عن كنوز الآخرين

تتوارث الأسر الأمريكية عادة شهيرة هي مزادات المرآب أو كما تسمى في اللغة الإنجليزية ( Garage Sale ). تقتضي هذه المزادات جمع كلّ السلع والممتلكات المستخدمة والتي ما زالت في حالة جيدة ومن ثم عرضها في مرآب المنزل أو الحديقة الخارجية للبيع. كل سلعة تقدّر بمدى استهلاكها وجودتها الباقية، هناك المعدات المنزلية والكتب واللوحات والأثاث المنزلي وحتى الملابس أحياناً.
بعد التصفية هذه يتوافر لدى الأسرة مبلغ مالي جيّد يفيد في اقتناء السلع الجديدة، وتتوافر مساحة خالية في أركان المنزل.
من جهة أخرى ترتبط كثير من المبيعات بموسم الربيع السنويّ وما يسمى بجردة الربيع، فتوقيت هذه المزادات يصبح موعداً تنشده الأسر ذات الدّخل المحدود نسبياً للحصول على الكماليات والضروريات على حدّ سواء بقيمة لا تتوافر بها في المحال الأصلية.
ربّما هذا ما يفسّر اهتمام الأسر بالمحافظة على المقتنيات بحالة جيدة طوال فترة استخدامها، لكي تعود ولو بنسبة قليلة من قيمتها الأصلية ويكون المستهلك قد كسب في الحالتين.
تقنين المصروفات الذي يحصل في شراء ما استخدمه الآخرون لا يقتصر على ذوي الدخل المحدود، بل على العكس يعدّ ذكاء استهلاكياً ووسيلة للعثور على مقتنيات قديمة ونادرة يتسابق عليها حتى الأثرياء!
سنوياً وفي الخميس الأول من شهر أغسطس يقام أكبر مزاد للبضائع المستخدمة في أمريكا والعالم، يمتد بين ولايتي أوهايو وآلاباما، هذه التظاهرة ينتظرها الآلاف من الأمريكيين لزيارتها والبحث عن المقتنيات التي يمكن لاحقاً إعادة بيعها.
المميز في كلّ ذلك أن الإعلام المحلي في كل مدينة ما بين الصحف والتلفزيون والإذاعة يقدمون الدعم الإعلاني للمزادات ويشجعون على القيام بها كحلّ اقتصادي وجزء من التراث.
بيع وشراء السلع المستخدمة لا يعدّ معيباً عندما يكون ذلك في سبيل الادّخار أو توفير التكلفة، لكننا ما زلنا في مجتمعنا بحاجة لتقبّل ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي