بيل جيتس عندنا .. يا مرحبا يا مرحبا
كلمة بيل جيتس في منتدى التنافسية الدولي الأول في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في الرياض بلا شك ستلقي الضوء على أهمية الاستثمار في تقنية المعلومات وتفعيل التنافس الاقتصادي والدور الاستراتيجي الذي تلعبه صناعة الاتصالات في التنمية الاقتصادية. هناك إشارات واضحة أن بيئتنا الاقتصادية بدأت تنضج لتشجيع الاستثمار، فقد أعلن عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار عن تطبيق حوافز ضريبية للاستثمار في عدد من مناطق المملكة مثل حائل وجازان، ولا بد أن هذا التصريح قد نزل برداً وسلاماً على المستثمرين. الخطوة التالية والصعبة كانت الحصول على موافقة وزارة المالية لتقديم التسهيلات الضريبية، وقد تم فعلاً صدور قرار ينطبق على جميع المستثمرين والمشغلين للمشروعات في هذه المناطق. تعتبر هذه الخطوة سابقة إيجابية وقفزة نوعية لأن وزارة المالية لا تتجاوب عادة مع التوصيات إلا بعد التحري والتمحيص والتدقيق ليس من منطلق "التطفيش" ولكن من باب أن "النظام لا يسمح". المهم في الأمر أن تأتي هذه الحوافز الضريبية مقابل توطين الوظائف وتشجيع الأبحاث والدراسات وتوطين الاستثمار. أمامنا عدة فرص لاختبار مدى نجاح هذه الحوافز ومنها انعقاد المؤتمرات والمنتديات الدولية في المملكة مثل منتدى التنافسية الدولي الذي تشارك فيه مؤسسات عالمية مشهورة، وكذلك انعقاد مؤتمر الطاقة الذي ترعاه غرفة المنطقة الشرقية الذي تشارك فيه كبريات الشركات العالمية. لعلنا نستعد للتفاعل مع توصيات هذه المؤتمرات وتفعيل فرص نجاحها وتأثيرها على التنمية الاقتصادية في المملكة.
المحور الثاني المحفز للاستثمار هو تعزيز قوانين الحماية الفكرية. والحقيقة تقال إن الهيئة العامة للاستثمار تعمل بصفة مستمرة مع لأجهزة المعنية الأخرى مثل وزارة الداخلية ووزارة الثقافة والإعلام لتطبيق هذه القوانين وخاصة أن أنظمة المملكة المتعلقة بالحماية الفكرية متوافقة مع أنظمة منظمة التجارة العالمية. لا بد من وضع خطط وأهداف مرحلية للوصول إلى الأسواق الخارجية القريبة والبعيدة. كذلك لا بد للقطاع الخاص من رسم سياسات التسويق في الشركات المتوسطة والصغيرة والأخذ بالطرق والسياسات العلمية الحديثة في سبل التسويق والترويج الدولي ذات الأقل تكلفة مثل استخدام الإنترنت والتقنية المتقدمة. كذلك قد تكون هذه فرصة مناسبة للتأكيد على ضرورة مكافأة المبدعين وتطبيق العقوبات الخاصة بمخالفي أنظمة الحماية الفكرية.
مجلس الغرف السعودية له إسهامات جادة وفعالة لتنشيط الاستثمار، وقد اطلعت على تأكيدات المجلس أخيرا بضرورة أن تنطلق طفرة الاستثمار الجديدة في منطقة الخليج من حقيقتين: الأولى أن إيرادات النفط المجزية ليست أمرا مضمونا ودائما مما يحتم الاستعداد لأوضاع صعبة، والثانية أن الاستهلاك الفوري للإيرادات لن يؤدي رغم إغراءاته إلى بناء اقتصاد يحمل مقومات النمو المستدام وخاصة أننا شعب كثير الاستهلاك وتنقصنا خبرة الاستثمار. وقد تكون هذه فرصة مواتية لتعجيل إجراءات منح التراخيص التي تمثل عائقا كبيرا أمام المستثمرين الأجانب، وتَبَني المزيد من السياسات الاقتصادية التي تستهدف تهيئة المناخ المنافس والملائم للتدفقات الاستثمارية من الخارج وكذلك إعادة توطين رؤوس الأموال الوطنية المهاجرة.
لعل تنظيم هذه الملتقيات ينتج عنها وضع المملكة في مصاف الدول الأولى الجاذبة للاستثمارات. رجال الأعمال يأملون تطبيق المزيد من الإصلاحات مثل دفع رؤوس الأموال لكافة مناطق المملكة. المملكة احتلت مراكز متقدمة في تصنيف تنافسية البيئة الاستثمارية حسب تقرير البنك الدولي متفوقة بذلك على كافة الدول العربية في تنافسية الاستثمار والجاذبية. نريد الاستفادة القصوى من وجود خبرة شخصيات مثل بيل جيتس في منتدياتنا الاقتصادية. لعلنا نستفيد من كتاب جيتس "الأعمال وسرعة الفكر" والذي يتحدث فيه عن حل المشاكل المرتبطة بالأعمال بطرق مبتكرة، خاصة أن الكتاب حصل على مكان مميز بين قائمة أفضل الكتب مبيعاً في العالم.
إقت...صاد أمطار
أوضاع شوارع مدينتي مكة المكرمة وجدة بعد هطول الأمطار لا تبشر بالخير. أثبتنا مرة أخرى أننا غير مستعدين لمواجهة احتمالات غرق الشوارع وهبوط الأسفلت وتعطل مئات المدارس وانقطاع الحركة وانطفاء إشارات المرور وتأخر الموظفين عن الوصول إلى أعمالهم وتوقف عشرات السيارات وسط المستنقعات العميقة التي ملأت المدينتين وسوء حالة الصرف الصحي وعدم وجود خطط لتصريف السيول. أين مليارات ميزانيات الشوارع؟