الألم.. يؤكد تفوق الرجل على المرأة!
من حكمة الله - سبحانه وتعالى - أن خلق الألم في جسم الإنسان كجرس إنذار عند حدوث مرض في جسم الإنسان، وتكاد تكون أخطر الأمراض وأشدها فتكا تلك الأمراض التي لا يصاحبها شعور بالألم أو لا يظهر ألمها إلا متأخرا مثل مرض السرطان عافانا الله وإياكم، ولا يمكن تخيل حالة جسم الإنسان دون وجود ألم، بل إن أكبر ألم في الحياة قد يواجهه إنسان هو عدم شعوره بالألم، انشغل العلماء بدراسة الألم منذ سنين طويلة وأخيراً اكتشفوا الجين المسبب للألم وأطلقوا عليه اسم (دريم) أي الحلم وقد كلفت هذه الدراسة أمريكا وكندا ميزانية ضخمة من أجل التوصل إلى سبب الداء بدلا من صرف الملايين في تسكين ألم الداء، ولاسيما أن أمريكا وحدها تخسر ما يقارب 100 مليار سنويا في علاج مواطنيها.
العالم الكندي جيفري اكتشف الجينات التي تخفف من شعور الإنسان بالألم، أسمى هذه الجينات "ميلانوكورتين1" وهي الجينات المسؤولة عن البشرة البيضاء واللون الأشقر في الإنسان حيث هذا الاكتشاف أثبت علميا بما لا يدع مجالا للشك أن أصحاب البشرة البيضاء والشعر الأشقر أقل من غيرهم إحساسا بالألم، وكشفت دراسة علمية أن النساء أضعف من الرجال في تحمل الألم وذلك عكس الفكرة التقليدية السائدة والتي تؤكد أن المرأة أكثر قوة وتحملا للألم نتيجة لتحملها الآم الحمل والولادة حيث أرجعت الدراسة أن كمية العاطفة التي تحملها المرأة أكثر من الرجل هي السبب في زيادة شعورها بالألم فكلما كان الإنسان عاطفيا كان إحساسه بالألم أشد، في المخ الجزء المسؤول عن الاستجابة العاطفية وهو الذي يتعامل مع الألم عند المرأة والجزء المسؤول عن التحليل الواقعي وهو الذي يتعامل مع الألم عند الرجل، وهذا ما يفسر أن هناك نوعا من الألم عند المرأة لا يتم علاجه بالمسكنات العادية بل بمضادات الاكتئاب.
ومما يؤكد تفوق الرجل في المرأة من ناحية قدرته على تحمل الألم دراسة جريت في ألمانيا أكدت أن هرمون "التسترون" الذكوري يقلل من الحساسية للألم ويؤثر على نوعية الشعور به وقد شملت الدراسة أشخاصا أجريت لهم عملية تبديل جنس، حيث أفادوا بأن حساسيتهم للألم كذكور كانت أقل بكثير عندما كانوا نساء، تبلغ نسبة النساء اللاتي يشعرن بصداع نصفي وآلام مزمنة 72 في المائة بينما الرجال 52 في المائة، أول حالة عدم إحساس بالألم تم اكتشافها - كانت في عام 1932م لشاب يعمل في السيرك، وعدم الإحساس بالألم مشكلة كبيرة خصوصا في مرحلة الطفولة ربما تؤدي إلى فقدهم الحياة - لا سمح الله، فقد عاش أبوان أمريكيان حياة مريرة ومتعبة مع طفلين لهما ولدا وهما يملكان أجسادا لا تشعر بالألم إلى الدرجة اضطرا معها إلى الاستقالة من عملهما والجلوس في البيت لمراقبة طفليهما بشكل مستمر، فكان الطفل يجرح نفسه ويرتمي على الأشياء الصلبة دون اكتراث ولم يتم حل مشكلتهما إلا بتغيير جدران البيت بجدران محمية وكذلك قامت المدارس التي يدرسان فيها بوضع غرفة صحية بحيث يتم الكشف عليهما مع بداية اليوم الدراسي ومع نهايته، وفي حالة خروجهما إلى أي مكان يتم إلباسهما ملابس واقية للرأس والجسم، كذلك نشرت مجلة الطبيعة الأمريكية قصة ستة أطفال باكستانيين أصيبوا بطفرة جينية فقدوا معها الإحساس بالألم حيث تم استغلال أحدهم للعمل في سيرك للشوارع لقيامه بإدخال سكاكين في يديه وكذلك قدرته على المشي على الجمر بكل سهولة وقد توفي هذا الطفل عند بلوغه سن 14 من العمر نتيجة سقوطه من سطح المنزل، أما بقية الأطفال الآخرين فهم يعانون مشكلات عدة أقلها فقدانهم أجزاء من ألسنتهم نتيجة عضهم عليهم!