وزارة الثقافة وخطوة تستحق الشكر!

<a href="mailto:[email protected]">alsaif@srmg.com</a>

نشرت الصحافة السعودية قبل أسبوعين أو ثلاثة خبراً صغيراً في حيزه، كبيراً في معناه، وهو عبارة عن أن وزارة الثقافة والإعلام قد أقامت حفلاً ثقافياً وفنياً بمناسبة اليوم الوطني في مركز الملك فهد الثقافي، وقد رعى الحفل وافتتحه الأديب عبد الكريم الجهيمان
ورعاية الجهيمان الحفل هي ما يهمني في هذا المقال، التي تأتي بادرة والتفاتة جادة من الوزارة تجاه رواد الثقافة السعودية، الذين خدموا الوطن وأضاءوا الشموع الأولى في تاريخنا الثقافي، وكانت لهم إسهاماتهم وأدوارهم الثقافية الكبرى.
وقد سبق حفل الجهيمان أن عهدت الوزارة إلى عدد من الرواد والرموز الثقافية بافتتاح عدد من المناشط الثقافية في الرياض، منهم الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري والدكتور عبد الله الغذامي والأديب عبد الله بن إدريس. وسبقت هذه الخطوة بادرة أكثر من رائعة قامت بها الوزارة تمثلت في إطلاق أسماء عدد من الرواد والرائدت في الثقافة السعودية على ممرات معرض الرياض للكتاب الدولي، فاستعاد الجيل الجديد من المثقفين والمبدعين أسماء كادت تهرب من الذاكرة، كسارة أبوحيمد وسميرة خاشقجي وغيرهن من الرواد والرائدات.
ولا أفشي سراً إذا قلتُ إن الوزارة، ممثلةً بوكالتها للشؤون الثقافية، تعكف حالياً على مشروع ثقافي ضخم، يتمثل في إعادة نشر وطباعة بواكير المطبوعات السعودية، تلك المؤلفات التي طبعت قبل أكثر من خمسين عاماً، وكانت هي الانطلاقة في مشروعنا الثقافي.
إن هذه الجهود التي تقوم بها الوزارة، هي خطوة تستحق الشكر والتقدير، وتُنبىء عن تباشير ثقافية في المستقبل المنظور، كما أنها دليل أكيد على ما توليه أو ماتنوي فعله الوزارة تجاه الفاعلين الناشطين، الذين كانت لهم إسهاماتهم في المسيرة الثقافية، وأتمنى لو تتوسع الوزارة وتمتد رعايتها للرواد في مناطق أُخر من المملكة، حينما تقيم مناشط ثقافية في تلك المناطق. وهذه الخطوة في الاهتمام بالرواد وتفعيل وجودهم اجتماعياً، تأتي امتداداً لما تقوم به الوزارة نحو تفعيل المناشط الثقافية في أنديتها الأدبية وجمعية الثقافة والفنون، من حيث إعادة تشكيل مجالس إدارات الأندية الأدبية، التي ظلت عقوداً حكراً على أسماء معينة، حتى ارتبطت تلك الأسماء بالأندية، وأضحت الأندية أو تكاد تكون من ممتلكاتهم الخاصة.
لقد قرأنا باهتمام إعادة تشكيل مجالس الأندية الأدبية، ورأينا كيف غلبت الوجوه الشابة على كثير من مجالس الإدارة، فالوزارة التي ترعى "الكبار" وتوكل إليهم افتتاح المناشط والفعاليات الثقافية، هي نفسها التي تثق بالجيل الشاب وتوكل إليه مهمة إدارة النشاط الثقافي في هذه المدينة أو تلك.
خطوة الوزارة بادرة تستحق الشكر، ونتمنى من الجهات الأخرى التي كثيراً ما تُقيم عدداً من المناشط والفعاليات الاجتماعية أن تعهد إلى عدد من الشخصيات الاجتماعية، التي كان لها أدوار في المجتمع، خاصة من الذين أسهموا في العملية الإدارية، بافتتاح مناشطها وفعالياتها، ليطلع الجيل الجديد ويرى ويسمع عن هذه الشخصيات، التي يكاد يلفها النسيان!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي