السعودية واليورانيوم
تشير التقديرات إلى أن 13% من اليورانيوم الموجود في الكرة الأرضية يكمن في الأراضي السعودية، هذا المعدن الذي يستخدم في إنتاج الطاقة من المفاعلات النووية وفي تطبيقات الطب النووي وفي البحوث العلمية وتصنيع الأسلحة النووية وعمليات تحديد العمر الجيولوجي والإشعاع الصناعي لقياس الكثافة واختبارات المواد وإنتاج النظائر المشعة في التطبيقات الصناعية لا شك أنه يشكل معدناً مهماً ومصدراً من مصادر الدخل وتحقيق الأرباح التي يتم من خلاله خلق صناعة تعتمد على هذا المعدن والتطبيقات التي يشكل جزءاً أساسياً منها.
ففي كلمة لوزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أمس أعاد التأكيد على أن السعودية ستجعل من اليورانيوم مصدراً مدراً للدخل قائلاً: "لأولئك الذين يتساءلون عما سنفعل بهذه المعادن النادرة، سنقوم بتحقيق الأرباح منها جميعاً بما فيها اليورانيوم، وسنقوم بتخصيبه وبيعه وسنصنع منه الكعكة الصفراء"
لقد عكس حديث الوزير الرغبة لدى الحكومة السعودية للاستفادة من هذا المعدن لإنتاج قيمة مضافة وطاقة كهربائية نظيفة.
لم تخفي السعودية خططها وطموحاتها المستقبلية ببناء مفاعلات نووية سلمية وهي التي اشترطت على الولايات المتحدة للدخول في أي اتفاقيات سلام إقليمية أن يتم دعم السعودية في تطوير قدراتها النووية للاستفادة من الثروة الهائلة التي تملكها من اليورانيوم وتعزيز الإمكانات التي تمتلكها لتحقيق أثر اقتصادي من هذا المعدن التي تختزنه طبقات أرضها.
السعودية التي تنسق بشكل وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت التزامها بالاشتراطات الدولية التي تنظم عمليات تخصيب اليورانيوم وتعمل مع المنظمات الدولية الناظمة لهذه العمليات حتى تواكب آخر إجراءات الأمن والسلامة والكفاءة.
فالسعودية التي تقلب كل حجر في رحلتها في البحث عن الفرص لا يمكنها إغفال مصدر مهم وثروة كبيرة كاليورانيوم دون الاستفادة منه وخلق صناعات جديدة مرتبطة به وجعله مصدراً داعماً لروافد الاقتصاد وهي التي تسعى بشكل حثيث لتنويع مصادر دخلها وتقليد اعتمادها على النفط كمصدر وحيد للإيرادات.
السعودية أبدت أيضاً التزمها بتطوير مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة والعمل على خفض الانبعاثات الكربونية ولعل المفاعلات النووية التي تتطلب اليورانيوم كعنصر حاسم ستسهم في هذا الاتجاه.
لدى السعودية فرصاً هائلة للاستفادة من هذا المعدن فدولة مثل فرنسا مثلاً تعتمد على المفاعلات النووية لإنتاج أكثر من 70% من احتياجاتها من الطاقة وتحصل على احتياجاتها من اليورانيوم من النيجر، كما تستثمر الصين والهند ببناء مزيد من المفاعلات النووية لإنتاج الكهرباء وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتعول على وفرة هذا المعدن لمواصلة هذه الاستثمارات وتحقيق الأثر الاقتصادي منها.
وإذا كانت المعادن هي نفط السعودية الصلب والمورد الجديد والثروة غير المستغلة بشكل كامل حتى الآن فإن اليورانيوم يعد من أهم هذه المعادن التي تسعى السعودية إلى تحقيق اقتصاد قوي ومستدام إضافة إلى كونه مصدراً لطاقة نظيفة ومنتجاً يتم تصديره لتلبية احتياج صناعة تعتمد عليها عديد من الدول وتتوسع فيها ما يجعل هذا المعدن حجر زاوية لعديد من الاستخدامات والتطبيقات في مجال الطاقة والصناعة والبحث العلمي والطب النووي.