5 آلاف مشاهد لحفلة تعذيب يتيم !
حتى هذه اللحظة شاهد أكثر من 5 آلاف مستخدم لشبكة الإنترنت مقطع فيديو في موقع "يوتيوب" تصل مدته إلى نحو دقيقتين يُظهر بحسب ما ذكر ناشره عملية ضرب عنيفة بعصا مكنسة لأحد نزلاء دار الأيتام (التربية الاجتماعية) في العاصمة الرياض.
والمقطع الذي صُوّر في شهر أيار (مايو) الحالي بحسب المعلومات الموجودة في الموقع لا يثبت بشكل دامغ أن أحداثه وقعت في الدار المذكورة, حيث يصعب على المشاهد أن يتعرف على المكان لعدم وجود لوحات أو أي قرائن مشابهة, لكن المقطع نفسه يظهر شخصين بالصوت والصورة يدعي الناشر أنهما من مسؤولي الدار ويورد اسميهما كتابة أثناء عرض الفيديو وهو ما يستدعي أن تفتح وزارة الشئون الاجتماعية وهيئة وجمعية حقوق الإنسان ملف التحقيق في هذه القضية للتأكد من صحتها, فإن ثبتت فلابد من معاقبة المعتدين إداريا وقضائياً وإعلان ذلك في وسائل الإعلام إضافة إلى دراسة وضع نزلاء هذه الدار من الأيتام ومن في حكمهم, وإن لم تثبت فعلى الوزارة أن تنفي علناً صحة المعلومات المذكورة في المقطع, فقضية كهذه من شأنها أن تمس سمعة الوطن بأكمله في الخارج إن تلقفتها وسائل الإعلام الأجنبية وفعلت بها كما فعلت بمقطع الفيديو الذي يظهر عملية تعذيب قديمة تمت في دولة خليجية مجاورة.
أما بالنسبة لي فأنا لا أستغرب حدوث مثل هذه القضية وقد كتبت سابقاً مقالاً نُشر في هذه الزاوية بتاريخ 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2008م تحت عنوان "رعاية الأيتام بتوصيلات الغاز" تحدثت فيه عن حادثة اعتداء إخصائي اجتماعي على أحد أيتام دار التربية الاجتماعية في المدينة المنورة وقد نشرت إحدى الصحف السعودية وقتها تفاصيل الحادثة, التي انتهت بالضحية إلى نزيف دموي حاد من فمه وأنفه ورضوض وخدوش طالت أماكن متعددة من جسده.
كما كتبت مقالاً آخر في هذه الزاوية بتاريخ 5 آذار (مارس) 2009م تحت عنوان "يجوز أم لا يجوز يا جمعية حقوق الإنسان؟" اعترضت فيه على صمت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بعد اكتشافها لائحة تبيح استخدام الضرب كوسيلة لمعاقبة نزلاء دار الملاحظة في مدينة جدة, وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً لإنسانيتهم ومخالفة سافرة لكل الأعراف الإنسانية والتربوية.
وعود على قضية مقطع الفيديو الجديد الذي لم يمض على نشره أكثر من 5 أيام يجب أن أشير إلى أن الله عز وجل ذكر لفظ اليتيم بمشتقاته في القرآن الكريم ثلاثًا وعشرين مرة، ويجب أن أشير كذلك إلى أن ولاة أمرنا في هذا الوطن أولو جل حرصهم واهتمامهم لأفراد هذه الفئة المهمة من فئات المجتمع وخصصوا الميزانيات الكبيرة لرعايتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم, ولذلك فلا يجب أن يُسمح بأي حال من الأحوال لأي مسؤول في دور التربية الاجتماعية أو غيرها بأن ينسف جهود الدولة بتصرف فردي أرعن ولا إنساني, وسأنتظر كغيري من الخمسة آلاف مشاهد ومن سيتبعونهم توضيحاً أو نفياً من وزارة الشئون الاجتماعية بعد أن تشاهد المقطع المعني, علماً بأنني على استعداد تام لتوفير العنوان الإلكتروني الخاص بالمقطع أو المقطع نفسه إن لزم الأمر لأي جهة تطلبه.