مصنع أسماك نسائي في الليث
مصنع أسماك نسائي مغلق يقام في قرية الغالة في محافظة الليث الوادعة على الساحل الغربي في المملكة هو الأول من نوعه على مستوى العالم حسبما أفادت صحيفة "المدينة" والذي جاء ثمرة تعاون بين وزارة الزراعة وشركة الروبيان الوطنية ومؤسسة الملك عبد الله لوالديه حسبما أوضحه الدكتور يوسف العثيمين أمين عام هذه المؤسسة الخيرية، وبين "أنه تم عقد اتفاق مع وزارة الزراعة وشركة الروبيان الوطنية وذلك بتحويل المستفيدات من المشاريع السكنية التي أقامتها المؤسسة إلى عضوات فاعلات ومنتجات عن طريق مصنع مختص بفرز الروبيان وتغليفه في مقر المشروع، خاصة أنه مجاور لمشروع المؤسسة السكني في الليث وهو مقتصر على النساء السعوديات فقط اللواتي يقطن في قرية الغالة في الليث" انتهى. والمؤسسة وهي تقوم بهذا الدور الإنساني النبيل المتمثل في توفير السكن المريح بل تعداه إلى توفير الفرص الوظيفية عن طريق التدريب وإيجاد العناصر المدربة من الرجال والنساء فهي تجسد مضمون التكافل الاجتماعي، ولعل هذا المصنع السمكي الذي جاء نتيجة لتعاون ثلاثي يؤكد عدة حقائق من أهمها إخلاص أبناء هذه البلاد لمواطنيهم ابتداء من ولاة الأمر أيدهم الله مرورا بمنسوبي القطاعين العام والخاص في مواقعهم المختلفة لتقديم الخدمات التي تساعد على توفير سبل العيش الكريم، ومن الحقائق أن القطاع الزراعي بقطاعاته المختلفة سواء النباتية أو الحيوانية أو السمكية يساهم بدوره في دعم الاقتصاد الوطني بتوفير فرص عمل للعاملين في هذا المجال كما أن الاستزراع السمكي على وجه الخصوص يساهم بتوفير غذاء صحي آمن ويساهم في تنمية المجتمعات الريفية الساحلية.. وقد وفق بعض المستثمرين للاستفادة من المقومات الطبيعية (على وجه الخصوص السواحل التي ساهمت بدورها في إيجاد الميزات النسبية) في مجال الاستزراع السمكي وتم تسخيرها لإيجاد صناعات اعتمادها الكلي على المصادر الطبيعية غير القابلة للنضوب، حيث توجد بيئات مناسبة لهذا النوع من الصناعات المتميزة بالعديد من المميزات ومن أهمها أن إنتاج مزارع الاستزراع السمكي غير محدد بمواسم، التحكم في نوعية وحجم المنتج حسب حاجة السوقين المحلية والعالمية، مشاريع ذات مردود اقتصادي جيد حيث إنها تحقق عائدا استثماريا سنويا يصل إلى 30 في المائة وفترة استرداد لرأس المال تراوح بين 3 و 5 سنوات فقط (وزارة الزراعة، 2006م)، معظم احتياجات هذا النوع من المشاريع يمكن توفيرها محليا، قرب المملكة من الأسواق العالمية وفي مقدمتها الأسواق الأوروبية وتوافر البنية التحتية الجيدة في المملكة بشكل عام، توافر التقنيات في مجال الاستزراع السمكي في المملكة، تأجير الأراضي الساحلية بتكلفة رمزية ودعم مشاريع الاستزراع بالقروض الزراعية الميسرة من دون فوائد مما يساهم في خفض تكلفة الإنتاج، وما يميزها على وجه الخصوص استغناؤها التام عن استخدام المياه العذبة وكل هذه المقومات مجتمعة أو منفردة شجعت على دخول بعض المستثمرين وأوجدت منشآت عملاقة تخصصت في الاستزراع السمكي، أفرزت بدورها كوادر وطنية مؤهلة ساهمت في تحقيق مؤشرات إيجابية وأوجدت هوية لمنتجات الروبيان السعودية، وانعكست في بلوغ أرقام مميزة في إنتاج المملكة من الروبيان المستزرع، حيث بلغ ضعف ما يتم صيده من البحر الأحمر والخليج العربي من الروبيان، وأصبح الروبيان السعودي مطلبا للمستهلك خارج المملكة لجودة طعمه وخلوه من الأمراض، وذلك للارتفاع النسبي لملوحة مياه البحر الأحمر ويتم حاليا تصدير الكميات المنتجة منه إلى نحو 20 دولة في مختلف قارات العالم ومن أهمها اليابان، أستراليا، الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، بريطانيا، وفرنسا، وكل هذه المقومات تساعد على الاستثمار في صناعة الاستزراع السمكي وتتيح فرصا استثمارية واعدة. وعبر هذه النافذة نتطلع في المستقبل القريب إلى مزيد من المشاريع التنموية التي تساعد على خلق تنمية ريفية وساحلية.
والله ولي التوفيق.