أمين الأمناء لعاصمة العواصم .. ماذا بعد؟
أعلن قبل عدة أسابيع اختيار سمو أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف، كأفضل أمين مدينة عربية لعام 2009، نظير جملة من الإنجازات التي تحققت منذ توليه زمام العمل أمينا لمنطقة الرياض، ومن ذلك تنفيذ أكبر شبكة لممرات المشاة، وإقامة ساحات البلدية وملاعب الأطفال، وتنفيذ سلسلة من المتنزهات العامة والحدائق الكبرى، وتعزيز الأبعاد الاجتماعية والثقافية، من مهرجانات واحتفالات.
هذه مقدمة لخبر قرأته ولم أستغربه، بل على العكس فإني أعتقد أن الجائزة أقل بكثير مما تستحقه الرياض وأقل بكثير مما قدمه أمينها خلال السنوات القليلة الماضية، فعمل أمينها الأمين أضفى على عروس الصحراء ورياضها رونقا جديداً من المدنية ولمسات رائعة للحياة العصرية وقيمة مضافة اقتصادية، فالجميع يلاحظ أن الرياض تتطور بشكل يومي وبشكل نوعي، وهذا ما يجعلني دائم الحديث عن الرياض، فأصبح الناس يمارسون الرياضة وأصبح للمزارعين يوما يجمعهم، وأصبح للأطفال مهرجاناتهم، وأصبح للمسارح روادها وللمدينة شوارعها وميادينها وغيرها الكثير الكثير من التطورات المهمة في الحياة اليومية لسكان العاصمة التي ترسم الواقع الجميل وتعطي التفاؤل لمستقبل مشرق حتى في ظل التحديات التي تواجهنا جميعا.
ولكني أرى الرياض الحديثة من منظور آخر, فالعاصمة تتميز بالتوافق بين تطور المدينة من الناحية الجمالية والتنظيمية التي نجحت أمانتها في تطبيقه وبين زيادة أهمية موقعها السياسي الاقتصادي القوي على المستويين الإقليمي والعالمي، ولذلك فهذه العاصمة القوية والجادة استقبلت خلال السنوات الخمس الماضية ما يعادل ـ في ظني ـ ما استقبلته خلال الـ 50 سنة الماضية من ناحية نوعية وعدد زوراها العالميين على مستوى رؤساء أكبر الدول وأهم الوزراء وألمع الشخصيات على الخريطة الإقليمية والعالمية في عهد الانفتاح والإصلاح الذي يقوده وينفذه خادم الحرمين الشريفين بكل عزيمة، وكذلك احتضانها فعاليات سياسية واقتصادية مستمرة على مدار العام، فعاليات على أعلى المستويات حتى أصبحت الرياض جزءا من نشاطاتها الاقتصادي الغزير. وعندما سنحت لي الفرصة أخيرا للاستماع للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في أول زيارة لرئيس برازيلي للمملكة في تاريخ علاقة البلدين، وصلت إلى قناعة أن الرياض تعيش أوج مجدها وتستمتع بربيع عمرها وأنها تحظى بأفضل إداراتها من خلال رؤية الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي لا تستطيع أن تذكر الرياض من دون أن يكون اسم الأمير سلمان مرادفا لكل نجاحاتها، إضافة إلى ذلك الإشراف الرائع والمجهودات المميزة من الهيئة العليا لمدينة الرياض وعلى رأسها أمينها الأمين.
ولعل حصول أمين الرياض الأمين على التقدير المستحق، يقودني إلى طرح سؤال الطموح الدائم وسؤال العاشق الهائم: ماذا بعد لعاصمة العواصم وهي في أوج توهجها ومجدها؟ ماذا بعد لإيصال النجاح إلى أصقاع المعمورة ولحفر اسم الرياض في ذاكرة التاريخ بتميزها ورسم مستقبلها بريشه نجاح حاضرها، إذا كانت روما عاصمة العالم القديم، فنحن نؤمن أن الرياض عاصمة العالم الحديث وعاصمة بناء المستقبل، ولذلك فإنه من المهم الاستفادة من النجاحات المتلاحقة لعاصمة العالم الحديث بوضع بصمة مستقبلية لتلك النجاحات من خلال استراتيجية العلامة التجارية لمدينة الرياض المبنية على نجاحاتها المتحققة على أرض الواقع وثقلها السياسي الدولي ومركزها الاقتصادي الذي يشهد به القاصي والداني.