هل أدلكم على تجارة؟
إحدى ركائز منظومة القيم الإنسانية المُطْلقة المعترف بها منذ آلاف السنين في مختلف الديانات والحضارات وما زالت مستمرة وقائمة إلى اليوم هي عمل الخير. من الأمثلة المشرقة لأعمال الخير الصندوق الخيري لمعالجة المرضى في مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، وهو الصندوق الذي يفتح مجالات الخير للراغبين في مساعدة المرضى غير القادرين على دفع تكاليف علاجهم وتأهيلهم.
هل أدلكم على مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية أكبر مدينة تأهيلية في الشرق الأوسط؟ تقدم المدينة خدمات تأهيلية وبرامج متخصصة من أهمها تأهيل مبتوري الأطراف، كما تسعى إلى إعادة المعوق لأفضل ما يمكن من الوضع الطبيعي لينسجم بعد ذلك في مجتمعه ويصبح عضواً فاعلاً فيه. الصندوق يدعم التأهيل بعد الإصابة الدماغية أو السكتة الدماغية وإصابات الحبل الشوكي، والتدخل المبكر للأطفال المعوقين من خلال تقديم العلاج التأهيلي، كما يقدم الصندوق الأطراف الصناعية لذوي الأطراف المبتورة، وقدم الصندوق العلاج والدعم لـ 1294 حالة منذ إنشائه.
هل أدلكم على هذا الصندوق الذي يهدف إلى مساعدة المرضى الفقراء وغير القادرين على دفع تكاليف العلاج والتأهيل والأطراف الصناعية؟ هذه فرصتنا للمشاركة في الأعمال الإنسانية والتبرع لدعم الصندوق الخيري لعلاج وتأهيل الفقراء وتأهيلهم. الصندوق يعتمد في موارده على التبرعات والهبات والصدقات والأوقاف والزكاة. من واجبنا أن نقدم لهؤلاء ما يسد عوزهم، وأن نخرج زكواتنا لهذه الشريحة الغالية من المجتمع التي تعاني البؤس والشقاء.
لم يكن عمل الخير في يوم من الأيام يقوم على مجرد النيّات الحسنة فقط، فهو أيضاً إرادة... وإدارة... وتنمية... واستثمار. الإرادة تَجَلَتْ في تصميم المواطن سلطان بن عبد العزيز على تأسيس الصندوق، أما الإدارة فهي نخبة من المختصين في مجالات العلوم الدينية والطبية والاجتماعية وبعض رجال الأعمال، إضافة إلى اللجنة التنفيذية التي تشرف على أعمال الصندوق الخيرية. كذلك تقوم لجنة تقييم الحالات المرضية من ذوي الاختصاص بدراسة الحالات وتحديد أهلية طالبي العلاج من الناحيتين الطبية والاجتماعية. ولأن الدنيا سوق، فالتجارة مع الله ـ عز وجل ـ تدر علينا الربح والاستثمار في الحياة الطيبة في الدنيا والسعادة في جنة الله في الآخرة.
همسة تحية وشكر وامتنان للجندي المجهول المدير التنفيذي للصندوق المهندس عبد الله الفاضل.. أعلم تماماً أنكم تحتاجون إلى كل الطاقات والقدرات والإمكانات في تنشيط العمل الخيري، وأعلم أيضاً أن جميع ما يرد إلى الصندوق من تبرعات يصرف في علاج المرضى فقط بينما تتكفل مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية بتحمل جميع نفقات التشغيل الإدارية. ولكن الخير – تماماً كالحق ـ ينتشر أكثر برحمة الله ثم بحرص القائمين عليه.. لعل الخير يعم جميع أرجاء وطننا الغالي فيستفيد منه القاصي والداني.