قديمك ..
في تساؤل طرحه أحد الشباب على صديق له ممن سبقه بالتجربة عند رغبته في شراء منزل صغير له ولأسرته الصغيرة كان السؤال عن أهم المشكلات التي قد يواجهها مستقبلا حال شرائه منزلا جاهزا وخاصة أن غالبيتها تبنى بطريقة (تجارية)، فما كان من صاحبه إلا أن ذكر له أهم المشكلات التي واجهها هو بنفسه ولاحظ أن الشكاوى نفسها تتردد على أفواه العديدين ممن اشتروا منازل جاهزة فمشكلة الصب والدفن التي غالبا لا تراعى كثيرا في بناء المساكن التجارية ناهيك عن مشكلات مثل ( السباكة) وتمديداتها وأدواتها التي تعد من أصعب المشكلات التي ترهق المشتري فلا يمكن تجاهلها وهي بحاجة إلى مبالغ ليست بالقليلة لحل المشكلة من جذورها فالإصلاحات الطارئة لا تطول إلا وتعود إلى سابق عهدها وهكذا دواليك إضاءات .. أرضيات .. جدران .. أسقف.. (وهم ما يتلم).
لم يشتك أهلنا وآباؤنا من البناء السابق ولم نسمع بمشكلات كالتي نسمعها الآن، فمنازل عمرها يربو على 20 عاما لا تعاني مشكلات كبر السن أو الهرم.
كما أن أساسات البناء الداخلي للمباني القديمة متينة وقادرة على تحمل الظروف والتقلبات المناخية ولن تنتظر للشتاء حتى تمطر وتختبر المنزل الذي ترغب في شرائه!
هل البناء في السابق اختلف عن البناء الحالي؟ هل الاختلاف بالأدوات أم بالأيدي العاملة؟ أم هو اختلاف يتعلق بممول المشروع الذي يستخدم أرخص المواد؟ (إلا من رحم الله).
كان البناء القديم بناء صحيحا يعمر لسنوات طويلة وقد يخدم أكثر من جيل أما حاليا لا يمكن أن تعرف العمر الافتراضي للمنزل.
إن شراء منزل قديم سيتوافر بمساحة أكبر وقد يكون أقل سعرا، قد لا يكون الشكل ملائما لرغبات الجيل الجديد من حيث التنظيم والألوان إلا أنك ستضطر للترميم في المنزل الحديث فاستثمر هذه الترميمات مرة وليس كل مرة.
فوجود من يستثمر بالمباني القديمة سيزيد من قيمة هذه المباني وسيعطي لها أهمية حتى لراغبي الاستثمار يمكنهم إعادة ترميم هذه المباني (بدون مبالغة) وتهيئتها للبيع بسعر مناسب لطالبي السكن المريح. وقد قيل في الأمثال (قديمك نديمك لو الجديد أغناك).