كوابيس الطفولة

يفترض أن تكون رياض الأطفال المرحلة التعليمية الأكثر فائدة ومتعة للصغار، مرحلة انتقالية لهم قبل الالتحاق بكراسي التعليم الأساسي.
ويجهد الآباء في البحث عن المكان المناسب لالحاق أطفالهم به، وخاصة في المدن الكبيرة التي تتفاوت فيها المراكز التعليمية بين السيء والجيد والأفضل.
لكن ماذا لو كانت روضة الأطفال مشروعا ربحيّا بحتا؟ بشعارات زائفة تستدرج الأفراد لتسجيل أطفالهم وتقديم أقساط مرتفعة مقابل مُخرجات تربوية وعلمية فقيرة؟
تتحدّث بعض الأمهات بحرقة عن روضات ألحقن بها أطفالهن ذوي العمر الصغير بسبب عملهن الصباحي وانشغالهن عن الجلوس بصحبتهم. عرض الكتيب الخاص بهذه الروضة أهمّ الأنشطة التي تقيمها مثل تعلم أساسيات اللغة واللعب والفنون الجميلة للأطفال، وكل ذلك شامل في القسط – المرتفع – الذي دفعنه لهم مبدئياً.
وما إن يبدأ العام الدراسي حتى تبدأ الحقائق تتكشف، الإهمال الشديد من المعلمات المكلفات بالتدريس وغيابهن المتكرر ونقص الأنشطة مما يصيب الأطفال بالملل والهروب من الحضور.
إضافة إلى نقص الموارد التي لو قورنت بالأقساط المدفوعة ستجعل الأم تتساءل عن جدوى الدفع أساساً!
طلبات مثل توفير القرطاسية والوجبات وحتى المناديل الورقية التي يستخدمها الطفل خلال يومه الدراسي، ومن ثم طلبات الاحتفالات المتزامنة والمناسبات الكبرى في المدينة كاليوم الوطني والجنادرية.
هذا من ناحية ماديّة ، أما من الناحية المعنوية فتفتقر بعض الروضات إلى المعلمات المدربات في نفس التخصص والبعض منهن تبحث عن وظيفة بأقل عدد من الساعات ومصدر دخل ثابت.
مسؤولية مراقبة هذه الروضات هي مسؤولية مشتركة بين الآباء وبين الجهات التعليمية العليا، فالزيارات الثابتة وتفقد الطفل في مكان دراسته مهمّ لتحفيزه وأخذ فكرة عن أي مشكلات تواجهه وحلّها.
كذلك التحققّ المستمر من تأهيل المكان والمعلمات فيه يجعل إدارة الروضة في موقع محاسبة مستمرة واهتمام بما يحصل داخل جدرانها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي