الأهداف والاستراتيجيات السليمة للتدريب والتوظيف. هناك حاجة إلى دعم تمويل البرامج الميدانية والمشاريع وإعداد الخطط والدراسات، كما أن هناك حاجة إلى مساعدة الباحثين والمتخصصين على رسم السياسات والأطر التي تعين الجهات ذات العلاقة لإيجاد الحلول الناجحة لبرامج التخطيط الوظيفي وتوحيد الجهود في مجال التدريب والتوظيف. لعل المركز يصبح مرجعا وطنيا للمعلومات والإحصائيات عن سوق العمل ومعهد أبحاث لحل مشكلة قلة الإنتاجية والتسيب والبطالة.
لا بد أن أشكر هنا أحد الجنود المجهولين الذين يعملون بجهد وصمت بإدارة مركز الملك فهد للتوظيف في الرياض والذي أعطاني من وقته الكثير لشرح فعاليات وتفاصيل برامج المركز المختلفة، المشرف على المركز الأستاذ محمد الزهراني.