طرح أسهم ناد سعودي للاكتتاب (1 من 2)
أود الإشارة أولا إلى أن هذا الطرح هو امتداد لما نشرته شركة ديلويتي المتخصصة عن قائمة أرباح أغنى 20 نادي كرة قدم في العالم، وحسب القائمة المرفقة فقد احتوى على الترتيب التالي: ريال مدريد الإسباني 292 مليون يورو، برشلونة الإسباني 259 مليون يورو، جوفنتس الإيطالي 251 مليون يورو، مانشستر يونايتد الإنجليزي 243 مليون يورو، وفي المرتبة الخامسة نادي أي سي ميلان الإيطالي 239 مليون يورو. وجاء مجموع أرباح أغنى 20 نادي كرة قدم في العام أكثر من ثلاثة مليارات يورو خلال عام 2006. ولا عجب في أن جميع هذه الأندية أوروبية، خصوصا إذا علمنا أن في أوروبا فقط يوجد أكثر من 500 ألف نادي كرة قدم.
وبالنظر إلى القائمة، فإن ثمانية من الأندية الـ 20 أندية إنجليزية، وهنا ملاحظة استثمارية مهمة وهي أن أربعة من تلك الأندية يملكها مستثمرون أجانب من أصل سبعة أندية إنجليزية ذات استثمار أجنبي. فالمستثمر الأمريكي مالكوم جلانزير وعائلته استثمروا نحو 800 مليون جنيه استرليني في نادي مانشستر يونايتد في عام 2005 وهي الصفقة التي أحدثت ضجة كبيرة في أوساط أنصار مانشستر في ذلك الوقت ولكن الرياضة استثمار أكثر منها عواطف وميول. وبالنظر إلى قائمة الاستثمار الأجنبي في الأندية الإنجليزية عموما فإن هناك المستثمر الروسي رومان إبراموفتش الذي استثمر في نادي تشيلسي، وهناك الأمريكيان جورج جيليت وتوم هكس في نادي ليفربول، الروسي اليكساندر جيدمارك في بورتسميث، المصري محمد الفايد في نادي فولهام، الأمريكي راندي ليرنر في ايستون فيلا، والأيسلندي إيجرت ماجنيسون في ويست هام. إضافة إلى ذلك فإن هناك 17 ناديا إنجليزيا تتداول أسهمها ما بين شركات قابضة وأسهم عامة.
وهذه الأسماء الكبيرة في الاستثمار وتلك المبالغ الكبيرة التي استثمرت مؤشرات على أن الاستثمار الرياضي أصبح جزءا مهما في المنظومة الاستثمارية وأصبح يمثل إغراء لتنويع المحفظة الاستثمارية لرجال الأعمال، إضافة إلى الأهداف الأخرى التي تخدمها. ولذلك فلا عجب أن نرى أن حقوق البث التلفزيوني لبطولة الأندية الإنجليزية Premiership لموسم 2006 تزيد على مليار جنيه استرليني بينما كانت لا تتجاوز 200 مليون جنيه في عام 1992 ولمدة خمس سنوات.
وعندما قمت بزيارة شخصية لنادي مانشستر سيتي برفقة أيان هاورد مدير التسويق في النادي، الذي قدم لي عرضا متكاملا عن آليات التسويق والاستثمار في النادي بداية من اسم الملعب الذي تحول إلى ستاد ريبوك (اسم الشركة الراعية) بمبلغ مالي ضخم، إضافة إلى الاستفادة التامة من إمكانات ذلك الاستاد من خلال تأجيره لكثير من الشركات لعمل إعلانات تلفزيونية وكذلك تأجيره لإقامة الحفلات بأنواعها. لقد خرجت بانطباع عام أن الاستثمار الرياضي أصبح استثمارا ناجحا من خلال الاستفادة من جماهيرية النادي لتقديم خدمات أخرى ليس لها علاقة بالرياضة، على سبيل المثال لا الحصر بطاقة مانشستر سيتي للتأمين. وذكر هاورد أن استثمار كرة القدم كان يعتمد في الماضي على الدخل التقليدي، الذي يأتي من خلال حقوق النقل التلفزيوني، بيع التذاكر، عضوية النادي، الإعلانات التجارية بأنواعها، بيع وشراء اللاعبين وكذلك بيع منتجات النادي والهدايا التذكارية واستثمار المنشآت. إن جميع ما ذكر أصبح جزءا أساسيا لغالبية الأندية الرياضية وأصبحت الأندية تبتكر طرقا استثمارية لزيادة الدخل بما في ذلك المشاركة في استثمارات أخرى تكون على علاقة بالنادي وجماهيريته وقد تتعدى الحدود الجغرافية للبلد.
وهنا أتذكر البحث الذي قامت به الدكتورة سيو بردجواتر الباحثة في جامعة وأرويك University of Warwick's على الجمهور الصيني خلال نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006، حيث أظهرت الدراسة أن هناك اهتماما كبيرا للجمهور الصيني بكرة القدم والأندية العالمية. فعند سؤال الجمهور الصيني عن أكثر ما يرونه في الشارع الصيني من شعارات الأندية والمنتخبات حسب الترتيب، كانت النتيجة أن قميص المنتخب الإنجليزي بنسبة 44 في المائة، وريال مدريد بنسبة 12 في المائة، وعن الترتيب ثانيا ذكر الصينيون مانشستر يونايتد الإنجليزي 22 في المائة، و20 في المائة لقميص البرازيلي. وعن التصنيف ثالثا جاء قميص نادي أي سي ميلان الإيطالي في الطليعة بنسبة 28 في المائة. وعند سؤال الجمهور الصيني عن ما يقتنيه شخصيا، ذكر 54 في المائة أنهم يقتنون قميص نادي كرة قدم. 20 في المائة منهم يقتنون قميص المنتخب الإنجليزي، 14 في المائة قميص مانشستر يونايتد، 9 في المائة قميص أي سي ميلان الإيطالي.
ولذلك فلا عجب أن ترى الأندية الأوروبية تبدأ موسمها الرياضي بجولة آسيوية، خصوصا في الصين، فهذه الجولة هي جولة تسويقية استثمارية تهدف إلى زيادة مبيعات الأندية في تلك الدول وبالتالي تحقيق عائد مالي مجز يدعم حساب الأرباح لتلك الأندية، وهنا أستبدل كلمة الأندية بكلمة شركات مثل شركة ريال مدريد وشركة مانشستر يونايتد.